نتنياهو: نريد ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة وتطبيق خطة ترامب للهجرة
تباينت آراء الخبراء بشأن إمكانية أن تؤدي العملية التي تنفذها أجهزة الأمن الفلسطينية في مدينة جنين، لتكرار إسرائيل لتجربة غزة في الضفة الغربية، وهي التجربة التي أدت لسيطرة حركة حماس على القطاع.
وتهاجم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية فصائل مسلحة في جنين منذ أيام، وسط تقديرات بتوسع العملية لتشمل مدنا أخرى شمالي الضفة مثل نابلس وطولكرم.
وقال أستاذ العلوم السياسية علي السرطاوي، إن "المعطيات السياسية والأمنية والعسكرية في غزة تختلف عنها بالضفة الغربية، الأمر الذي يمنع إسرائيل من التفكير في تكرار تجربة غزة بالضفة الغربية، وأن إسرائيل لن تسمح بذلك".
وقال السرطاوي لـ"إرم نيوز"، إن "الموافقة الإسرائيلية على تنفيذ السلطة الفلسطينية لعملية أمنية بمخيم جنين، تمثل أقوى إشارة على عدم رغبتها بإعطاء الفرصة للجماعات المسلحة للسيطرة على المخيم والانطلاق منه لإسقاط السلطة والسيطرة على شمال الضفة".
وأوضح أن "إسرائيل لديها مخططات أخرى بشأن الضفة الغربية تتعلق بفرض السيادة على أجزاء كبيرة منها، وهو الأمر الذي يدفعها للحيلولة دون التفكير بتسليم الحكم للمجموعات المسلحة أو حركة حماس، خاصة وأن ذلك يعني فتح جبهة جديدة لإيران بالضفة".
وأشار إلى أنه "وبطلب أمريكي ودولي ستتوسع العملية الأمنية الفلسطينية لتشمل مدنا أخرى بالضفة، وهو الأمر الذي ستقدم له إسرائيل كل الدعم والتسهيلات المطلوبة".
وبين السرطاوي، أن "الضغوط الأمريكية ستحول دون سماح إسرائيل بالعمل على تسليم الضفة أو أجزاء منها لمسلحين موالين لإيران"، معتبرا أن "وجود السلطة الفلسطينية أمر ضروري لاستقرار المنطقة، ويمكن أن يكون لها دور بارز بالمرحلة المقبلة".
في المقابل، يرى المحلل السياسي باسم الزبيدي، أن "إسرائيل وإن كانت لا تريد سيطرة حماس والجماعات المسلحة على شمال الضفة؛ إلا أنها ترغب باستمرار حالة الاقتتال الداخلي بين الطرفين في سيناريو أقرب لما حدث بغزة قبل سنوات".
وقال الزبيدي لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل على إيجاد وتيرة مناسبة للقتال بين تلك المجموعات المسلحة والأجهزة الأمنية الفلسطينية، وذلك من أجل تحقيق هدفين رئيسيين لحكومة بنيامين نتنياهو".
وأضاف أن "الهدف الأول يتمثل في إبقاء حالة الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين ما يغذي الانقسام ويحول دون التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس، وهو الأمر الذي يمنع وجود تمثيل فلسطيني موحد، وضعف أي مطالبات بعملية سياسية".
أما الهدف الثاني، وفق المحلل السياسي، يتمثل في توفير الأجواء الملائمة لضم أجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، فيما ينشغل الفلسطينيون بالقتال والمواجهات المسلحة"، معتبرا أن الاقتتال الداخلي الفرصة الذهبية لإسرائيل.
وزاد "بتقديري المجتمع الدولي لن يسمح بتكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية، وسيمارس ضغوطه على إسرائيل لمنع ذلك"، مؤكدًا أن سيطرة المسلحين على شمال الضفة يمثل أيضًا خطرا كبيرا على إسرائيل من الداخل، وفق تقديره.