كبيرة موظفي البيت الأبيض لـ"فوكس نيوز": منخرطون بشدة في محادثات تجارية مع عدة دول
أنهت قمة عمّان التي جمعت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأربعاء، عقودا من "البرودة القارسة" في العلاقات بين البلدين الجارين، التي يعزوها بعض المحللين السياسيين إلى الأجندات الخاصة التي سيطرت على نهج عهد الأسد في الارتياب والاشتباك مع دول الجوار.
وكشفت مصادر سياسية سورية مطلعة، أن دمشق طلبت من عمان المساعدة في معالجة بعض المعضلات التي تواجهها، خاصة تلك التي تشهدها المحافظات السورية المحاذية للحدود الأردنية، ومن ضمنها فوضى تهريب السلاح والمخدرات، بالإضافة إلى الانفلات وبعض دعوات الانفصال.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز" إن النظام الجديد في سوريا يدرك تماما حجم المساعدة التي يمكن أن يقدمها له الأردن في "تفكيك" مُعضلة الفوضى ودعوات الانفصال التي تتفاقم الآن في بعض المحافظات السورية، في ظل ما تملكه عمّان من قدرة على "تبريد السلاح" المنفلت ، وتحجيم دواعي الانفصال الطائفي.
ويقرأ المحللون في حيثيات ومُخرجات الزيارة التي قام بها الرئيس السوري إلى الأردن، بداية عهد جديد بين عمان ودمشق عنوانه، كما جاء في البيانات الختامية "بناء صيغ مشتركة لزيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصُّعُد، مع تعزيز سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وعودتها إلى دورها الفاعل في محيطها العربي".
الأمن الحدودي
المحلل السياسي جعفر المفلح، سجّل ما أسماه خصوصية فائقة الأهمية في المواقيت، كون قمة عمان تصادفت مع تصعيد فظّ في مناهج وأهداف الاحتلال الإسرائيلي بالشريط الحدودي السوري المُطلّ على الأردن.
وقدّر المفلح، في حديثه مع "إرم نيوز"، أن هذه المصادفة جعلت موضوع الأمن الحدودي يتصدر المحادثات، بعد أن تواترت في محافظات السويداء ودرعا شواهد مريبة لنزعات الانفلات والانفصال.
فأهل النظام في سوريا، كما يقول المفلح، يعرفون تماما حجم المساعدة التي يمكن أن يقدمها لهم الأردن في معالجة مُعضلة الفوضى التي تتفاقم الآن في هاتين المحافظتين، كون عمان تحوز مكانة خاصة فيهما، ربما تسعف في تبريد السلاح المنفلت في درعا، وفي تحجيم دواعي الانفصال الطائفي في السويداء.
ويؤكد، أن التغلب على هذه المعضلات هي مقتضيات أساسية لينتقل البلدان، سوريا والأردن، إلى المرحلة التالية من مجالات التعاون التي ناقشتها القمة، ويراهن عليها البلدان في مجالات التعمير والطاقة والمياه والتجارة.
مشاريع الطاقة
من جانبه رأى الباحث الأكاديمي د. عرفان المولى، في تركيز قمة عمان على موضوع التعاون في مجال الطاقة تذكيرا بمشروع توصيل الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية.
وحسب المعلومات التي تحدّث بها مع "إرم نيوز"، فإن العرض الذي كان تقدّم به الأردن قبل ثلاث سنوات، تعرقل جزئيا بسبب العقوبات الدولية على سوريا، ثم تعطل إجرائيا بسبب الأعطال التي طالت الشبكات السورية جراء العمليات المسلحة التي رافقت مسيرة الثورة من إدلب إلى دمشق . لكن المشروع الذي تعطّل لم يمت، حيث يُتوقع أن يكون الحديث به تجدد في قمة عمان تحت المظلة العريضة لمشاريع الطاقة.
وفي مجال التعاون في قطاع الطاقة الذي قالت بيانات قمة عمان، إنه كان من ضمن جدول المحادثات، لم يستبعد د. المولى أن يكون البلدان بدآ بحث تفاصيل التعاون في المشاريع الاستراتيجية المشتركة في هذا القطاع المهم خلال الأيام القليلة القادمة.