وزير التجارة الأمريكي لوتنيك: ستُفرض رسوم جمركية أيضا على الأدوية خلال شهر أو شهرين
فوجئ العاملون بمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، الخميس، بوصول جثمان زميلهم الطبيب سعيد جودة، آخر أخصائي للعظام في شمال القطاع.
وتعرض الطبيب جودة لإطلاق نار من طائرة مسيّرة ما أدى لإصابته بجراح بليغة، توفي على إثرها، لتنتهي بذلك قصة أحد أشهر الأطباء في شمال القطاع، الذي رفض النزوح وترك المرضى دون علاج.
وبذلك يلتحق الطبيب جودة بنجله مجد الذي قتلته غارة إسرائيلية قبل أسبوع، كما أصيب هو نفسه قبل أسبوعين جراء الاستهداف المتكرر لمستشفى كمال عدوان الذي تعرضت بعض مرافقه والمنطقة المحيطة به لعمليات قصف متكررة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الطبيب جودة قتل أثناء توجهه من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى العودة لمعالجة بعض الحالات في المستشفى، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب من العاملين في القطاع الصحي إلى 1057 قتيلاً.
ويعمل في شمال قطاع غزة مستشفيان فقط، كمال عدوان والعودة، في ظروف بالغة السوء، مع خروج بقية المشافي والمراكز الصحية هناك تباعًا من الخدمة بسبب وقوعها في مناطق عمليات عسكرية.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، إن المستشفى بات يقدم الخدمة بالحد الأدنى، مشيرًا إلى أن العجز في المستلزمات الطبية والوقود أضيف إليه عجز في التخصصات، بعد قتل آخر طبيب أخصائي يعمل في شمال قطاع غزة.
وأضاف في تصريح مصور عبر منصات التواصل الاجتماعي: أن "الطواقم الطبية تواجه عجزًا في التخصصات التي تتطلبها طبيعة الإصابات التي تصل للمستشفى، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة".
وتابع: "إلى جانب الطبيب سعيد جودة، قتل الجيش الإسرائيلي ممرضًا آخر وهو في طريقه للمستشفى"، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية تعمل تحت القصف والخوف وتناثر الشظايا التي تصل المرضى المنومين داخل بعض أقسام المستشفى.
وأوضح أن "أعدادًا كبيرة من المصابين ممن يحتاجون الرعاية الطبية لا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم، بسبب القصف الإسرائيلي الذي يعيق حركة سيارات الإسعاف، وأن هناك من يموتون في البيوت وتحت أنقاض المباني التي يتم قصفها دون تمكن الطواقم الطبية من إنقاذهم".
وأشار إلى أن "إسرائيل منعت منظمة الصحة العالمية من إدخال كمية من الوقود وبعض الأجهزة الطبية للمستشفى".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إن "الجيش الإسرائيلي يعمل على إسقاط المنظومة الصحية تمامًا في شمال قطاع غزة، عبر الاستهداف والتدمير الممنهج".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "من تبقى من الأطباء والممرضين في شمال قطاع غزة أصبحوا يعملون في ظروف غير ملائمة تمامًا لتقديم الرعاية الطبية، لكنهم مصرون على خدمة المرضى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الحاجة للطبيب سعيد جودة في شمال قطاع غزة كانت عالية جدًا، خاصة أنه الأخصائي الوحيد الذي يوجد هناك، فضلاً عن الخبرة العالية لديه بسبب سنوات عمله الطويلة.
وشدد على ضرورة توفير حماية دولية للمرافق الطبية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الطبية والكوادر الطبية بشكل عاجل لغزة، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة المرضى والمصابين.