الخارجية الأمريكية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطط لإرسال فريق إلى إيران خلال أيام
رجّح خبراء أن يقتصر دور حركة حماس في الفترة المقبلة، مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار وتراجع النفوذ الإيراني، على العمل السياسي الداخلي، وإعادة ترتيب أوراقها والتعامل مع الواقع الجديد للحفاظ على استمرار الحركة.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا العمل السياسي الداخلي والاتجاه إلى الساحة المجتمعية، يهدف للحفاظ على هيكلها ووجودها، وهو ما سيتجسد في أدوار ومشروعات إنسانية وإغاثية في غزة، بالإضافة إلى البحث عن وجود اقتصادي لها في الفترة المقبلة لتعويض ما تعرّضت له من خسائر مالية.
إعادة ترتيب الأوراق
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني، عمار خيري، إن حركة "حماس" أدركت أن هذا الوقت يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقها، وأن تتعامل بقدر من التفاهم والمرونة مع الواقع ومستجداته لاسيما بعد ما تعرضت له الفصائل التي كانت مماثلة لها والخاضعة لإيران وفي صدارتها ميليشيا حزب الله، إلى ضربات ممنهجة بعد أن فشل الرهان الذي تم العمل عليه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبين خيري في حديث لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس ستركز جهدها في العمل السياسي الداخلي أكثر من العمل العسكري كي تحافظ على ما تبقى من قدراتها، وضمان عدم استهدافه، ما سيعني إنهاء وجودها على المستويات كافة، وكل ذلك مع التركيز على تحسين صورتها مجتمعيا في ظل مسؤوليتها عن الذهاب بالقطاع إلى هذا الدمار.
وأضاف خيري أن هذا العمل السياسي سيتجسّد في هذا الصدد بأدوار ومشروعات إنسانية ومجتمعية إغاثية في غزة التي يوجد فيها الجزء الأكبر من حاضنتها.
الحفاظ على الوجود
وأشار خيري إلى أن الذهاب إلى العمل السياسي غير العسكري والاتجاه إلى الساحة المجتمعية هدفه الحفاظ على هيكل الحركة ووجودها؛ لأنها لا تمتلك القدرة على مواجهة التيار الحالي، وفي الوقت نفسه، فإن التصميم على المواجهة من الممكن أن يمحو وجودها، ما سيجعل قيادات الحركة تعمل بشكل كبير على الشأن السياسي الداخلي والدور المجتمعي.
وأردف خيري أن هذا العمل السياسي والمجتمعي سيحمل جانباً من البحث عن وجود اقتصادي للحركة في الفترة المقبلة لتعويض ما تعرضت له من خسائر مالية، لاسيما بعد تجفيف الكثير من مصادر التمويل التي كان قسم كبير منه مرتبطاً بإيران، ومواجهة تشديد الرقابة المتوقعة دوليا عليها في هذا الإطار من جهة، ومن جهة أخرى، السعي إلى إعادة الشعبية وتنميتها عبر مشروعات وأعمال خدمية ومجتمعية مستغلة واقع ما سيفرض عليها.
انحسار داخلي
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط، الدكتور أحمد الياسري، أن دور حركة حماس في الفترة المقبلة سيكون الاتجاه إلى الداخل والإبقاء على الحضور السياسي والشعبي في الساحة الفلسطينية لاسيما في غزة، والابتعاد عن أي دور يقضي على وجودها.
وذكر الياسري في حديث لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس لم تعد تشكل ذلك التهديد الاستراتيجي لإسرائيل بعد القضاء على قياداتها المؤثرة وعلى جزء كبير من تسليحها؛ لذلك فإن المرحلة المقبلة ستشهد انحسار دور الحركة داخلياً، على طريقة ميليشيا حزب الله الذي ضعف دوره الخارجي وانكمش إلى الداخل.
وأشار الياسري إلى أن المستجدات الأخيرة في الشرق الأوسط لم تترك خيارات أمام أذرع إيران سوى الانحسار الداخلي.
ويعتقد الياسري أن أدوار حلقات النفوذ الإيراني في المنطقة ستتحوّل من المهام الخارجية الإقليمية إلى الداخلية المحلية؛ أي العودة إلى قواعدها التأسيسية، مشيرا إلى أن هذه الحركات ومن بينها "حماس"، أنشأتها بيئة بلدانها، لكن طهران أجرت عليها عملية تطوير بتجهيزها عسكرياً واستراتيجياً، ما جعل أداءها أعلى وبدأت تتجه إلى أهداف مؤثرة للغرب، لتتفاوض بها إيران لتوسيع نفوذها.
وفسر ذلك، بأن إيران استطاعت تأسيس "ناتو فصائلي" في المنطقة وزودته بقدرات استراتيجية ما جاء بقرار غربي إسرائيلي مشترك، يقضي بإنهاء أدوار هذه الفصائل.
وأردف الياسري أن الأدوار الاستراتيجية للقوى التي أدارتها إيران انتهت إلى حد كبير، بالتزامن مع تفهّم طهران لهذا الواقع، في ظل إدراكها لحتميات جديدة في الشرق الأوسط جعلتها هي ذاتها تذهب إلى الانكفاء وما سيصاحب ذلك من الانغلاق على مشاريع داخلية وليست خارجية، لاسيما مع تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي يبحث ما بين فرض عقوبات جديدة أو توجيه ضربة لها، أو الاثنين معا.
وخلص الياسري إلى أن هناك نوعا من أنواع الانشطار، إن صح التعبير، في القوة الكلاسيكية التي أدارت نفوذ إيران، في ظل تراجع "فيلق القدس"، وانقسامات بـ"الحرس الثوري" بعد فشل الاستراتيجيات الإقليمية مما ترتب عليه تعالي أصوات للمحاسبة على إثر الخسائر التي نزلت بطهران في المنطقة.