هل أنشأ الموساد شركة وهمية لتوريد "البيجر" إلى حزب الله؟

رجح خبيران أن تكون إسرائيل قد أنشأت شركة "وهمية" لتكون واجهة لعملية تصنيع أجهزة البيجر وتصديرها إلى لبنان.

واتفق الخبيران كمال الجفا ومحمد صالح الفتيح في حديث لـ "إرم نيوز" على أن الدلائل والوقائع المتوفرة حتى الآن حول قضية تفجير أجهزة البيجر في لبنان، تشير إلى أن إسرائيل عمدت إلى تأسيس أو "شراء" شركة وهمية مهمتها توريد أجهزة البيجر إلى حزب الله.

وأوضحا أن "ذلك يعززه انكشاف اسم الشركة المجرية (BAC) التي ظهر اسمها في اليومين الماضيين كإحدى الحلقات الغامضة في مسلسل تفجيرات البيجر".

الخبير العسكري السوري كمال الجفا أشار إلى أن "الشركة المجرية المزعومة غالباً هي واجهة وهمية لعمليات يديرها الموساد الإسرائيلي، والتي أُرسلت عبرها شحنة أجهزة "البيجر" إلى "حزب الله". 

وأضاف أن "المجر مخترقة بالكامل من قبل الموساد، وخاصة في ظل الحكومة اليمينية برئاسة فيكتور أوربان الذي لا يخفي علاقته القوية بإسرائيل وبنيامين نتنياهو".  

و"يظهر هذا المخطط الحجم الكبير للعمل الاستخباري الذي قامت به إسرائيل"، وفقاً للباحث محمد صالح الفتيح .

وكان مؤسس شركة "غولد أبولو" التايوانية قد قال إنه ارتبط بعلاقة مع شركة "بي. أي. سي" قبل إبرام اتفاق ترخيص العلامة التجارية.

وأضاف أنه "بالنظر إلى الوراء كانت هناك حادثة غريبة مع شركة BAC، عندما قام بنك تايواني محلي بتأخير تحويل مصرفي من الشركة؛ لأن البنك المحلي كان لديه شكوك في شأنها، لافتاً إلى أن "التحويل ربما جاء من بنك في الشرق الأوسط." ولم يذكر أي بلد، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال الباحث السوري المقيم في بريطانيا في تصريح لـ "إرم نيوز" إن "من المحتمل أن تكون إسرائيل قد فخخت أكثر من شحنة واحدة من أجهزة البيجر الموردة إلى حزب الله".

وأفادت تقارير أمريكية، أن هجوم "البيجر" في لبنان تم عبر 3 أنواع من تلك الأجهزة التي تصنّعها شركة "أبولو" التايوانية. 

لكن الشركة التايوانية أصدرت بياناً يقول إن الأجهزة التي انفجرت في لبنان ليست من تصنيعها، وإنما من تصنيع شركة تدعى (BAC) مقرها المجر، وهي التي حصلت على ترخيص لتصنيع هذه الأجهزة من الشركة التايوانية. 

وفي بيان لها، قالت الشركة إنها سمحت بوضع علامتها التجارية على أجهزة "البيجر" التي انفجرت في لبنان وسوريا، وهي من طراز "AR-924"، تم تصنيعها من قبل شركة "BAC Consulting KFT"، ومقرها بودابست.

"أسرار" الشركة المجرية

في البحث عبر مصادر المعلومات المفتوحة يتبين أن شركة "BAC Consulting KFT" أسست في العام 2022، تحمل رقماً ضريبياً ومتخصصة باستشارات الأعمال والاستشارات الإدارية الأخرى، ويبلغ رأس مالها أقل من 3 ملايين فورنت هنغاري (نحو 8350 دولاراً أمريكياً).

ووفق بيانات الشركة، يظهر أن صافي المبيعات خلال العام 2023 بلغ 210.307 فونت مجري (نحو 584 دولاراً أمريكياً)، ولا تظهر لها أي تعاملات تجارية واضحة، وتقتصر حساباتها على المصاريف الإدارية ومصاريف الترخيص.

ويظهر موقع الشركة الجغرافي عبر خرائط "غوغل"، المسجل في المصادر المفتوحة، أنه عبارة عن بناء سكني لا يحوي أي إشارة على أنه شركة تجارية أو مصنع إنتاج. ويبدو أن موقع الشركة الإلكتروني متوقف عن العمل، ولا يوجد له أي معرفات أو صفحات على وسائل التواصل.

على دفعات

وأوضح الفتيح: "بحسب المتوفر من معلومات "انفجر 4000 جهاز "بيجر" في لبنان. وحتى لو كان هناك بالمتوسط 25 غراماً من المتفجرات في كل جهاز فسيكون الحجم الإجمالي هو 100 كيلوغرام من المتفجرات موجودة في شحنة واحدة (حاوية أو حاويتي شحن تجاري بحري).

ولفت الخبير إلى أن "أجهزة الكشف الحديثة في الموانئ الأوروبية والآسيوية تستطيع كشف المتفجرات، حتى لو كانت بكميات أقل بكثير من هذا. ولهذا يبدو من المرجح أن بضع مئات من الأجهزة المفخخة قد نقلت في كل دفعة".

ويقدم الخبير السوري قراءته لما حدث بالقول: "تم تفخيخ أجهزة "البيجر" مسبقاً، قبل أن تصل إلى لبنان، بمادة متفجرة صغيرة تزن أونصة إلى أونصتين، أي 28 إلى 56 غراماً، وتم التفجير عبر صاعق، أو مفتاح تم تفعيله عن بعد، في الساعة 3.30 مساءً بتوقيت بيروت، عبر إرسال رسالة لجميع الأجهزة بدت وكأنها مرسلة من قيادة "حزب الله". 

وختم قائلاً: "تمت برمجة الأجهزة لتقوم بالرنين لبضع ثوان قبل أن تنفجر. والهدف بتقدير الخبير هو أن يمسك المستخدم الجهاز بيده، أو يضعه أمام وجهه ليقرأ الرسالة لتكون النتيجة إصابات خطرة للأيدي والأعين، وهذا ما حصل للمئات فعلاً".