الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية تضر بالتجارة الدولية
كشفت مصادر سبب تأجيل رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية حتى شهر يناير القادم.
وقالت المصادر إن بعض الكتل النيابية كانت تنوي الضغط على الرئيس بري، لاستغلال جلسة التمديد للقادة الأمنيين التي جرت اليوم الخميس، لانتخاب رئيس الجمهورية.
واليوم الخميس، عقد مجلس النواب اللبناني جلسة اتخذ خلالها بعض القرارات العاجلة، من بينها التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، إذ أقر النواب بالأغلبية التمديد لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري، بالإضافة إلى التمديد لمدة سنة لكل ضباط القوى الأمنية من رتبة عميد فما فوق.
وبهذا الصدد، قال المحلل السياسي، عبد النبي بكار، إن الرئيس بري قطع الطريق على بعض النواب الذين كانوا سيحاولون الضغط عليه في الملف الرئاسي، والطلب منه فتح الجلسة لانتخاب الرئيس، حرصًا منه على عدم إشاعة أجواء التوتر خلال الجلسة، والدخول في متاهة لبنان في غنى عنها اليوم.
وأضاف بكار، لـ"إرم نيوز"، أنه لو رضخ بري لهذا الضغط النيابي لفشلت جلسة التمديد للقادة الأمنيين، الأمر الذي كان سيؤثر بشكل مباشر على الخطة الأمنية التي وضعت لانتشار الجيش في مناطق جنوب الليطاني، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي أبرم برعاية أمريكية.
وأكد أن توقيت إعلان بري بشأن الملف الرئاسي قطع الطريق على أي جدل سياسي، لافتًا إلى أن بري كان قد أعلن سابقًا أن هذا الملف مؤجل إلى ما بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى تصريحات بري خلال إعلانه عن جلسة الانتخاب، إذ قال: "آليتُ على نفسي بعد وقف إطلاق النار الدعوة إلى جلسة انتخاب، ووفيت"، وذلك حتى لا يلام أو يتهم بعرقلة انتخاب الرئيس الجديد بعد أكثر من سنتين من الفراغ الرئاسي، بحسب تفسير بكار.
وعن جدية الدعوة لانتخاب رئيس ومدى نجاح الجلسة المرتقبة، تقول المحللة السياسية، آلاء القاضي، إن رئيس مجلس النواب أشار إلى أنه سيقوم بدعوة كل السفراء العرب والأجانب لحضور الجلسة، أو الجلسات المتتالية ، لحين انتخاب الرئيس، وهذه إشارات للداخل اللبناني بجدية الأمر، وضرورة التوصل إلى توافق داخلي بسبب دقة المرحلة.
ووصفت القاضي، لـ"إرم نيوز"، أجواء الجلسة النيابية التي عقدت اليوم الخميس بـ"المميزة"، إذ لوحظ حالة من الانسجام بين النواب على اختلاف التوجهات السياسية واختفاء المشاحنات والجدل المعتاد خلال الجلسات السابقة، رغم الانقسام في الرأي حول من هم الذين سيتم التجديد لهم، ما يعكس رغبة الجميع بإقفال الملفات العالقة، إن كان بالنسبة للقادة الأمنيين أو بالنسبة لملف الرئاسة.
وتشير القاضي إلى أن بري أرسل رسالة عبر إعلانه اليوم، إلى الخارج، لا سيما إلى الجانب الأمريكي، الذي أصر مبعوثه عاموس هوكستين على إنهاء هذا الملف بعد الحرب، وأخذ وعدًا بذلك من بري وميليشيا حزب الله معًا.
ولفتت إلى تطرق أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، إلى الأمر نفسه في كلمته الأخيرة، حين قال إن ملف الرئاسة سيرحل إلى ما بعد وقف إطلاق النار، كما أن المرحلة المقبلة تلزم لبنان إيجاد رئيس يدير شؤون البلاد، ويرعى الاتفاقات التي ستجري في الملفات السياسية وإعادة الإعمار، وإنقاذ الاقتصاد المنهار، والبدء بالإصلاحات الداخلية المطلوبة لإعادة ضخ المساعدات والاستثمارات، خاصة أن الإصلاحات أصبحت شرطًا أساسيًّا وضعته العديد من الدول لإنقاذ الاقتصاد اللبناني ومساعدة الدولة اللبنانية.