فرنسا تضغط على الجزائر لإعادة المهاجرين غير النظاميين

يعتزم وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، إطلاق سياسة أكثر صرامة بشأن الهجرة، معلنًا تخفيض تأشيرات الدخول للجزائريين، راهنًا العودة عن القرار إلى حين استقبال الدولة الأفريقية مهاجريها غير النظاميين.

وتنتهج الحكومة الفرنسية الجديدة سياسة صارمة للغاية تجاه الأجانب والهجرة وفق رؤية قريبة من مواقف اليمين المتطرف.

ويبدو أن رئيس الوزراء على الخط نفسه، فقد أيد ميشيل  بارنييه معظم تصريحات وزير داخليته فيما يتعلق بالهجرة مقدما ثلاثة محاور لتنفيذ سياسته.

وتبنى برونو ريتايو خطابا أكثر حزما، معلنا عن إجراءات ملموسة حول هذا الموضوع، في مقابلة أجرتها معه مجلة "لوفيغارو"، قائلا إن "فرنسا ستربط إصدار التأشيرات بتسليم التصاريح القنصلية"، في إجراء يتعلق بترحيل الجزائريين الصادرة في حقهم قرارات طرد من فرنسا.

وأكد أن هذا الإجراء يعد المحور الأول ويهدف إلى تعزيز فعالية السياسة  الفرنسية في مجال الهجرة.

 وأشار الوزير إلى أن الجزائر حصلت على 205,853 تأشيرة في عام 2023، لكن عدد الجزائريين الذين تمت إعادتهم إلى بلادهم لم يتجاوز 2,191، وهو ما وصفه بالأمر المرفوض.

وعليه أكد إن باريس ستعمل على تخفيض عدد التأشيرات بشكل أكبر إذا استمر هذا الوضع.

وفي المغرب، الذي أصدرت فرنسا له 238.750 تأشيرة في عام 2023، بما في ذلك 865 تصريح إعادة قسرية، أشار الوزير إلى أنه تحدث الأسبوع الماضي مع نظيره المغربي، مؤكدا "سنعمل معا لتحسين الاستجابة لطلبات التأشيرة".

أما بالنسبة للمحور الثاني فيشير برونو ريتايو إلى التعاون مع بلدان ثالثة، لا سيما في مجال المساعدات التنموية، وعدّها أداة أساسية يجب استخدامها.

وأكد أنه "يجب علينا المطالبة بالتعويض عن المساعدات التي نقدمها" .

وأخيرا، أبرز الوزير أن فرنسا ستستخدم أيضاً أدوات اقتصادية، مثل "الأفضلية التجارية" و"الرسوم الجمركية"، للتأكد من أن العلاقات التجارية تعكس توازنا في المصلحة بين الطرفين وهي خطوة محل مشاورات في بروكسل.

ومن شأن مسألة تقليص عدد التأشيرات عرقلة تطبيع العلاقات بين الجزائر وباريس، إذ لن يعود السفير سعيد موسي إلى باريس، فقد أنهى الرئيس عبد المجيد تبون رسميا مهامه كسفير الجزائر لدى فرنسا بمرسوم نشر في الجريدة الرسمية يوم الخميس 3 أكتوبر/ تشرين الأول.

والجزائر دون سفير في باريس منذ 30 يوليو/ حزيران  الماضي، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة إلى الملك محمد السادس اعترافه بمغربية الصحراء.

وسبق لروتايو أن قدم مع مجموعة من البرلمانيين الفرنسيين في يوليو/ حزيران 2023 مقترحاً في مجلس الشيوخ لإلغاء اتفاقيات 1968 بشأن الهجرة مع الجزائر.