ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
كشفت مصادر "إرم نيوز" أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سينقل رسائل من رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى القيادات التركية، كما سيحاول تقريب وجهات النظر بين بري وزعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني.
وأكدت المصادر أن هذا الأمر كان محور اللقاء الذي جمع بري وجنبلاط أمس الاثنين.
وقالت الباحثة في الشأن اللبناني الدكتورة زينة محمود إن رئيس مجلس النواب نبيه بري يُعد من اللاعبين السياسيين الكبار في لبنان، وهو قادر على التعامل مع التبدلات السياسية بسهولة ودهاء سياسي.
وأوضحت أنه يعلم جيدًا أن الواقع الجديد أصبح حقيقة معترفًا بها في سوريا، ولا بد من إعادة التواصل بين لبنان وسوريا على جميع الأصعدة، خاصة الصعيد السياسي. ولذلك، لن يفرط بري في الحفاظ على دوره الأساسي في لبنان، ويريد مد جسور العلاقة ولو بطريقة غير مباشرة مع تركيا، بعدَِّها "عرّابة التغيير السوري"، وكذلك مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع.
وأضافت محمود أن بري قد يلجأ إلى جنبلاط كوسيط مناسب، نظرًا لعلاقة الصداقة التاريخية التي تربط بينهما، ما يجعله أمينًا على نقل الرسائل إلى سوريا وتلقي الردود إن وُجدت.
وأشارت إلى أنه، وعلى الرغم من الارتباط العضوي بين بري و"حزب الله"، فإن هذه الخطوة تدل على استقلالية القرار السياسي لبري، فهو يعلم جيدًا أن من المستحيل أن تقبل تركيا ومعها الجولاني بأي نوع من التواصل مع الحزب في الوقت الحالي، بسبب تدخل الحزب في سوريا ووقوفه إلى جانب النظام، واتهامه بقتل المعارضين والمشاركة المباشرة في المعارك ضد فصائل المعارضة.
وتابعت: "بري مصرّ على أن يكون خارج هذه المعادلة للحفاظ على موقعه المتقدم داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا".
من جانبه، يرى العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان أن زيارة وليد جنبلاط إلى سوريا ولقائه المرتقب مع الجولاني تحمل أهمية كبيرة من نواحٍ عدة.
وأوضح أن هذه الزيارة ستُعدّ الأولى لزعيم سياسي لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، ما يمثل اعترافًا علنيًّا بالسلطة الحالية، وهو ما سيمكّنه من فتح قنوات سياسية دائمة مع القيادة الجديدة.
وأضاف العقيد المتقاعد لـ"إرم نيوز" أن جنبلاط سيمهّد الطريق بين بري والجولاني ولو بشكل جزئي، بهدف ردم الهوة بين الجانبين مستقبلًا.
وأشار أبو حمدان إلى أن المغزى السياسي للزيارة يترافق مع هدف أساسي يتمثل في وضع أسس للعلاقة بين دروز سوريا والسلطة الجديدة، لمنع حصول أي صدامات أو إشكالات مستقبلية.
وبيّن أن جنبلاط، بفضل نفوذه وحضوره السياسي الكبير، يستطيع التحدث والتفاوض باسم دروز سوريا، خاصة في ظل التوغلات الإسرائيلية باتجاه الأراضي السورية التي تضم بلدات تقطنها غالبية درزية.
ويكشف أبو حمدان أن جنبلاط سيزور بعض المدن والبلدات السورية، خاصة السويداء ومنطقة القنيطرة، للاجتماع بمشايخ ووجهاء الطائفة لتطمينهم، كما سيستغل جنبلاط مواقفه السابقة المعارضة للحزب، خاصة خلال الحرب السورية، بالإضافة إلى رفض الطائفة الدرزية للانتشار الإيراني في مناطقهم.