ترامب يهدد بتنفيذ عمليات "قصف" وفرض رسوم جمركية ثانوية على إيران

logo
العالم العربي

بعد "اتفاقيات" أردوغان والشرع.. هل تعوّض تركيا "النفوذ الروسي" في سوريا؟

بعد "اتفاقيات" أردوغان والشرع.. هل تعوّض تركيا "النفوذ الروسي" في سوريا؟
أردوغان والشرعالمصدر: الأناضول
05 فبراير 2025، 12:52 م

تتجه دمشق وأنقرة إلى توقيع اتفاق دفاعي مشترك، من المفترض أن يكون قد تم بحث مختلف جوانبه خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى تركيا ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء.

ويتضمن الاتفاق وفقا لوكالة "رويترز" إنشاء قاعدتين جويتين تركيتين في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد.

ويرى مراقبون أن من شأن هذا الاتفاق أن يجعل تركيا القوة الخارجية الثانية التي لديها قواعد عسكرية كبرى في سوريا بعد روسيا. كما أنه يؤشر على مسعى تركي لخلافة النفوذ الروسي في سوريا.

أخبار ذات علاقة

تسليم سلاح "قسد".. كيف يبدو مستقبل شمال شرق سوريا؟

ويرجح هؤلاء أن يكون الاتفاق الدفاعي واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري، في وقت يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية إنهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة ووضع خطط استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا التي عصفت بها الحرب، متوقعين نموا كبيرا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وكانت صحيفة "خبر" التركية كشفت أن أنقرة تخطط لنشر طائرات من دون طيار هجومية واستطلاعية، إلى جانب أنظمة رادار وحرب إلكترونية على طول الحدود السورية، بطلب رسمي من الحكومة السورية لتعزيز أمن حدودها، بخاصة الجنوبية منها والمحاذية لإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

الجولاني يكشف عن هيكل الجيش السوري الجديد (صور)

 

وجود عسكري مباشر

تسعى تركيا لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على مصالحها باتفاق دفاعي يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد، وإنشاء قاعدتين عسكريتين وسطها، لتأمين استعمال الأراضي السورية في أنشطة عسكرية تركية.

ويرى مراقبون أن الاتفاق الأمني الجديد يظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرص، تماما كما حصل من قبل في ليبيا.

الكاتب السوري المختص في الشأن التركي، سركيس قصارجيان يقول في تصريح لـ "إرم نيوز" إن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان تعتمد استراتيجية القواعد العسكرية المتقدّمة منذ عقد تقريباً، كاستراتيجية ذات وظائف سياسية وعسكرية تسهم في تقديم تركيا قوّة إقليمية فاعلة في المنطقة وشريكة في مشاريعها الاستراتيجية الأمنية منها والاقتصادية.

وتنشر تركيا قواعد عسكرية في عدة دول، تؤدي كل منها وظائف عسكرية مختلفة تتنوع بين تقديم التدريب العسكري وبناء قدرات الشركاء وتقديم الدعم الأمني، وتعزيز الدفاع الجماعي، ومكافحة الإرهاب، وحماية الحدود.

وفقا لقصارجيان، فإن أردوغان يريد من هذه الخطوة القول: "نحن هنا في الميدان كقوة عسكرية وبالتالي لا يمكن لأحد تجاوزنا"، ويقول إن "أي تفاهم سوري إسرائيلي على سبيل المثال، سيكون لتركيا كلمة فيه، لأنها موجودة على الأرض كقوة عسكرية"

أخبار ذات علاقة

إعلام عبري: إسرائيل تخشى اتفاقية للدفاع المشترك بين تركيا وسوريا

 

ضد "قسد"

وفقا لرويترز، ستتضمن المحادثات إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في المنطقة الصحراوية الشاسعة وسط سوريا والمعروفة باسم البادية، ما يسمح لتركيا بالدفاع عن المجال الجوي السوري في حالة وقوع أي هجوم في المستقبل. 

والموقعان المحتملان للقاعدتين الجويتين هما مطار تدمر العسكري ومطار التيفور التابعان للجيش السوري، وكلاهما في محافظة حمص. وتحرص أنقرة على إقامة قواعد هناك كي ترسل رسالة إلى المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وفقا للخبير قصارجيان.

وتنظر أنقرة إليهم على أنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد على الدولة التركية منذ 1984، وتصنفه أنقرة وواشنطن جماعة إرهابية.

وهددت تركيا بشن هجوم عسكري على وحدات حماية الشعب، لكنها أرجأت ذلك في ظل إجراء محادثات بشأن مصير القوات الكردية.

ويقول قصارجيان إن الإدارة السورية تسعى في ظل حكم الشرع إلى الحصول على الدعم التركي العسكري إلى جانب السياسي لمواجهة ضغوط "الإدارة الذاتية" التي أعلنت رفضها تعيينه رئيساً للبلاد من خلال مبايعة الفصائل العسكرية المتحالفة مع "هيئة تحرير الشام" والأخرى المنضوية تحت لواء "الجيش الوطني" التابع لأنقرة، بالتزامن مع تأكيد قائد "قسد" مظلوم عبدي، مطلب الدولة العلمانية اللامركزية.

مضيفا أن "احتمال الصدام العسكري بين دمشق و"قسد"،يبرز بعد فشل محاولات أنقرة تغيير خريطة السيطرة الميدانية من خلال فصائل "الجيش الوطني" باستغلال فترة الفراغ الدستوري في دمشق وقبيل تسلّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه بشكل رسمي، حين نجحت هذه الفصائل بإخراج "قسد" من منبج غرب الفرات، لكنها فشلت في المضي قدماً في منطقة سد تشرين وجسر قراقوزاق.

سلاح تركي - غربي

تتطلع تركيا إلى تصدير أسلحتها إلى سوريا، وجعلها سوقا رئيسية لمنتجاتها العسكرية، بعد أن دمرت إسرائيل معظم الأسلحة السورية ذات المنشأ الروسي.

ويبين المختص في الشأن التركي أن تركيا تمتلك صناعات دفاعية وعسكرية متطورة، لكن أغلب التكنولوجيا منشأها غربي، وبالتالي فإن مد سوريا بأي سلاح سيتطلب موافقة أمريكية وغربية، و"أعتقد أن الغرب سيرحب بفكرة إخراج سوريا من قائمة الدول التي تشتري الأسلحة الروسية، لكن ذلك سيحتاج إلى وقت طويل وتفاهمات، ولا ننسى أن إسرائيل يجب أن تكون راضية على هذه الخطوة". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات