إصابة 4 عناصر من الأمن العام السوري في اشتبكات مع فلول النظام السابق في حمص
تواصل الحكومة العراقية مفاوضاتها مع الميليشيات المسلحة بهدف إنهاء وجودها، وتحويل مسارها نحو العمل السياسي، إلا أن هذه المفاوضات "تسير ببطء" وتواجه عقبات قد تعرقل تحقيق تقدم ملحوظ، بحسب مصادر مطلعة.
وقال مصدر سياسي، لـ"إرم نيوز"، إن "المفاوضات مع الفصائل المسلحة تسير ببطء، وتهدف إلى إعلان تسليم الأسلحة مقابل السماح لهذه المجاميع بالعمل ضمن الأحزاب السياسية".
وأضاف المصدر، الذي طلب حجب اسمه، أن "هذه الميليشيات قلقة بشأن احتمال ملاحقة أتباعها قانونيًّا، كما أنها ترغب في التخلي عن أسلحتها سرًّا دون الإعلان بشكل رسمي تجنبًا لإحراجها، أو على مراحل متتالية".
وأشار إلى أن "الفصائل اشترطت أن تكون المرحلة النهائية من تسليم الأسلحة بعد خروج القوات الأمريكية من العراق، المتوقع حدوثه بحلول العام المقبل، كما أنها شددت على عدم المساس بهيكلية الحشد الشعبي، باعتباره مؤسسة حكومية".
وتسعى بغداد إلى تحقيق تقدم، ولو بسيط، في ملف الميليشيات المسلحة، بهدف طمأنة المجتمع الدولي، وإظهار جدية الحكومة في معالجة هذا الملف الحساس، الذي يشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق الاستقرار في البلاد.
ويبرز انقسام واضح في الساحة العراقية، بشأن ملف تسليم الأسلحة، ففي حين التزمت بعض الميليشيات المسلحة بالصمت تجاه ما يجري، أعلنت أخرى رفضها القاطع لتسليم أسلحتها، وهددت باستئناف عملياتها ضد المصالح الأجنبية في البلاد.
وبهذا الصدد، رأى الخبير في الشأن العراقي، غالب الدعمي، أن "(محور المقاومة) شهد تراجعًا كبيرًا، وحتى إيران فقدت الكثير من قوتها، خاصة بعد فقدان تأثيرها في لبنان وسوريا وغزة، مما جعل النار تقترب من حدود إيران".
وأوضح الدعمي، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك ربما اتفاقًا دوليًّا على إضعاف إيران ومحورها بشكل أكبر من ذي قبل، ولا سيما في ظل سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي تعتمد على الاحتواء لمن يدعم إيران، حيث تركز الإدارة الأمريكية على تعزيز تواصلها مع الصين وروسيا، وهذان الحليفان المهمان لإيران قد يتخذان موقفًا محايدًا أو يدعمان الجهود الأمريكية لإضعاف محور المقاومة".
وأشار إلى أن "الفصائل المسلحة في العراق تواجه مخاطر كبيرة جدًّا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص نفوذها بشكل واضح، إضافة إلى استهداف الحوثيين في اليمن، وحتى إيران نفسها".
ورغم مرور عدة أيام على إعلان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن بدء المفاوضات مع الميليشيات المسلحة بشأن ملف تسليم أسلحتها، إلا أن الملف لا يزال قيد الكتمان، حيث لم تُعلن أي تفاصيل عنه للرأي العام حتى الآن.
لكن عضو البرلمان السابق والمقرب من الحكومة والفصائل، عزت الشابندر، قال إن "قرار حل الفصائل قد تم اتخاذه بالفعل".
وأوضح الشابندر، في تصريح صحفي، أن "التفاهمات بين رئيس الوزراء وقادة الفصائل وصلت إلى مستويات عالية جدًّا، حيث أصبح الجميع مستعدين لقبول فكرة نزع السلاح".
وأضاف أن "هناك آلية لنزع السلاح، إلا أن الحكومة لم تتوصل إلى اتفاق بشأنها حتى الآن"، وأنه "تم الاتفاق على ذلك من قِبل الفصائل الثلاثة الرئيسية خارج الإطار الرسمي"، في إشارة إلى "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء" وربما "كتائب سيد الشهداء".
بدوره، أكد الباحث في الشأن العراقي، رمضان البدران، أن "موقف الفصائل التي لا تخضع لأوامر وإرادة الدولة يشكل ضغطًا كبيرًا على الحكومة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق".
وأوضح البدران، لـ"إرم نيوز"، أن "العراق بات جزءًا من سلسلة الانتكاسات التي منيت بها أذرع (المقاومة)، ما يضعه وتلك الأذرع في مواجهة تحديات كبيرة، خاصة أن التحدي هذه المرة ليس مع إسرائيل فقط، بل مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، وفي توقيت حساس للغاية، حيث يسعى الرئيس ترامب إلى مراجعة شاملة لكل الملفات التي تورطت فيها الولايات المتحدة، بما في ذلك الملف العراقي".
وأشار البدران إلى أن "العراق يُعتبر أحد أهم الملفات التي تتطلب مراجعة لدور الولايات المتحدة فيه، وأن محاولة التعامل مع هذا الموقف بشكل إيجابي تُعد الخيار الأفضل، أما التعامل معه بطريقة سلبية فسيكون أمرًا يفوق قدرة الرئيس ترامب على تحمله".