المستشار الألماني الجديد ميرتس: روسيا ارتكبت "جريمة حرب خطيرة" بغاراتها على أوكرانيا
كان اسم الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، مستبعدا من الصعود إلى رأس هرم الحزب المدعوم من إيران، خلفاً لحسن نصر الله، لولا اغتيال رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، بحسب ما يقول محللون سياسيون، فيما تُثار تساؤلات، في الوقت نفسه، حول أوجه الشبه والاختلاف بين الرجلين.
ويرى المحللون أن دور قاسم كان رمزيا إلى حد كبير داخل "حزب الله"، ولا يتمتع بالصفات التي توافرت في شخصية نصرالله، أو حتى صفي الدين، لقيادة التنظيم.
وقال المحلل السياسي والكاتب اللبناني جورج حايك لـ"إرم نيوز": "منطقيا لا يمكن أن يتفوق نعيم قاسم على حسن نصرالله، بأي شيء، نصر الله رغم الخلافات السياسية معه في الطرح والمشروع، كان رجلا استثنائيا من حيث الشخصية والكاريزما والحضور والتخطيط".
وأشار إلى أن إيران كانت تعطي نصرالله "حيزا" من الاستقلالية للتفكير والتخطيط، إضافة إلى تفويضه بإدارة "محور الممانعة" في بعض الأماكن".
وتابع: "نعيم قاسم كان نائبه، ويعرف ببواطن الأمور في الحزب، إلا أنه يختلف عنه من الناحية الشخصية، ولا يملك فن الخطابة والحضور المحبب تجاه بيئة حزب الله".
وأوضح أن "بيئة حزب الله تحب نصرالله ولديها ولاء كامل تجاهه"، مؤكدا عدم وجود ما يشير إلى أن "أنصار الحزب متحمسون تجاه نعيم قاسم، لكن البيئة الشيعية تتمسك بأي شخصية تدير الحزب؛ لأنها تحتاج إلى مسؤول، وبناء عليه قد يكون النظام الإيراني ارتأى اختيار قاسم لمرحلة مؤقتة".
واستبعد حايك "بقاء قاسم فترة طويلة في منصبه خاصة في ظل تقدمه بالسن، ووسط تهديدات إسرائيل باغتياله إلا إذا كان موجودا في إيران".
ولا يرى المحلل السياسي تشابها بين الشخصين باستثناء "الخط الواحد والولاء لإيران والعقيدة"، وتوقع أن يصبح التدخل الإيراني في "حزب الله" أكبر.
وبدوره، قال المحلل السياسي عامر ملحم لـ"إرم نيوز"، إن "الرجلين أديا دورا حيويا داخل الحزب، لكن نصرالله كان يمثل القيادة السياسية والدينية القوية، على عكس قاسم الذي كان يجسد الجانب الإداري والتنظيمي".
ويرى ملحم أن "قاسم يفتقد مهارة نصر الله الخطابية الفائقة، إذ يُعرف بأسلوبه الحماسي، وقدرته على التأثير في بيئته".
واستبعد المحلل السياسي أن "يتمتع نعيم قاسم بالوجود البارز في السياسة الإقليمية لمحور الممانعة على غرار نصرالله، وقد يؤدي إلى تراجع الخطاب العاطفي الذي عرف فيه الحزب خلال السنوات الماضية".
ويعتقد ملحم أن "قاسم يتميز بأسلوب أكثر دبلوماسية وواقعية في التناول السياسي، بعيدا عن الخطابات اللاواقعية التي كان يقدمها نصرالله".
واغتيل نصرالله بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر (أيلول).
وفي 23 أكتوبر/ تشرين الأول، نعى "حزب الله" رئيس المجلس التنفيذي، هاشم صفي الدين، الذي قُتل بغارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع الشهر ذاته، إضافة إلى عدد من القيادات.
وبعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلن "حزب الله" فتح جبهة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تهدف إلى "إسناد" الفلسطينيين.
وفي أعقاب عام من القصف المتبادل عبر الحدود، قرر الجيش الإسرائيلي تحويل تركيز عملياته العسكرية إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، إذ أطلق حملة غارات جوية مكثفة تستهدف معاقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الشرقية والجنوبية، كما نفذ الجيش عمليات برية محدودة جنوب لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول، بلغ عدد القتلى في لبنان أكثر من 1700 شخص، استنادا إلى بيانات وزارة الصحة.
