يطمح اللاجئون السوريون في لبنان إلى العودة إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد، لكن ثمة عوائق تمنع هذه العودة، منها الأوضاع الأمنية والدمار.
وشهدت سوريا دمارًا واسعًا طوال سنوات النزاع المسلح الماضي، الذي جاء في أعقاب قمع النظام السابق لاحتجاجات شعبية.
ويدعو مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إلى "الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية والإنسانية عند مطالبة اللاجئين السوريين بالعودة من لبنان إلى بلادهم"، بحسب تقرير نشره موقع قناة "الحرة".
وقال عبد الرحمن، إن "هناك مناطق آمنة ومنازل لم تتعرض للدمار، بعضهم غادرها بسبب الخوف من الاعتقالات، لكن بالمقابل توجد مناطق مدمرة ومليئة بالألغام، ما يعرض العائدين لخطر كبير".
وتابع: "يجب أن تكون العودة وفقًا للمنطقة التي جاء منها كل شخص، وليس عبر دعوات جماعية غير مدروسة".
وأضاف عبد الرحمن، أن "اللاجئين السوريين لن يبقوا في لبنان إلى الأبد. لبنان يعاني من أزمات اقتصادية حادة ويواجه تحديات إعادة الإعمار. الشعب السوري كان يحلم بالحرية، واليوم أصبح هذا الحلم واقعًا".
ولا تفكر فادية، اللاجئة السورية المقيمة في لبنان منذ 10 سنوات، بالعودة إلى بلدها في حاليًا.
وقالت: "صحيح أن البلاد تحررت من بشار الأسد وشبيحته الذين نشروا الخوف بين الناس واعتقلوهم وعذبوهم، لكن الوضع لا يزال خطيرًا وغير مطمئن. أخشى من خلايا نائمة وتدهور الوضع الأمني، كما أنني لا أستطيع التمييز بين الصديق والعدو في هذه المرحلة".
وأضافت فادية التي تنحدر من مدينة حلب بينما زوجها من جرابلس: "منزلي في مدينة حلب دمّر بالكامل في الحرب، وبيت زوجي في جرابلس احتله الأكراد. نحن نحب وطننا ونحلم بالعودة إليه والعيش بأمان وكرامة، لكن الواقع الحالي لا يسمح لنا بذلك. سوريا ما زالت غير مستقرة، ولا يمكننا أن نجازف بالعودة إلى وطن مليء بالمخاطر، مع العلم أني أعيش الآن مع عائلتي المؤلفة من 4 أولاد في غرفة ناطور".
وكذلك تتمنى اللاجئة آية العودة إلى سوريا والاستقرار في بلدها، لكن الواقع يحول دون تحقيق هذا الحلم.
وقالت: "لا نملك سقفًا يأوينا في سوريا، منزل عائلة زوجي في إدلب دمّر بالكامل، وإمكانياتنا المادية محدودة جدًا".
وتابعت:"لا أريد أن أعود وأجد نفسي عاجزة عن تأمين أبسط حقوق أطفالي في حياة كريمة".
وقالت الناشطة الحقوقية والمحامية ديالا شحادة، إن "من يقرر زوال أسباب اللجوء ليس السلطة السياسية، إنما القضاء الذي ينظر في أي طعن قد يتقدم به لاجئ صدر بحقه قرار ترحيل".
وأضافت شحادة، أنه "يمكن للخطاب السياسي أن يعبّر عن رأي، لكنه لا يجب أن يكون أساسًا لبناء سياسة الترحيل".
وتابعت: "صحيح أن العديد من اللاجئين السوريين يعودون طوعًا إلى سوريا، لكن المشكلة تكمن في أن عددًا كبيرًا منهم، ربما يصل إلى نصف عدد السوريين في لبنان، إن لم يكن أكثر، هم من مناطق لا تزال مدمرة بالكامل، خصوصًا مناطق شمال شرق وشرقي سوريا، ولذا أسباب اللجوء بالنسبة لهؤلاء لا تزال قائمة".