روبيو: أمريكا ترغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا وأماكن أخرى

logo
العالم العربي

ليبيا.. ناجٍ من معسكرات المهاجرين يكشف تفاصيل مروعة

ليبيا.. ناجٍ من معسكرات المهاجرين يكشف تفاصيل مروعة
مهاجرون أفارقة غير نظاميينالمصدر: (أ ف ب)
19 فبراير 2025، 4:51 ص

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريراً عن الظروف القاسية التي يعيشها المهاجرون في معسكرات الاحتجاز في ليبيا، حيث تحدث ناجون عن تجاربهم المروعة، داعين أوروبا إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأزمة الإنسانية.

وبحسب الصحيفة، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، اعتقد لام ماجوك، وهو لاجئ من جنوب السودان، أنه سيشهد محاكمة أحد الأشخاص الذين عذبوه داخل السجون الليبية. لكن أمله سرعان ما تحول إلى خيبة أمل عميقة، بعدما أعادت الحكومة الإيطالية هذا الشخص إلى ليبيا بعد يومين فقط من اعتقاله، رغم صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.

أخبار ذات علاقة

المهاجرون إلى ليبيا.. كيف سقطوا في "الفخ" ليتحولوا إلى جثث؟

وقال لام، الذي يقيم، الآن، تحت حماية دولية في روما: "لقد سُجنت، وتعرضت للتعذيب، وشاهدت عمليات إعدام، وأُجبرت على جمع جثث المعتقلين الذين لقوا حتفهم". وأضاف بأسى: "بإطلاق سراح هذا المجرم، منحت الحكومة الإيطالية الميليشيات الليبية تصريحًا بقتل اللاجئين" وفق تعبيره.

وهرب لام من جنوب السودان، عام 2017، بعدما قتل والده في الحرب الأهلية عبر مصر وصولاً إلى ليبيا بحثاً عن فرصة للوصول إلى أوروبا، لكنه اختُطف عند الحدود، وأُجبر على العمل كعبد في الصحراء الليبية. وبعد نجاحه في الفرار، وصل إلى طرابلس، وعمل في البناء لجمع المال من أجل عبور البحر إلى إيطاليا.

وحاول 6 مرات عبور البحر الأبيض المتوسط، لكن خفر السواحل الليبي كان يعيده في كل مرة. في محاولته الأخيرة، ورغم امتلاكه بطاقة لاجئ صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تم اعتقاله وسجنه لثلاثة أشهر في طرابلس، قبل نقله إلى سجن معيتيقة، المعروف بسمعته السيئة، حيث أمضى 6 أشهر أخرى في ظروف قاسية.

ويتحدث لام عن أوضاع لا تُحتمل داخل السجون الليبية، حيث يُكدس المعتقلون في غرف ضيقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، ويجبرون على العمل أو مشاهدة زملائهم يتعرضون للتعذيب والإعدام.

وقال: "كنا ننام فوق بعضنا البعض على الأرض أو على مراتب مهترئة، وكان يتم اختيار بعض المعتقلين للعمل، فيما يُجبر آخرون على جمع جثث زملائهم الذين ماتوا جراء التعذيب".

وبعد محاولات عديدة، تمكن لام من الهرب والعودة إلى طرابلس، حيث التقى بصديقه ديفيد، وهو لاجئ سوداني آخر تعرض لنفس المعاناة. معاً، أسسا منظمة "اللاجئون في ليبيا" لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون والمطالبة بحماية دولية لهم.

أخبار ذات علاقة

المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا.. مأساة ترويها المقابر الجماعية

 وفي يناير 2021، نظمت المنظمة احتجاجاً سلمياً أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس، للمطالبة بإنقاذ اللاجئين. واستمر الاعتصام أكثر من 3 أشهر، لكن السلطات الليبية شنت حملة اعتقالات واسعة بحق المحتجين، وتم الزج بالآلاف في السجون.

وتمكن لام وديفيد من الاختباء، وبعد عامين من العيش في الخفاء، حصل لام على وضع لاجئ بمساعدة جمعيات إيطالية، ليُنقل جواً إلى روما، حيث يواصل جهوده للتوعية بمحنة اللاجئين المحتجزين في ليبيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات