أثارت تسمية "الجمهورية السورية" التي نطق بها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، اسم بلاده، تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي لدى السوريين، وأحدثت انقساماً بين مؤيد ومعارض.
ومن المعروف أن اسم سوريا الرسمي، هو "الجمهورية العربية السورية"، لكن إغفال الشرع لصفة "العربية"، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، طرح تساؤلات حول ما إذا كان الأمر مجرد "زلة لسان" للرئيس الجديد، أم هو موقف سياسي مدروس، سيعتمده في الدستور المقبل بنزع صفة "العربية" عن اسم سوريا.
وفي حين ضجّت الحسابات الكردية السورية على مواقع التواصل بالمدائح وتعابير الرضا، فإن حسابات السوريين العرب، خاصة أولئك الذين يؤمنون بالمشروع القومي العربي، ذهبت في الاتجاه المعاكس، إذ انتقدت الشرع على هذا "الخطأ التاريخي" الذي يسهم في إبعاد سوريا، بحسب رأيهم، عن عمقها العربي.
ومن المعروف أن نزع صفة "العربية" من اسم الدولة السورية، هو مطلب الأحزاب والنخب الكردية التي ترى أن سوريا تتكون، بشكل أساس، من الكرد والعرب، وبالتالي لا ينبغي إقحام نعت "العربية" في تسمية سوريا، بحسب رؤية تلك النخب.
ويحاجج الأكراد السوريون بأن معظم الدول العربية لا توجد صفة "العربية" في تسميتها، مثل: الجزائر، والعراق، وتونس، والسودان، والمغرب وغيرها، مشيرين إلى أن غياب صفة "العربية" عن اسم تلك الدول لم يبعدها عن عمقها العربي.
وفي الجانب الآخر، رأى القوميون العرب السورريون أن نزع صفة "العربية" عن اسم سوريا، أمر غير مقبول إطلاقاً، ذلك أن صفة "العربية" تتعلق بالغالبية الساحقة من السوريين، وثقافتهم، وجذورهم، والموقع الجغرافي لسوريا، كجزء من الوطن العربي الكبير.
ويسخر المعارضون لإلغاء صفة العربية عن اسم سوريا من أن يحدث ذلك بـ"جرة قلم"، مطالبين بضرورة إجراء استفتاء شعبي حول الأمر، إذ لا يحق لرئيس دولة بمفرده أن يقرر في شأن دستوري مهم مثل تغيير الاسم الرسمي لسوريا.
ويضيف المدافعون عن صفة العربية أن تجاهل هذه الصفة ينتقص من عروبة سوريا، التي حكمها حزب البعث العربي الاشتراكي، ذو التوجه القومي منذ العام 1963 وحتى سقوط بشار الأسد، في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقبل أن تصبح الجمهورية العربية السورية، كاسم رسمي، عُرفت سوريا بعدة تسميات، فقد كانت تعرف باسم "ولاية سوريا"، خلال الحكم العثماني.
وبعد سقوط الدولة العثمانية، وبداية الانتداب الفرنسي في أوائل القرن العشرين، تأسست "دولة سوريا" العام 1920 ضمن الكيان الذي أعلنه الملك فيصل لفترة قصيرة قبل الانتداب الفرنسي.
لاحقاً، وبعد انتهاء الانتداب الفرنسي العام 1946، أصبحت تعرف باسم "الجمهورية السورية".
وفي عهد الوحدة بين سوريا ومصر، والتي امتدت من العام 1958 إلى العام 1961، أصبحت تُعرف باسم "الجمهورية العربية المتحدة"، في إشارة إلى كل من سوريا ومصر.
لكن بعد انهيار هذه الوحدة، ومجيء حزب البعث العربي إلى السلطة، في 8 آذار/ مارس 1963، أصبح اسم سوريا رسمياً "الجمهورية العربية السورية".
