قناة عبرية: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها في دخول حرب شاملة

logo
العالم العربي

خبراء: مشاركة فصائل عراقية في الرد الإيراني "ستفجر" الوضع الأمني

خبراء: مشاركة فصائل عراقية في الرد الإيراني "ستفجر" الوضع الأمني
عناصر يتبعون فصائل عراقية مسلحةالمصدر: رويترز
12 أغسطس 2024، 1:31 م

حذر خبراء سياسيون عراقيون من "مغبة" مشاركة الفصائل المسلحة العراقية في الرد الإيراني ضد إسرائيل، مؤكدين أن زج العراق بصراع عسكري سيعمل على تفجير الوضع الأمني الداخلي.

وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة محمد شياع السوداني للنأي بالعراق عن المواجهة بين طهران من جانب وواشنطن وإسرائيل من جانب آخر، تصر الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران على المشاركة في الرد الإيراني على إسرائيل بعيد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وأعلنت ما يسمى "تنسيقية المقاومة الإسلامية" العراقية، الأحد أنها في حل من أي قيود أو التزامات حال قررت واشنطن استغلال الأجواء العراقية لتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران، واستمرار هجماتها بحق العراقيين.

وقالت في بيان "غير ملزمين بأي قيود إذا ما استغلت قوات الاحتلال الأمريكي أجواء العراق لتنفيذ اعتداءات ضد إيران"، في إشارة إلى احتمالية مشاركة أمريكا في أيّ رد إسرائيلي تجاه قصف إيران للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وترتبط غالبية الفصائل المسلحة "الشيعية" في العراق مع الحرس الثوري الإيراني، الذي ركز نفوذها وقوتها عبر الدعم المالي واللوجستي والعسكري، بل حتى التدريب، وجعل تلك الفصائل امتدادًا وأذرعًا فاعلة لها في المنطقة.

ويقول المحلل السياسي، بشار المندلاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "عددًا كبيرًا من الفصائل المسلحة العراقية تخضع لاعتبارات علاقاتها الممتدة لعقود مع الجانب الإيراني، حيث تأسست غالبيتها منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بعد فرار أو تهجير النظام السابق آلاف العراقيين نحو إيران وفق مبدأ التبعية الإيرانية".

وأضاف: "هذه الفصائل اليوم تتماهى مع طهران في مشاريعها في المنطقة ومستعدة للدخول في أي مواجهات عسكرية إذا ما قررت ذلك".

وأشار إلى أن "إيران تعد لاعبًا رئيسًا في الساحة العراقية، وهي تصارع أمريكا منذ عام 2003 حتى اليوم على النفوذ داخل الحكومة والشارع الشعبي في الوقت ذاته"، وهذا النفوذ أفضى إلى "دعم إيران عددًا كبيرًا من الفصائل المسلحة، لجعلها أذرعًا لها في المنطقة".

مصادر في الفصائل المسلحة العراقية أكدت استعدادها للمشاركة في الرد الإيراني على إسرائيل والقوات الأمريكية، فيما بررت ذلك أن الرد سيأتي ضمن "عملية انتقامية لاستهداف القوات الأمريكية لعدد من منتسبي الحشد الشعبي ضمن اللواء الـ47 التابع لكتائب حزب الله في منطقة جرف الصخر"، بينما كانوا يجرون تجارب على طائرات دون طيار محلية الصنع.

وقال أحد القياديين في فصيل مسلح "شيعي"، لـ"إرم نيوز"، شريطة حجب اسمه، إن "الفصائل المنضوية تحت لواء تنسيقية المقاومة الإسلامية مستعدة للرد على الاعتداءات المتكررة للقوات الأمريكية على الحشد الشعبي ومقراته وقياداته، هذا مع اعتداء حليفتها إسرائيل على الجارة إيران عبر اغتيال ضيوفها".

