وسائل إعلام سورية: غارة إسرائيلية استهدفت منطقة نجها جنوبي دمشق
الأحداث تتسارع في مدينة حلب السورية، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا مع تقدم الفصائل المسلحة. في ظل هذا الوضع زار الرئيس السوري بشار الأسد روسيا في خطوة وصفها المحللون بأنها حاسمة لمستقبل سوريا السياسي والعسكري.
الزيارة جرت في وقت حساس للغاية، حيث تواجه سوريا تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، تشمل تصعيدًا محتملاً على جبهات الشمال والجنوب، ضغوطًا متزايدة من إسرائيل، بالإضافة إلى ضرورة استعادة مسار تطبيع العلاقات مع تركيا بعد سنوات من التوتر.
اللقاء الثنائي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسد في موسكو جاء بعد أن ساد الجمود والقلق حول الوضع في حلب، التي استعادتها القوات الحكومية السورية في مطلع 2017.
مع تقدم الفصائل المسلحة، خصوصًا في محيط إدلب وحلب، أبدت موسكو قلقها العميق، إذ وصف الناطق الرئاسي الروسي، دميتري بيسكوف، الوضع في حلب بأنه "تعدٍ على سيادة سوريا"، مؤكدًا دعم روسيا لاستعادة النظام في المنطقة.
كما أعلنت روسيا عن تدخلها العسكري المباشر في مواجهات حلب، حيث قام الطيران الروسي بدعم القوات السورية في التصدي لهجوم في المحافظتين، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف المسلحين.
ويعتقد محللون في موسكو أن التصعيد الأخير في حلب يأتي في سياق محاولات لاستغلال الانخراط الروسي في الحرب الأوكرانية وفتح جبهة جديدة ضد موسكو، في وقت يزداد فيه الضغط الغربي على روسيا.
كما يشير الدكتور محمود الأفندي، الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن فصائل "هيئة تحرير الشام" كانت تستعد لهذا الهجوم منذ أشهر، وأن هناك دعمًا غربيًا قد يكون وراء تجهيزهم بالأسلحة المتقدمة والطائرات المسيرة تحت إشراف خبراء أوكرانيين.
الأفندي أضاف أن توقيت الهجوم يوحي بمحاولة لتصفية هيئة تحرير الشام بشكل نهائي، بعد انسحاب منظم للقوات السورية من مناطق معينة في حلب، مما يشير إلى احتمالية وجود خطة عسكرية معدة مسبقًا للقضاء على هذه الفصائل.
من جهة أخرى، يرى الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن تدخل تركيا في الهجوم على حلب قد يكون له دور كبير في التصعيد الأخير، خصوصًا في ظل المفاوضات الفاشلة بين دمشق وأنقرة،
حيث تسعى تركيا لضغط أكبر على سوريا في الوقت الذي تسعى فيه للحد من النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة.
رشوان أضاف أن روسيا لم تتدخل بشكل مباشر على الأرض في العمليات العسكرية في سوريا، بل اقتصرت جهودها على قصف مواقع الإرهابيين، على حد قوله.
التحليل الجيوسياسي للوضع في حلب يعكس حجم التحديات التي تواجهها سوريا، ليس فقط من القوى المعارضة الداخلية، بل أيضًا من ضغوط إقليمية ودولية تتداخل مع المصالح الكبرى في المنطقة. وبينما تسعى دمشق لاستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها، تظل محاولات التطبيع مع تركيا واحتواء النفوذ الإسرائيلي ورفع العقوبات الاقتصادية من أبرز القضايا التي تتطلب حلًا عاجلاً لضمان استقرار سوريا في المستقبل القريب.