"قد تؤدي لانفراجة".. مفاوضات حماس وإسرائيل تدخل منعطفاً "مغايراً"

أكد محللون أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار دشن مرحلة جديدة في المفاوضات مع إسرائيل، ما قد يعني دخول المفاوضات منعطفاً مغايراً نحو انفراجة بشكل أو بآخر.

وقالوا إن تعيين القياديين في حماس خليل الحية وغازي حمد مسؤولين عن ملف المفاوضات وإبرام صفقة تبادل وصولاً لإنجاز وقف إطلاق النار، يجسد جدّية السنوار في التوصل إلى اتفاق.

صلاحيات أوسع أكسبت السنوار التحرر في اتخاذ القرارات.

يحيى قاعود، باحث سياسي

ويقول الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن "اختيار الحية مسؤولًا عن مسار المفاوضات كان متوقعًا، فهو الشخصية الأقرب للسنوار".

وأشار قاعود في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "السنوار فقد معظم المقربين من قيادة الجناح المسلح وأعضاء المكتب السياسي في عدة اغتيالات إسرائيلية، بالإضافة إلى زيادة ضغط المحاور على قيادة الحركة".

وقال إنه "لم تعد لدى السنوار خيارات كافية للمضي في السيطرة على إدارة ملف الحرب، بما يشمله من ملفات أخرى أبرزها ملف الأسرى".

وتابع: "اختار السنوار خليل الحية هذه الفترة لقربه من المحور الإيراني الذي تعلق الحركة آمالها عليه اليوم؛ لإنقاذها من محاولات الاجتثاث والإنهاء التي يسعى إليها نتنياهو من خلال إشعال جبهات المقاومة المختلفة".

وأشار الباحث السياسي إلى أن "الصلاحيات الأوسع التي بات يتمتع بها السنوار في خلافته لإسماعيل هنية أكسبته نوعًا من التحرر في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية، وسهّلت من عملية التواصل مع إيران".

وأوضح قاعود أن "مسار التفاوض قد يفضي إلى إنجاز التوصل لاتفاق في القريب المنظور لعدة أسباب أبرزها زيادة صلاحيات السنوار، المخطط والمنفذ وصاحب الولاية على عملية السابع من أكتوبر".

وأضاف أنه من جهة أخرى، فإنه "جرى التخلص من العقبات التي كانت تعرقل التوصل لأي اتفاق في السابق، كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

الثقل الإيراني

ومن جهته، قال المحلل السياسي نزار البرغوثي، إن "تسلم خليل الحية رئاسة المفاوضات ممثلًا عن يحيى السنوار يشرح الثقل الذي باتت تتمتع به طهران داخل الحركة عقب اغتيال إسماعيل هنية وتسلّم السنوار رئاسة المكتب السياسي لحماس".

وأضاف البرغوثي، في حديث لـ"إرم نيوز": "يظهر ذلك بوضوح بعد أن جرى سحب التكليف من مستشار رئيس المكتب السياسي الأسبق طاهر النونو، وتكليف خليل الحية الذي كان يشغل موقع نائب السنوار عندما كان رئيسًا للحركة في غزة فقط".

وأوضح: "يرى السنوار أن تعيينه للحية رئيسًا للوفد المفاوض هو ضمان لأن يكون التلويح بإيران حاضرًا من جهة، ومن جهة أخرى زيادة الضغط على قطر لاستخدام نفوذها لمحاولة التوصل لاتفاق سياسي".

ولفت المحلل السياسي إلى أن "مسار المفاوضات سيتخذ من الآن فصاعدًا طريقا أخرى أكثر براغماتية في اتخاذ القرارات، لا سيما أن خيوط الصراع بات السنوار يتحكم بها متحررًا من الضغوط التي كان يعاني منها إسماعيل هنية في العمل بعض الأوقات كوسيط بين السنوار والوسطاء، كون القرار الأول والأخير كان من الميدان في غزة".