خبير: التقارب الدبلوماسي بين الرباط وباريس يُفضي لصفقة عسكرية "مرتقبة"

اعتبر خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أن توجه المغرب إلى توقيع صفقات أسلحة مع فرنسا للحصول على مروحيات عسكرية ومقاتلات متطورة، جاء نتيجة للتقارب الدبلوماسي الأخير بين الرباط وباريس.

وكشفت قناة "BFM TV" الفرنسية عن وجود صفقة قيد المناقشة لحصول الجيش المغربي على المروحيات الفرنسية متعددة المهام من طراز "H225 M CARACAL"، التي تصنعها شركة "إيرباص".

وتتعدّد مهام المروحية، التي يبلغ طولها 19.5 متر، وسرعتها 324 كلم/س، والمدى 857 كلم، وتستطيع نقل 20 جنديًا بكامل معداتهم القتالية، ويمكنها حمل 4.5 طن من العتاد، إضافة إلى الأسلحة المزودة بها، بحسب موقع "ديفينس عربي".

 ويحتل المغرب المرتبة الثالثة ضمن أكبر مستوردي العتاد الحربي من باريس خلال سنة 2020، بحسب وزارة الجيوش الفرنسية، وتنتظر المملكة تسلم 36 مركبة عسكرية من طراز "شيربا"، في إطار عقد موقّع بين المغرب وفرنسا العام 2020.

ويرجّح مراقبون أن تشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تطورًا لافتًا، خاصة بعد انضمام فرنسا إلى قائمة الدول الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء.

تعزز التقارب

وقال عبدالرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "ديجون" الفرنسية، إن تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وفرنسا من خلال عقد صفقات عسكرية مرتقبة جاء نتيجة للتقارب الدبلوماسي والإستراتيجي الأخير بين البلدين.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن المملكة تسعى دائمًا إلى تطوير وتحديث ترسانتها العسكرية بأحدث المعدات والمقاتلات لمواجهة المخاطر والتهديدات، مشيرًا إلى أن بلاده تحرص أيضًا على تنويع مصادر التسلح، حيث يعتمد الجيش المغربي على أسلحة: أمريكا، والصين، وفرنسا، وتركيا، وإسرائيل، وغيرها.

 ورأى مكاوي أن التحديات الأمنية في المنطقة تفرض على المغرب التسلح بمقاتلات ومروحيات عسكرية مُجربة وعالية الجودة، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تتحدث عن قُرب تعزيز الجيش المغربي ترسانته العسكرية بمروحية "H225 M CARACAL" تتماشى مع سياسة الرابط وأولوياتها الإستراتيجية.

وأوضح مكاوي، أن هذه المروحية القوية تمتاز بخصائص متعددة، إذ تتسلح بمدفعين رشاشين عيار 20 ملم، ومقذوفات وصواريخ ضد البوارج الحربية والغواصات، إلى جانب رادارات تُمكّنها من مراقبة ورصد تحركات الطائرات، مرجحًا أن يتم التوقيع على الصفقة خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب قبل نهاية عام 2024.

ونقل الخبير العسكري المقيم في فرنسا عن مصادر مؤكدة، قولها إن المغرب يسعى أيضًا إلى اقتناء طائرات الشبح الفرنسية "رافال إف-4"، التي تعادل قوتها قوة المقاتلة الروسية "سوخوي – 57".

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن التقارب الجيوإستراتيجي بين البلدين حدّد معالم الطريق للعلاقات الثنائية، لافتًا إلى أن فرنسا ستجني من التقارب مكاسب عديدة، أبرزها ضمان عودتها وانتشارها في غرب أفريقيا من البوابة المغربية.