إعلام عبري: فرقة المدرعات 36 تقود العملية البرية الجديدة في قطاع غزة

logo
العالم العربي

خبير: غياب الإجماع في "الإطار التنسيقي" يعقد أزمة حلّ الميليشيات العراقية

خبير: غياب الإجماع في "الإطار التنسيقي" يعقد أزمة حلّ الميليشيات العراقية
عقيل عباس
27 يناير 2025، 6:55 ص

أكد الباحث والأكاديمي العراقي عقيل عباس، أن ملف نزع سلاح الميليشيات المسلحة في  العراق واجه تعقيدات كبيرة، ترتبط بغياب الإجماع السياسي داخل الإطار التنسيقي، وصعوبة التأثير على هذه الميليشيات دون تدخل خارجي.

وأوضح عباس، في حوار مع "إرم نيوز"، أن هناك إحساسًا شعبيًا متزايدًا بضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا أن هذا الأمر يتطلب قرارًا عراقيًا صعبًا ومؤلمًا لكنه ضروري لتحقيق الاستقرار.

وأضاف أن الحلول تعتمد بشكل كبير على التضامن السياسي والشعبي، مع الحاجة إلى إرادة حقيقية لفرض سيادة الدولة بشكل كامل.

أخبار ذات علاقة

مصدر لـ"إرم نيوز": مفاوضات حل الميليشيات العراقية "تسير ببطء"

 

وتاليًا نص الحوار:

بعد إعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين رسميًا إجراء مباحثات مع الميليشيات المسلحة بهدف نزع سلاحها.. ما إمكانية تطبيق الخطة الحكومية؟

بتصوري، إذا كان فؤاد حسين يقصد بـ"الحكومة" حكومة السيد السوداني، فأنا أشك بوجود تواصل مباشر بين الحكومة، الممثلة بالإطار التنسيقي، وبين الفصائل؛ فهناك طريقان لحل هذا الملف:

الأول هو من خلال إيران؛ بأن تقدم تعليمات مباشرة لهذه الفصائل المرتبطة بها أيديولوجيًا وتنظيميًا لتقوم بنزع سلاحها، لكنني أرى أن زيارة السوداني إلى طهران لم تحقق هذه النتيجة التي كانت الحكومة العراقية تأملها، وهذا الطريق الأسهل، ولكنه قد أُغلق دون نتائج. 

الثاني يتمثل في اتفاق سياسي داخل الإطار التنسيقي بجميع مكوناته على أهمية نزع سلاح الفصائل، في هذه الحالة، ستكون الحكومة في موقف يمكنها من المضي قدمًا في نزع سلاح هذه المجاميع، سواء بموافقتها أم برفضها، ولكنني أعتقد أن مثل هذا الإجماع أو التوجه غير موجود داخل الإطار التنسيقي (التحالف الحاكم).

لكن عمليًا، أعتقد أنه ستظل القضية مطروحة على الطاولة، وستحسمها الأحداث وليس التفاوض، كما أنني لا أرى أن الحكومة في موقع قوة، وهي تبدو منفصلة عن الإطار التنسيقي، ولا تمتلك القوة اللازمة لفرض إرادتها على الفصائل أو إقناعها بنزع سلاحها، أو حتى إجبارها على ذلك بالقوة. 

ما بدائل الحكومة لو أخفقت في المفاوضات أمام الميليشيات؟

لا أعتقد أن الحكومة العراقية تمتلك بدائل حقيقية وجدية للتعامل مع هذا الملف، كل شيء يعتمد على السياسة التي ستتبناها إدارة ترامب والخطوات التي قد تتخذها إسرائيل في هذا السياق.

إسرائيل حاليًا مشغولة بملف نهاية الحرب مع حماس، وكانت في السابق تنتظر موقف إدارة بايدن التي كانت تمثل عائقًا أمام تنفيذ ضربات إسرائيلية داخل العراق، باعتباره حليفًا للولايات المتحدة.

