خبراء: إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس رغم أشهر من الحرب

أكد خبراء ومختصون سياسيون وعسكريون، أن إسرائيل لم تنجح في حربها المتواصلة على قطاع غزة، منذ عدة أشهر، بالقضاء على حركة حماس وجناحها المسلح، لافتين إلى أن إسرائيل بحاجة لحرب طويلة الأمد لتحقيق ذلك.

وفيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، القضاء على القدرات العسكرية لحماس في قطاع غزة، أشار مسؤولون عسكريون آخرون، إلى أن القتال من أجل إنهاء حكم حماس العسكري والأمني للقطاع يحتاج عامًا إضافيًا من الحرب في غزة.

ادعاءات غير واقعية

ويرى الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، أن "أي ادعاءات إسرائيلية بشأن نجاح جيشها في القضاء على حماس وجناحها المسلح غير واقعية"، مؤكدًا أن إسرائيل تدرك حاجتها للقتال لأشهر وسنوات طويلة في القطاع من أجل تحقيق ذلك.

وقال عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس لا تزال لديها قدرة على مواصلة العملين السياسي والعسكري، كما أنها لديها سيطرة، ولو جزئية، على مناطق في قطاع غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لم تحقق الهدف الذي أعلنت عنه بشأن هزيمة حماس وإسقاط حكمها للقطاع.

وأوضح أن "حماس لا تزال تتمتع بقدرات أمنية وعسكرية يمكنها من خلالها القتال ضد إسرائيل لأشهر أخرى"، مشيرًا إلى أن ذلك سيدفع المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لتحديث خططها المتعلقة بهذا الأمر.

وبين الالمحلل عسكري، أن "إسرائيل نجحت في قطع خطوط الإمداد والتصنيع الخاصة بحماس؛ لكنها لم تتمكن من القضاء على مخزونها الإستراتيجي من الأسلحة والصواريخ"، مبينًا أن حماس تواجه صعوبة في إطلاق الصواريخ، وليس عدم وجودها.

ولفت إلى أن "إسرائيل تدرك أن انسحابها من قطاع غزة سيمكن حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية، الأمر الذي يدفعها لوضع الخطط المتعلقة بالبقاء في القطاع والقتال لأطول فترة ممكنة ضد عناصر حماس، خاصة أنها لم تتمكن من القضاء على أنفاق الحركة بشكل كامل".

دلالة قوية

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "تصريحات القادة العسكريين بالجيش الإسرائيلي تمثل مؤشرًا ودلالة قوية على أن إسرائيل لم تحقق أهم أهدافها بالحرب على غزة، والمتمثلة بالقضاء على حماس وجناحها المسلح".

وقال جعارة، لـ"إرم نيوز"، إن "من المستحيل نجاح إسرائيل في القضاء على حماس خلال أشهر معدودة، وهذا الأمر بحاجة إلى 5 سنوات على الأقل من أجل تحقيقه"، لافتًا إلى أن إسرائيل ربما تنجح في حال استمرت بالقتال لتحييد القدرات الصاروخية للحركة.

وأوضح أن "حماس تستعد، منذ سنوات، للمواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل، وبالرغم مما تحمله هذه المواجهة من مفاجآت للحركة وقادتها؛ إلا أن الجناح المسلح لا يزال يمتلك القدرة على القتال سواء بالاشتباكات المسلحة، أو بحرب الأنفاق".

وأضاف: "لا يمكن الحديث عن نجاح الجيش الإسرائيلي بالقضاء على حماس دون تصفية أو اعتقال جميع قادتها العسكريين والسياسيين في غزة، وإنهاء الأنفاق بشكل نهائي"، مبينًا أن ما وصلت إليه إسرائيل لا يمثل إلا جزءًا يسيرًا من أنفاق الحركة.

وختم: "بتقديري إسرائيل لا تريد القضاء على حماس، وإنما التوصل إلى اتفاق سياسي بمشاركة دولة إقليمية، يضمن لها الهدوء لسنوات طويلة على الجبهة الجنوبية مع غزة، خاصة أنه لا يوجد بديل لحكم ال

في الوقت الحالي".