عاجل: الطيران الأمريكي يشن غارتين على "رأس عيسى" بالحديدة

logo
العالم العربي

خبراء: إيران تلجأ لـ"التكتيك المرحلي" بعد استهداف متتال لأذرعها

خبراء: إيران تلجأ لـ"التكتيك المرحلي" بعد استهداف متتال لأذرعها
عناصر ميليشيا حزب الله المصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 8:43 ص

سببت الاستهدافات المتتالية لزعماء القوى المسلحة الموالية لإيران، حالة من التشتت والتشظي في صفوف قادة ومقاتلي أذرع طهران، ما دفع الأخيرة لإعادة هيكلة ما تبقى من عناصرها في الميدان، تحت ما أسماه مراقبون بـ"التكتيك المرحلي".

ويأتي ذلك بعد مقتل زعيمي ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، حيثُ أعلن حزب الله بعد مقتل الأخير يوم أمس الخميس، عن "مرحلة جديدة" في مواجهته مع إسرائيل.

"الحرس القديم"

وقال الباحث شاكر عبد الحديثي، "تحت ضغط القصف الإسرائيلي المتواصل يتضح لنا مدى الترهل البنيوي والضعف في الجهد الاستخباري ناهيك عن صعوبات في التواصل، ما ينعكس على شكل بطيء في اتخاذ القرارات الميدانية لتلك الفصائل".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، "يبدو أن حزب الله سيلجأ إلى تكتيكات جديدة بإيعاز من إيران، تفاديا للمزيد من الخروقات الاستخبارية التي عانى منها، ومردها التضخم في أعداد مقاتليه على حساب الجودة والعقيدة القتالية، وأرى أن إيران بدأت باللجوء إلى تقنين أذرعها وتحويلها لمجاميع أصغر وأكثر انتشارا على مساحة الجبهات، في محاولة لإطالة أمد الحرب".

أخبار ذات علاقة

بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تعلق على مقتل يحيى السنوار

 ورجح الحديثي "أن هذا الأسلوب يهدف إلى تشتيت الجهد الاستخباري والناري لإسرائيل من جهة، وخلق بؤر استنزاف متحركة، فضلا عن عدم استقطاب المزيد من المقاتلين غير الموالين عقائديا، والاعتماد على قدامى المقاتلين الذين أشرف الحرس الثوري على تدريبهم قبيل نهاية الحرب العراقية الإيرانية وماتلاها".

ذوبان تحت الضغط

بدوره وصف الخبير بالأمن السيبراني سرمد الدايني، غياب الفصائل المسلحة داخل العراق، بأنه "ذوبان تحت الضغط".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه "بعد نشاطها اللافت منذ مقتل زعيم حزب الله، بدأنا نلاحظ اختفاء معظم القوى الميليشياوية وتركها لمقارها بشكل شبه كامل، ومع تغيير وسائل وأساليب الاتصال".

وبيّن الدايني أن "المعلومات تشير إلى أن تلك الميليشيات بدأت باستخدام مقار حكومية أو عسكرية رسمية أو مواقع ومزارات دينية، بعيدة عن مراكز المدن، لتشتيت وتفادي أي استهداف إسرائيلي".

وتحدث أيضًا عن "معلومات تشير إلى بعض التواجد المسلح للميليشيات العراقية في منطقتين بالتحديد، وهي جرف الصخر جنوبي بغداد، والتي يعتقد أن الميليشيات حولتها إلى قاعدة مركزية لنشاطها الصاروخي وطيرانها المسير، مع معلومات عن وجود شبكة أنفاق تم بناؤها تحت الأرض منذ العام 2017، فضلا عن تواجد لحزب الله العراقي في مناطق هيت والبغدادي المحاذية للحدود السورية غربي العراق".

وبحسب خبراء فإن تغيرا لافتا برز مع مؤشرات على تخلي الأذرع الإيرانية عن "دعم بعضها البعض ميدانيا" وفقا للتقارير، التي أكدت أنها مضطرة لتغيير نهجها تماشيا مع الرؤية الإيرانية الجديدة لساحات المواجهة مع إسرائيل.

ورجحت تقارير أمنية أن التحالف، الذي يوصف بـ"الفضفاض" للفصائل المسلحة والذي شكلته أو دعمته إيران خلال العقود الماضية، عانى خللا مفصليا في التواصل والتنسيق بين قياداته، ومنها حركة حماس التي تعاني من الضعف بعد عام من الحرب في غزة، في حين أن حزب الله، سريعًا ما أصيب بـ"الترنح" تحت وطأة الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي المتواصل، على معاقله في لبنان.

طابع ديني

وتحدثت تقارير أمريكية عن تعاون وثيق بين الفصائل العراقية والحوثيين، إلا أن مصدرا مقربا من الفصائل العراقية، قال: "صحيح أن لدينا تواصلا كبيرا مع جهات حوثية، خاصة في النجف وبغداد، لكن التواصل يقتصر على النشاطات الثقافية والزيارات الدينية".

وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز"، أن "تواجد الإخوة الحوثيين في النجف يتسم بالطابع الديني، لكن مكتب العرصات ببغداد معروف بأنه تابع للحوثيين، وهذا الأمر معروف لأهالي المنطقة التي أغلقت أمنيا، ولا نعلم تحديدا أنشطة هذا المكتب، الذي يقال إنه مكتب تجاري".

أخبار ذات علاقة

خاص- كيف تسيطر إيران على قرار 67 ميليشيا عراقية؟

 وأسفرت ضربة أمريكية في شهر يوليو/ تموز الماضي جنوب بغداد، عن مقتل قيادي حوثي إلى جانب 4 من عناصر الميليشيات العراقية.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تشن غارات أو هجمات على العراق منذ اندلاع المواجهات، إلا أن مراقبين يؤكدون أن نحو 40 هجوما صاروخيا أو بطائرات مسيرة، أطلقتها الميليشيات العراقية لإظهار دعمها لحزب الله منذ نحو 3 أسابيع قد تخطى السقف، الذي يمكن لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة التغاضي عنه.

ويبدو أن تلك الفصائل تأخذ على محمل الجد، تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، وآخرهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الذي قال في وقت سابق، إن "إسرائيل تلاحق التهديد القادم من العراق وسوف تفعل كل ما هو ضروري للتعامل مع الوضع"في تهديد واضح برد إسرائيلي على تلك الاستهدافات، بعيدا عن رؤية الولايات المتحدة التي توصي بالتهدئة.

ويشدد مختصون بالشأن العسكري، على أن المستجدات والضغوط الأمنية على إيران تحتم عليها الإيعاز لأذرعها بفض تداخل الخنادق، واتخاذ تدابير ذاتية فعالة ومرنة تمكن كل فصيل على حدة، من اتخاذ القرار اعتمادا على"الحرس القديم" لضمان سرعة الذوبان وإعادة التموضع على شكل مجاميع أصغر، أقل تأثيرا وأسرع حركة وانتشارا، بهدف تقليل الخسائر وإطالة عمر وزخم المواجهة، بعيدا عن الحدود الإيرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC