الجيش الإسرائيلي: الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من شمال قطاع غزة
باتت عودة التيار الصدري إلى العملية السياسية في العراق شبه مؤكدة، بعد دعوة زعيمه مقتدى الصدر أتباعه لتحديث سجلات الناخبين.
ودعا الصدر أنصاره إلى تحديث سجلات الناخبين، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية سواء قرر التيار الصدري المشاركة في الانتخابات المقبلة أو مقاطعتها.
وشدد على أهمية الاستعداد للمرحلة المقبلة، وهو ما عزز احتمالات العودة إلى المشهد السياسي بقوة.
وتُنهي عودة الصدر إلى القرار السياسي سيطرة الأحزاب السياسية المقربة من إيران على سدة الحكم منذ انسحابه في يونيو/حزيران 2022، بعدما دعا نوابه إلى الاستقالة من البرلمان احتجاجاً على ما وصفه بـ"الفساد السياسي"، ما يقلب المعادلات ويمثل حدثًا بارزًا في المشهد العراقي.
بدوره، كشف مصدر مقرب من التيار الصدري أن "نقاشات العودة إلى العملية السياسية لا تزال مستمرة بين قيادات التيار، إذ اتُفق على مجموعة من الأسس للعودة، من بينها إحياء مشروع الإصلاح، ورفض الانخراط في التوافقية والمحاصصة، إلى جانب اتخاذ الحكومة قرارات لمحاسبة الفاسدين، وإبداء الكتل السياسية الاستعداد الحقيقي للإصلاح".
وقال المصدر، الذي تحدث لـ"إرم نيوز" شريطة حجب هويته، إن "التيار يشترط تسلم الحكومة المقبلة في حال جاءت نتائج الانتخابات لصالحه". وأوضح أن "قيادات التيار الصدري تلقت إشارات إيجابية من بعض القوى السياسية بشأن الشروط المطروحة".
ولفت المصدر إلى أن "الاجتماع الحاسم لقيادات التيار الصدري مع الأطراف السياسية الأخرى سيُعقد في شهر رمضان، وقد يشهد التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل حول شكل المشاركة السياسية المقبلة".
ورأى مراقبون أن "عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي قد تكون بمثابة فرصة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية في العراق، خاصة أن الصدر يمتلك قاعدة شعبية كبيرة ومنظمة، ما يمكّنه من تحريك الشارع العراقي وإعادة توجيه البوصلة السياسية".
وتمكن الصدر من تكوين صورة ذهنية لدى الشارع العراقي بأنه بعيد عن الأجندات الإيرانية، مستفيداً من خطاباته الداعية إلى الاستقلالية والسيادة الوطنية، ومعززاً بذلك فكرة أن التيار الصدري يمثل خياراً عراقياً خالصاً بعيداً عن التدخلات الخارجية.
بدوره، رأى المحلل السياسي رافد العطواني، المقرب من التيار الصدري، أن "إيران قد تجد نفسها مضطرة لتسليم زمام الحكومة إلى مقتدى الصدر في حال تقلص نفوذها في العراق".
وأشار العطواني، خلال مشاركة تلفزيونية، إلى أن "طهران لا ترغب بفقدان تأثيرها داخل المكون الشيعي العراقي، ومن هذا المنطلق قد تقبل بالصدر بديلا قادرا على ملء الفراغ السياسي المتوقع إذا انسحبت إيران من المشهد العراقي".
ويرى محللون أن استراتيجية النأي عن إيران أكسبت الصدر شعبية واسعة، خاصة بين الفئات الشابة التي تبحث عن تغيير حقيقي وتخليص العراق من هيمنة القوى الخارجية، ما جعل التيار الصدري يبدو وكأنه البديل الأكثر قبولاً في مواجهة الأحزاب التقليدية المتحالفة مع طهران.
وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاشع التميمي إن "الأزمات المتتالية التي يعيشها العراق، بما فيها الأزمة المالية والفساد والضغوط الخارجية، تتطلب مشاركة سياسية حقيقية من التيار الصدري".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "أطرافًا سياسية داخل الإطار التنسيقي ترغب في عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي، للمشاركة في تحمل مسؤولية المرحلة المقبلة"، مشيرًا إلى أن "الصدر لن يقبل بأي مشاركة صورية، وإنما يشترط أن تكون مشاركته مربوطة بتحقيق تغيير حقيقي يلامس حياة العراقيين ويعزز السيادة الوطنية".
وفي عام 2021، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية من حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي، وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني، غير أن تشكيل "الثلث المعطل" آنذاك من القوى والأحزاب المناوئة للتيار والمقربة من إيران حال دون ذلك، ما أدى إلى انسحاب نوابه الـ 73 من البرلمان، في حادثة أثارت ضجة واسعة.