وأضاف أن "إسرائيل وواشنطن ستتلقيان ردًّا قاسيًا من الجمهورية الإيرانية، ومن كل فصائل (المقاومة) في المنطقة من العراق امتدادًا لسوريا ولبنان وحتى اليمن، ونحن مستعدون لخوض تلك المنازلة حال أقدمت واشنطن على التدخل بشكل مباشر في هذه المواجهة".

وبدأت فصائل مسلحة عراقية عمليات قصف صاروخي ضد القواعد العسكرية والسفارة الأمريكية في العراق، منذ منتصف تشرين الأول 2023، ردًّا على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة، إلا أن تلك العمليات توقفت في منتصف شباط الماضي 2024، مع إمهال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أربعة أشهر للتفاهم مع واشنطن على سحب كامل قواتها من العراق.

ولم تصمد الهدنة التي عقدتها الفصائل المسلحة مع القوات الأمريكية بوساطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وانفرطت الاتفاقية بين الطرفين مع عودة استهداف ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، لقاعدة عين الأسد ورد أمريكي أعقبها استهدف مخازن ومجاميع تابعة للحشد الشعبي.

ووضعت الفصائل المسلحة الموالية لإيران حكومة محمد شياع السوداني في حرج تام أمام التزاماتها مع واشنطن، رغم محاولاتها إظهار رفض الحكومة لما تقوم به تلك الفصائل، بعد أن وصفت عملياتها ضد القواعد العسكرية، ومنها عين الأسد بـ"المتهورة".

الخبير الأمني، حمزة قاسم، حذر من مغبة زج العراق في صراع مباشر مع واشنطن وطهران، وتأثيرات هذا على الوضع الأمني الداخلي للبلاد.

وقال لـ "إرم نيوز"، إن "في الجانب الآخر من الصورة الكبيرة للوضع الأمني في العراق، نجد هناك تنظيم داعش يترقب ويتحين الفرصة للعودة مجددًا في عمليات استهداف القوات الأمنية العراقية والمدنيين، وهذا سيحدث حال اشتركت الفصائل العراقية في حرب مباشرة مع واشنطن وإسرائيل".

وأضاف أن "العراق عانى على مدى سنوات من اضطرابات أمنية؛ بسبب التنظيمات من القاعدة وصولًا إلى داعش، واليوم يعيش في حال استقرار أمني لم يعهده منذ عشرين عامًا، وهذا ما لا تريد حكومة السوداني فقدانه، لأن مشاركة الفصائل والميليشيات في حرب مع واشنطن سيعيد العراق إلى المربع الأول، ويفجر الأوضاع الداخلية الأمنية".

أخبار ذات علاقة

مراقبون: عودة ترامب "ستشعل" صراع واشنطن مع الفصائل العراقية

وكانت قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا العاملة ضمن مسمى "التحالف الدولي"، أعلنت عن مراقبة التحالف لـ "تهديدات" تقودها جماعات في العراق تفيد باستهداف قواعد البعثة العسكرية الدولية.

وأكدت القيادة "الاستعداد للردّ" على هذه الجماعات، وفيما أشارت إلى أن "أيديولوجية داعش لا تزال تشكّل خطرًا، وأنه يطمح لاستعادة قدراته العسكرية".

الباحث والأكاديمي، عدنان الزيدي، يتوقع أن تزج طهران أذرعها في العراق للمشاركة في الرد على إسرائيل، وهذا ما سيؤثر في علاقات البلاد مع المجتمع الدولي.

وقال لـ "إرم نيوز"، إن "العراق يحاول التقرب من المجتمع الدولي، وخصوصًا واشنطن بهدف تعزيز الدعم الدولي له، إلا أن الفصائل دائمًا ما تقف عثرة في طريق تلك العلاقات، خصوصًا أن الحكومة العراقية غير قادرة على السيطرة على تلك الفصائل، وهي بذلك تضر بمصالح العراق العليا وأمنه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC