الخارجية الروسية: أوكرانيا لا تخفف من شدة الضربات على الأهداف المدنية في روسيا
رُصدت تحركات لافتة للقوات الروسية في سوريا، يوم الجمعة، إذ بدا بأنها تستعد لنقل معدات عسكرية من إحدى أهم قواعدها في البلاد، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقد تكون هذه التطورات بداية لانسحاب روسي تدريجي بعد انهيار نظام بشار الأسد، ما يثير تساؤلات حول مستقبل النفوذ الروسي في المنطقة.
وأظهرت صور أقمار صناعية من "ماكسار" التقطت لقاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية تجهيزات لنقل المعدات العسكرية الثقيلة.
ولوحظت طائرتا نقل من طراز إن-124 جاهزتان للتحميل، مع تفكيك مروحية هجومية روسية من طراز كا-52 ومكونات من وحدة دفاع جوي إس-400 تم إعدادها على ما يبدو للنقل.
كما رصدت مقاطع فيديو تحركات برية، حيث شوهدت قافلة روسية كبيرة تتحرك شمالًا بالقرب من دمشق وحمص باتجاه قاعدة حميميم. وضمت القافلة شاحنات نقل وناقلات جنود ومركبات دفع رباعي.
وتشير هذه التحركات إلى احتمال سحب القوات أو إعادة تموضعها، ولكن مصيرها النهائي ما زال غير واضح.
وأكد مسؤولون أمريكيون وغربيون أن روسيا تسعى لتقليص وجودها العسكري في سوريا، لكنها لم تتخل بعد عن قواعدها الرئيسية مثل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية.
ومع ذلك، وصفوا الوضع بأنه متغير، إذ يجري تخفيض كبير للقوات والمعدات خارج القواعد الروسية.
ويرى الخبراء أن أي انسحاب روسي سيكون مؤشرًا على ضعف موسكو.
وفقًا لجون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن "تراجع الوجود الروسي في سوريا يعكس أوجه القصور العسكرية والسياسية لروسيا بعد أدائها في أوكرانيا وسقوط الأسد".
وبعد غزو أوكرانيا في 2022، تركزت جهود روسيا على مناطق أقرب إلى الوطن، ما أثر على قدرتها على الاحتفاظ بنفوذها العسكري في سوريا.
وتشير تقارير إلى انسحاب القوات البحرية الروسية جزئيًا من ميناء طرطوس، حيث تتمركز بعض السفن على بعد عدة أميال من الساحل السوري.
ولا تزال نوايا موسكو غير واضحة بشأن مستقبل وجودها العسكري في سوريا.
وبينما تبقى روسيا حريصة على الاحتفاظ بمراكزها الإستراتيجية في المنطقة، فإن التحولات الجارية تعكس تراجع قدرتها على إدارة تدخلاتها العسكرية خارج حدودها.