تكشف خريطة السيطرة في سوريا عن تغيرات جذرية بعد سقوط مدينة حماة في أيدي الفصائل المسلحة السورية، ما يمثل انحسارًا جديدًا في المناطق الخاضعة لسلطة الرئيس بشار الأسد.
المدينة، التي تتوسط الجغرافيا السورية، تتمتع بأهمية عسكرية وإستراتيجية بالغة، كونها تربط بين جهات البلاد الأربع: شرقًا، غربًا، شمالًا، وجنوبًا.
تعد حماة مركزًا حيويًا للجيش السوري، إذ تضم مقرات عسكرية وأمنية حساسة، منها مطار حماة العسكري، ومرافق عسكرية رئيسة مثل رحبات ومستودعات الأسلحة، وألوية عسكرية ومدارس تدريبية، من أبرزها "مدرسة المجنزرات". إضافة إلى ذلك، تحتضن المدينة فرع الأمن العسكري، الذي يُعتبر من أهم الأذرع الأمنية للنظام.
بعد معارك ضارية، أقر الجيش السوري، يوم الخميس، بخسارة المدينة وتمركز قواته خارجها، فيما أعلنت الفصائل المسلحة أنها سيطرت على المدينة بشكل كامل، بما في ذلك اقتحام السجن المركزي وإطلاق سراح مئات السجناء.
سقوط حماة يشير إلى تحول كبير في ميزان القوى داخل سوريا، ويطرح تساؤلات حول قدرة النظام على الحفاظ على ما تبقى من مناطق سيطرته، لا سيما حمص المهددة ودمشق التي تترقب.
كما أن هذه الخسارة تضعف الموقف الإستراتيجي للنظام، إذ تجعل خطوط إمداده أكثر هشاشة، وتمنح الفصائل المسلحة موقعًا مركزيًا يمكنها من التوسع في مناطق أخرى، كما تقطع مدن الساحل السوري عن دمشق العاصمة.
مع تطورات الأحداث، يبدو أن خريطة السيطرة في سوريا ماضية نحو تغييرات قد تعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في البلاد، مما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة لمستقبل الصراع السوري.