تتوالى ردود الفعل من اليمين واليسار الإسرائيليين على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط وقطاع غزة، وسط ترحيب واسع، رغم أصوات حذرت من الخطة ووصفتها بـ"الكابوس".
ورغم التصريحات السابقة للأطراف الإسرائيلية التي أشادت بترامب ووصفته بـ"الصديق الحقيقي" لإسرائيل، فإن هناك أصواتا تتحفظ على خطته الجديدة، وفق ما رصده الإعلام العبري.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن تصريحات ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الثلاثاء، حظيت بترحيب واسع في إسرائيل، مع مطالبات إضافية من الجانبين اليميني واليساري.
وقال رئيس الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش، شريك نتنياهو في الحكومة الذي يهدد بإسقاطها، ردا على حديث ترامب: "سيقولون بين الأمم، فعل الله أشياء عظيمة مع الجمهوري اليهودي والإسرائيلي، إننا في غاية السعادة".
وأضاف: "شكرا لك الرئيس ترامب، فإننا معا، سنجعل العالم مكانا أفضل".
ومن ناحيته، قال رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، في مقابلة تلفزيونية أجريت معه صباح الأربعاء: "أود أن أتحدث مع الرئيس ترامب حول أمور مهمة للغاية".
وأكد أن "الحل الوحيد لمشكلة غزة هو تشجيع هجرة سكان غزة.. عندما قلت مرارا وتكرارا خلال الحرب إن هذا هو الحل لمشكلة غزة، سخروا مني. الآن أصبح الأمر واضحا، وهذه هي الاستراتيجية لليوم التالي".
وبين الأصوات المرحبة بخطة ترامب رئيس الكنيست أمير أوحانا الذي صرح بالقول: "هذا فجر يوم جديد لإسرائيل".
وقالت الوزيرة ميري ريغيف: "هذا ما يحدث عندما يلتقي زعيمان شجاعان. الأول هو زعيم العالم الحر، والثاني هو زعيم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. نظام عالمي جديد. "العالم سيكون مكانا أفضل".
كما رحبت المعارضة الإسرائيلية بخطة ترامب، حيث قال رئيس معسكر الدولة بيني غانتس: "إن تصريح ترامب هو دليل آخر على التحالف العميق بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف: "أظهر الرئيس الأمريكي، وليس للمرة الأولى، أنه صديق حقيقي لإسرائيل وسيستمر في الوقوف إلى جانبها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها".
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: كان هذا مؤتمرا صحفيا جيدا لإسرائيل. وسيتعين علينا دراسة التفاصيل لفهم ما هي الخطة في غزة.
وأضاف: سأقدم خطة تكميلية للأمريكيين خلال زيارتي لواشنطن في نهاية الشهر. دور القيادة الإسرائيلية هو تقديم الخطط وليس مجرد انتظار الأمريكيين.
ورأى لابيد، في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي أن "ترامب يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام".
وبشأن إيران أكد لابيد: "طهران أضعف من أي وقت مضى. ويبدو أن الإدارة تفضّل خيار العقوبات. وربما أضعنا فرصة لمهاجمة إيران".
مع ذلك رأت أصوات في المعارضة أن اقتراح ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة "خيال من أقصى اليمين"، وفق وصفهم.
وقال عضو الكنيست جلعاد كاريف عن حزب الديمقراطيين الوسطي: "ترامب صديق حقيقي وهو يغير قواعد اللعبة في المنطقة والعالم أجمع، ولكن دعم فكرة الترانسفير قد يكون كابوسا بالنسبة لإسرائيل".
وأوضح أن "وجود مليون ونصف مليون لاجئ فلسطيني في مصر والأردن سيشكل تهديداً لاتفاقيات السلام واستقرار المنطقة".
وأكد أن هؤلاء "سوف يبعدون القدرة على إقامة تحالف إقليمي معتدل ويغذون تعزيزا متجددا للمحور الإيراني"، مضيفا أن "موافقة ترامب على فكرة الترانسفير هي خيال اليمين المتطرف".
ومن ناحيته قال عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة العربية المشتركة، إن "أوهام ترامب خطيرة"، مشددا على أن "الشعب الفلسطيني سيبقى في وطنه".