ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
عدَّ خبراء في الشأن الأمني والسياسي توقيع حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العديد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية مع بريطانيا محاولة لمواجهة أي خطوات قد يقدِم عليها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ضد العراق خلال المرحلة المقبلة.
ووصف الخبراء تحركات السوداني نحو بريطانيا بأنها رسائل ضمنية، وجزء من استراتيجية شاملة لتعزيز الشراكات الدولية وتحقيق المصالح الوطنية للعراق في مجال الأمن والدفاع.
وقال مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، إن "الاتفاقية الأمنية والعسكرية التي عقدها رئيس الوزراء مع المملكة المتحدة تمثل الهدف الرئيسي من زيارته إلى لندن، أما الاتفاقيات الأخرى الاقتصادية والثقافية فما هي إلا مغريات لجذب لندن إلى السوق العراقية وجعل أمن البلاد أحد أولويات المملكة".
وأضاف المصدر، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "رئيس الوزراء عاد من لندن بعدد من الاتفاقيات، من بينها عرض كبير لاتفاقية استراتيجية أمنية واسعة، على غرار اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة. ستشمل الاتفاقية الجديدة دفاعًا مشتركًا؛ مما يمنح البلاد نوعًا من الأريحية التي ستوفر حماية بريطانية من خطر أي عدوان خارجي".
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "رئيس الوزراء سيعرض هذه الاتفاقية على البرلمان العراقي، على أمل المصادقة عليها قريبًا".
وتشير تقارير صحفية دولية إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وفريقه يضعون في الاعتبار شن حملة عسكرية كبرى في العراق للقضاء على الفصائل والمليشيات المسلحة.
وكانت الحكومة العراقية قد بدأت حراكًا واسعًا لحل هذه الفصائل ونزع أسلحتها، في محاولة لقطع الطريق أمام أي تدخل أمريكي محتمل.
وتاريخيًّا، غالبًا ما تكون العلاقات العراقية-البريطانية أكثر تعقيدًا من العلاقات العراقية-الأمريكية.
ولجوء العراق إلى بريطانيا لا يعني بالضرورة الابتعاد عن أمريكا، بل قد يكون جزءًا من سياسة تنويع الشراكات الدولية لضمان وجود أطراف متعددة تدعم العراق إذا فقد شراكته مع أي طرف آخر.
ويرى المتخصص في الشأن الدولي، محمود النجار، أن "العراق يسعى للحفاظ على توازن في علاقاته مع القوى الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، لضمان عدم الانحياز لطرف على حساب آخر".
وقال النجار، لـ"إرم نيوز"، إن "التقارير الواردة من أمريكا تشير إلى مؤشرات سلبية تجاه سياسة ترامب المقبلة تجاه العراق. لذا؛ يبدو أن حكومة محمد شياع السوداني اندفعت نحو بريطانيا في محاولة لمواجهة كل الاحتمالات التي قد تؤدي إلى اضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد".
وأضاف أن "عودة ترامب إلى المشهد السياسي تُثير قلق بعض الدول، بما في ذلك العراق؛ بسبب سياساته المتشددة السابقة. لذلك؛ تحاول الحكومة العراقية إعادة تموضع استراتيجي جديد في علاقاتها الخارجية".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد وقّع خلال زيارته إلى لندن العديد من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية.
وقال عقب عودته، إن الزيارة "توقيتها مهم جدًّا، سواء لمسار العلاقة بين العراق والمملكة المتحدة، أو نتيجة تطورات الأحداث التي تستدعي مزيدًا من التشاور".
وأشار إلى أن الاتفاق الأمني بين بريطانيا والعراق من شأنه أن يعزز العلاقات العسكرية الثنائية، خصوصًا بعد الإعلان العام الماضي عن أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" سينهي عملياته في العراق بحلول عام 2026.
ويعتمد العراق منذ عشرين عامًا على الدعم الأمريكي في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد والأمن. لكنه يحاول في الوقت ذاته بناء علاقات قوية مع دول أخرى لتجنب الاعتماد على طرف واحد.
من جهته، يرى المحلل السياسي، عزام الدليمي، أن "السوداني، كرئيس وزراء، يتبع سياسة براغماتية يسعى من خلالها لتحقيق مصالح العراق بعيدًا عن الاصطفاف مع طرف ضد آخر، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية".
وقال الدليمي، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الاتفاق الأمني بين العراق وبريطانيا يحمل أهمية كبيرة على عدة مستويات. فهو يعكس تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في مجال الأمن والدفاع. وتعتبر بريطانيا شريكًا مهمًّا في الحرب على الإرهاب، ويأتي الاتفاق ضمن إطار التعاون الدولي لمواجهة الجماعات الإرهابية وضمان الاستقرار الإقليمي".
وأضاف أن "الاتفاق يُظهر التزام بريطانيا بدعم استقرار العراق في مرحلة ما بعد النزاعات، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة".
وأكد الدليمي أن "الاحتماء ببريطانيا في المرحلة الحالية لا يقل أهمية عن العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا. وهذا ما تفهمه الحكومة العراقية، حيث شجع السوداني على عودة الشركات البريطانية للعمل في العراق؛ لما لبريطانيا من تأثير واضح على القرارات الدولية في القضايا الأمنية والسياسية الواسعة".