نيويورك تايمز: إسرائيل دمرت الرتب الرفيعة لـ"حزب الله" وتركته "يترنح"

نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد موقع أمين عام ميليشيا حزب الله حسن نصر الله واغتياله، بالإضافة إلى اختراق الدائرة الداخلية للميليشيا، وفي غضون أسابيع دمرت إسرائيل الرتب العليا والمتوسطة في "حزب الله" وتركته يترنح، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

ورغم فشل الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات في تحقيق نصر حاسم في صراع عام 2006 مع ميليشيا حزب الله الذي استمر 34 يومًا، فإن عمليات أجهزة الاتصال والاغتيالات التي كان آخرها مقتل أمين عام الحزب حسن نصر الله أظهرت مدى التفوق الذي حققته الاستخبارات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.

استثمار الجهود

وبحسب الصحيفة، أمضت إسرائيل السنوات منذ 2006 في تعزيز ما اعتبر بالفعل إحدى أفضل عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في العالم، إذ تم استثمار الكثير من الجهود في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي أصيبت بالإحباط بعد حرب عام 2006؛ بسبب قصورها في جمع المعلومات الحيوية حول قيادة ميليشيا حزب الله وإستراتيجيته.

ونتيجة لذلك، قامت الوحدة 8200 وكالة استخبارات الاتصالات الإسرائيلية، ببناء أدوات إلكترونية متطورة لاعتراض الهواتف المحمولة وغيرها من الاتصالات التابعة لميليشيا حزب الله بشكل أفضل، وإنشاء فرق جديدة داخل الرتب القتالية لضمان نقل المعلومات القيّمة بسرعة إلى الجنود والقوات الجوية.

 تصوير معاقل "حزب الله"

وبدأت إسرائيل أيضًا في إطلاق المزيد من الطائرات دون طيار وقمرها الصناعي الأكثر تقدمًا فوق لبنان، لتصوير معاقل ميليشيا حزب الله بشكل مستمر وتوثيق حتى أصغر التغييرات في المباني.

وأضافت الصحيفة أن الوحدة 8200 ونظيرتها الأمريكية وكالة الأمن القومي أقامتا علاقات أقوى؛ ما أدى إلى توسيع معلومات الحكومة الإسرائيلية حول الخصوم المتبادلين مثل إيران وميليشيا حزب الله.

واستخدمت إسرائيل قرب لبنان لصالحها، حيث تقع القدس على بعد أقل من 150 ميلًا من الحدود اللبنانية، لإدخال قوات كوماندوز سرية في عمق البلاد للقيام بمهام استخباراتية حساسة.

والأهم من ذلك، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين سابقين، فإن جرأة إسرائيل على تنفيذ مثل هذه العمليات تميزها عن وكالات الاستخبارات التقليدية التي لديها شهية أقل للمخاطرة والعقبات القانونية.

حرب ظل طويلة

وتابعت الصحيفة بأن جهودَ استخبارات إسرائيل أسفرت عن سلسلة من "الهزائم المهينة" التي منيت بها ميليشيا حزب الله في الآونة الأخيرة، رغم عمل الميليشيا بشكل وثيق مع إيران لتحسين قدرتها على كشف الجواسيس الإسرائيليين وكشف الاختراقات الإلكترونية.

وقد اعترف نصر الله بذلك في خطاب متلفز له قبل مقتله، وقال إن الحزب تلقى "ضربة قوية" بعد أن فجرت إسرائيل أجهزة النداء وأجهزة الراديو المحمولة.

وأشارت إلى أن حصاد جهود الاستخبارات كان للمرة الأولى في عام 2008 عندما تمكن الموساد من اغتيال القيادي البارز في ميليشيا حزب الله، عماد مغنية، في سوريا.

واختتمت الصحيفة بالقول إن سر نجاح الاستخبارات الإسرائيلية الأخير يرتكز على أنهم صبورون للغاية، علاوة على أنهم في حرب ظل طويلة مع إيران وميليشيا حزب الله.