القناة 13 نقلا عن مسؤول إسرائيلي: لا مفر من مواجهة عسكرية مع إيران
تترقب المنطقة اللقاء المنتظر بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى نتائج هذا اللقاء الذي قد يكون بمثابة أمل ونقطة تحول في مواقف ترامب، وسط دعم عربي واضح يساند موقف المملكة الرافض لمخططات التهجير.
وتعول أوساط أردنية وعربية على اللقاء، على أمل إحداث تغيير في موقف الرئيس الأمريكي، أو تقديم تصورات جديدة، تبدد المخاوف من فكرة التهجير التي ترى فيها نخب سياسية بأنها الأخطر على المنطقة، وتنذر بتصفية القضية الفلسطينية وضياع حلم إقامة الدولة.
وكان الديوان الملكي الأردني أعلن أن الملك سيلتقي الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض في 11 فبراير/ شباط الجاري.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، أيمن البراسنة، أن "الأفكار التي طرحها ترامب أثارت جدلاً واسعًا في الداخل الأمريكي قبل أن تكون صادمة عالميًا، فالمنطقة، وخاصة الأردن ومصر، تتابع هذه التصريحات بقلق شديد".
وأضاف البراسنة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "من الضروري الاشتباك الإيجابي مع الإدارة الأمريكية، وأن لقاء الملك عبد الله مع ترامب يهدف إلى توضيح المخاطر التي تترتب على القضية الفلسطينية، وأمن واستقرار المنطقة برمتها".
وأكد أن "لقاء الملك عبد الله مع ترامب يأتي بعد تصريحات خطيرة أدلى بها الرئيس الأمريكي حول نيته تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر"، مشيرا إلى أن "ترامب يرى قطاع غزة مجرد قطعة عقارية يمكن استثمارها وتحويلها إلى منطقة ترفيهية، دون الأخذ في الاعتبار القواعد الإنسانية والأخلاقية والجغرافيا السياسية في المنطقة وأهمية إقامة دولة فلسطينية".
وأشار إلى أن "هذه الإجراءات الأمريكية والتصريحات المتوافقة مع طموحات اليمين الإسرائيلي تتطلب وقفة حازمة، وهو موقف الأردن الذي رفض على لسان الملك بشكل قاطع أي مساومة في هذا الشأن".
وتابع البراسنة أن "الأردن لن يقبل التهجير فهذا يعني تصفية القضية الفلسطينية، وما تقوم به إدارة ترامب هو محاولة جديدة لصفقة قرن ثانية، لكن الأخطر اليوم هو تغيرات جغرافية وديمغرافية لن يقبل بها الأردن، ومعهم إسناد عربي واضح هذه المرة، وعلى مستوى عالٍ من التنسيق، وعليه فإن الملك عبد الله يحمل دعماً عربياً قبيل لقائه ترامب".
وختم البراسنة: "طروحات ترامب تشكل تهديداً وجودياً للفلسطينيين على أرضهم، وهو أمر لن يقبله الأردن، وبالتالي لن تقبل عمّان والقاهرة بجرهما إلى معركة داخل أراضيهما، والأردن لن يقبل أن يتحول لخزان بشري يستوعب اللاجئين الفلسطينيين حسب ما ترغب فيه الإدارة الأمريكية، ومن ورائها حكومة نتنياهو، وعلى الجميع الإدراك بأن هذا الطروحات ستقود حتماً إلى مواجهة أردنية مع إسرائيل".
في حين يرى وزير الأوقاف الأردني الأسبق هايل داود، أن "موقف الأردن واضح، حيث عبر عنه الملك عبد الله الثاني بأن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على التراب الفلسطيني، وليس على حساب أي جهة، فالتهجير مرفوض بالنسبة للأردن الرسمي والشعبي".
ويقول داود لـ"إرم نيوز": "لن يرضخ الملك عبد الله لضغوطات الأمريكيين، ولديه أوراق ضغط قوية، أولها الوحدة الداخلية الأردنية، وثانيها الرفض الفلسطيني الموحد من كافة الفصائل، وثالثها الموقف العربي المساند الذي عبرت عنه اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة، ورابعها أن قرار ترامب مخالف للشرعية الدولية، ويعرض الولايات المتحدة ورئيسها لمخاطر الاتهام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب التهجير القسري للشعب الفلسطيني".
وتابع داود: "ما صدر من تصريحات لترامب هو مغامرة غير محسوبة النتائج، ولن يستطيع المضي بها قدمًا. قد يكون طرحه لهذا الملف وبهذه الطموحات الكبيرة بهدف الضغط للحصول على تنازلات معينة، لكن ترامب لن يتمكن من فرضها، فالفلسطينيون في غزة لن يقبلوا تهجيرهم بعد صمودهم الطويل في مواجهة الصواريخ والقتل والتدمير الإسرائيلي لأكثر من 15 شهراً".
وأكد أنه "لن يقبل أي زعيم عربي بتوجهات ترامب، لأن ذلك سيؤدي إلى فوضى عارمة لا يمكن لأحد في المنطقة أن ينجو منها".
وكان ترامب قال في مؤتمر صحفي لدى لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنكون مسؤولين عن تفكيك القنابل جميعها غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع".
وأضاف ترامب "إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".
وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترامب إنها قد تصبح موطنا "لشعوب العالم" وتوقع أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
والخميس أعاد ترامب الحديث عن ذات الملف قائلاً إن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، ولن تكون هناك حاجة إلى جنود أمريكيين في القطاع، وسيكون الفلسطينيون قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمنا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة، وستتاح لهم الفرصة للعيش بسعادة وأمن وحرية".