ترامب: الحرب ما كانت لتندلع في أوكرانيا لو كان هناك رئيس في البيت الأبيض يتمتع بالكفاءة
قال خبراء في الشأن الدولي، إن الفترة الانتقالية بين إدارة الرئيسين الأمريكيين، الحالي جو بايدن، والمنتخب دونالد ترامب، أطبقت على صوت واشنطن تجاه ما يحدث في شمال سوريا، رغم وجود قوات أمريكية هناك.
وأضاف الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إدارة بايدن التي تتأهب لمغادرة البيت الأبيض، لن تترك إدارة ترامب الجديدة تتسلم مقاليد الحكم دون ملفات "مفخخة"، ليدخل في صدامات ومساع معقدة، ومن بين ذلك عرقلة العلاقة التي يبنيها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حساب ارتباط واشنطن بحلف الناتو.
وبهذا الصدد، يرى الباحث في العلاقات الروسية الأطلسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن التركيز الأكبر للولايات المتحدة ينصب حاليًا على أوكرانيا، ثم على ملفات غزة ولبنان في الشرق الأوسط، ولكن حتى اللحظة لا يوجد اهتمام بالمعنى الواضح فيما يجري في سوريا.
وقال جاسم، لـ"إرم نيوز": "رغم أن لدى الولايات المتحدة قوات في الشرق الشمالي لسوريا، لكن ذلك ليس محط اهتمام أو تركيز كبير للمواقف العلنية الأمريكية، وربما نجد بعض التغيير من جانب واشنطن في قادم الأيام، لاسيما مع التطورات الأخيرة في مدينة حلب الاستراتيجية".
ولفت إلى قول ترامب عن سوريا خلال ولايته الأولى، بأنه "لا يوجد فيها سوى الرمال والدماء"، وفي الوقت نفسه، أصدر مرتين على الأقل، أوامر بالانسحاب من هناك، ليتبين لاحقًا أن بعض أفراد إدارته السابقة، قاموا بتضليله من خلال معلومات تفيد بأن عدد القوات الأمريكية العاملة هناك محدود.
أما بالنسبة لبايدن، الذي تلملم إدارته أوراقها لمغادرة البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، فإن التركيز الأكبر لها منصب حالياً على أوكرانيا، وفق جاسم.
وأشار إلى ما هو معلن للأهداف الأمريكية بالتواجد في سوريا، كمحاربة تنظيم داعش، والتوازن الاستراتيجي مع روسيا، وكذلك قطع الممر البري الذي يوفر الدعم من إيران إلى أذرعها في جنوب لبنان، مروراً بكل من العراق وسوريا.
من جانبه، أكد الباحث في العلاقات الدولية، نبيه واصف، أن عملية تغيير الإدارة الأمريكية، وما يجري من فترة انتقالية، يجعل المواقف غير ثابتة؛ الأمر الذي ولّد صمتًا تجاه سوريا.
وأضاف واصف، لـ"إرم نيوز"، أنه في ظل تأهب إدارة بايدن لمغادرة البيت الأبيض، فإنها لن تترك إدارة ترامب تتسلم مقاليد الحكم دون ملفات "مفخخة"، ليدخل في صدامات ومساع معقدة، وعلى رأس ذلك، عرقلة العلاقة التي يقوم ببنائها مع الرئيس الروسي على حساب ارتباط واشنطن والناتو.
وأكد أن هناك سعياً من إدارة بايدن لتعقيد العديد من الملفات، وفتح الباب لمجموعة من الأزمات، حتى ينشغل ترامب وفريقه عن سياسات يريد تطبيقها في الداخل والخارج، يجهز ويرتب لها في الوقت الحالي.
وقال واصف إن ترامب يرى أن ما جرى في الأيام الأخيرة في شمال سوريا يفرض إعادة تقييم مجموعة من ارتباطات واشنطن، وفي الوقت نفسه، الوقوف على خطط الناتو مع إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط.
وتابع واصف: "إن ما جرى في شمال سوريا، يأخذ في جانب منه، الاستهداف المباشر للميليشيات الإيرانية في سوريا، ووجود ميليشيا حزب الله ، وهو ما يحمي إلى حد كبير وقف إطلاق النار في لبنان، ويرتبط من جهة أخرى، بمدى التوصل إلى مقاربة بين إدارة الرئيس الجمهوري وطهران في إضعاف أذرعها بالمنطقة، مقابل ما ينتظر العلاقات من شكل جديد، يقوم على حوافز تتعلق بتخفيف جانب من العقوبات ورفع تجميد أموال إيرانية في الخارج، لفك جزء من الخناق الاقتصادي على طهران، نظير تحجيم أهداف إيران التوسعية".