لكن مع تغير الإدارة، قررت إسرائيل تأجيل هذا الموضوع إلى حين قدوم إدارة ترامب، إذ توجد خطة أوسع يجري الحديث عنها، تتعلق بإيران وتشمل احتمالية تنفيذ ضربات عسكرية قد تستهدف النظام الإيراني بشكل مباشر وربما محاولة الإطاحة به، فيما تم تسريب تفاصيل عن ما يسمى عملية "قطع الرؤوس" التي جرى تناولها إعلاميًا. 

هل ستوافق إدارة ترامب على دعم خطوات عسكرية أو سياسية تستهدف إيران؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على العراق؟ 

هذا سؤال مفتوح، أتصور أن إدارة ترامب لن توافق على عملية إسقاط النظام في إيران لأن هذه عملية معقدة وصعبة وقد تعني تورط أمريكا في ملف واسع وكبير لا يريده ترامب، أعتقد ستحدث عملية تقويض للنفوذ الإيراني، وضغط اقتصادي كبير هائل على طهران، وستنظر واشنطن إلى العراق باعتباره جزءًا من هذا النفوذ.

وهذه الإشكالية، التي تسببت بها الفصائل المسلحة، وأدخلت العراق في هذا المأزق، كما أن الحكومة والقوى السياسية عجزت عن حل هذه الإشكالية، إذ يُنظر للعراق كأنه تابع لإيران، وهذه النظرة ليست كلها خاطئة، بل فيها الكثير من الحقيقة.

هل تتوقع فرض عقوبات تستهدف كيانات أو أشخاص عراقيين في حال تم فرضها على إيران؟

بعد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، أتصور أنه سيتم فرض عقوبات اقتصادية على أجزاء من الدولة العراقية، وليس الدولة بالكامل، قد تشمل مؤسسة الحشد الشعبي، ومؤسسة المهندس (مجموعة شركات رديفة لفصائل الحشد) وبعض المؤسسات النفطية، خاصة وأن العراق متهم أمريكيًا بتهريب النفط الإيراني على أنه عراقي، وهذه التداعيات ستؤدي إلى مشاكل اقتصادية وسياسية كبيرة.

أخبار ذات علاقة

هرب بطريقة ماكرة.. الأمن العراقي يضبط متهما خطيرا

 ما احتمالية تنفيذ ضربات إسرائيلية داخل العراق؟ وهل يمكن أن تسمح الولايات المتحدة بذلك في ظل وجود قواتها على الأرض العراقية؟ 

إمكانية الضربات قائمة وعالية، الضربات لن تقوم بها الولايات المتحدة بل إسرائيل، إذا وافقت الولايات المتحدة، لكنني أعتقد أنه سيكون من الصعب أن تسمح الولايات المتحدة بضربات واسعة داخل العراق من جانب إسرائيل، لاسيما مع وجود قواتها في الداخل، لذلك سيتم الاعتماد على الأدوات الاقتصادية، وهذه الأدوات ستؤذي العراق كثيرًا.

العراق يعيش عمليًا على الحماية الأمريكية للأموال، وهذا واقع، هناك حماية رسمية للأموال العراقية من دعاوى قضائية قد تؤدي إلى حجز هذه الأموال في البنوك العالمية، إذا رفعت هذه الحماية، فجزء كبير من الأموال لن يصل إلى العراق.

 كيف ترى تأثير الضغوط التي تواجهها إيران على علاقتها بالفصائل العراقية؟ وهل يمكن أن تضحي بها في مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة؟ 

إيران تواجه مشكلة كبرى حقيقية بسبب إدارة ترامب، وهي فقدت الكثير من الأدوات نتيجة الضغوط القصوى، والعراق من الأدوات القليلة المتبقية لإيران، وليس من المنطقي أن تضحي بهذه الفصائل في مواجهة شديدة وحقيقية مع الولايات المتحدة.

لذلك فإن الحل يجب أن يكون قرارًا عراقيًا، وسيكون صعبًا ومؤلمًا، وهو بحاجة إلى تضامن سياسي عام وتضامن شعبي، أعتقد أن هناك إحساسًا شعبيًا بأن هذا الفصل يحتاج إلى نهاية، وأن الدولة يجب أن تحتكر السلاح بشكل حقيقي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات