رئيس تايوان يحذر من "محاولات التسلل" الصينية ويتعهد بـ"اتخاذ إجراءات مضادة"
تواجه مؤسسة القرض الحسن، التي تعد الذراع المالية لحزب الله، مستقبلا غامضا، وسط ترجيحات بعدم قدرتها على العودة للعمل، فيما يسود الاستياء المودعين والحاضنة الشعبية للحزب، المتأثرة بضائقته المالية.
وأشار خبراء إلى تأثر المؤسسة بضعف حزب الله عسكريا وسياسيا، والتطورات الحاصلة في سوريا، وقطع الحدود العراقية السورية، التي كانت تمثل خطا لـ"حركة التهريب" إلى سوريا ومنها إلى لبنان.
الخبيرة المصرفية إلهام شمس الدين تقول إن إعادة العمل بمؤسسة القرض الحسن أصبحت شبه مستحيلة في الوقت الحالي، خاصة بعد التحولات السياسية التي جرت في سوريا، وقطع طرق الإمداد الخاصة بالحزب، من طهران إلى بيروت.
وقالت شمس الدين لـ"إرم نيوز" إن حزب الله فقد أموالا وذهبا، وودائع المودعين، أو على الأقل جزءا كبيرا من الودائع، بسبب الغارات الإسرائيلية، ومن دون شك فإنه كان يعول على عمليات التهريب بين سوريا ولبنان بالدرجة الأولى لتأمين سيولة نقدية لإرضاء المودعين.
وأضافت الخبيرة المصرفية أن التحويلات المالية التي كانت تصل حزب الله من الخارج على صورة أموال استثمارات وتعاملات تجارية أو حتى تبرعات أصبحت تحت المجهر الدولي في الوقت الحالي، وستتم ملاحقة التحويلات بدءًا من المصدر لوقف هذه العمليات وملاحقة المتورطين.
وذكرت أن الاعتماد على عمليات التهريب من خلال المطار والمرافئ اللبنانية "تبخّر" هو أيضا بسبب الرقابة الدولية الصارمة تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، ولم يبق للحزب إلا "السوق السوداء" وبعض التحويلات الصغيرة التي لن تسد العجز الحاصل.
وأشارت شمس الدين إلى مسألة إعادة الإعمار وإمكانية أن تقوم إيران بعملية التمويل التي قد يستغلها الحزب لضخ الأموال إلى خزائنه.
وأوضحت أن هذا الملف يواجه ضغوطا في الداخل اللبناني من قبل معارضي الحزب وأيضا ضغوطا دولية بأن تكون العملية من خلال مؤسسات الدولة اللبنانية وبإشراف سياسي داخلي ودولي لعدم تسريب الأموال بأي شكل.
وأكدت أن إعادة مؤسسة القرض الحسن إلى سابق عهدها ستكون أمرا مستحيلا بسبب عدم قانونيتها من جهة، وعدم القبول بها من الناحية السياسية من جهة أخرى.
من جهته، أكد صلاح منصور، وهو عنصر سابق في حزب الله، انتشار حالة من الاستياء في البيئة الشعبية لحزب الله، وذلك في مناطقه الأساسية وخاصة في مناطق البقاع والهرمل.
وأوضح أن الاتصالات مع العناصر الحزبية لم تسفر عن أي بوادر لتطمين المودعين حول إمكانية استعادة أموالهم من مؤسسة القرض الحسن خلال فترة قصيرة، في وقت تعاني فيه معظم العائلات من أوضاع اقتصادية صعبة جدا بسبب تبعات الحرب الأخيرة.
وأضاف أن حالة الاستياء تأتي أيضا بسبب ضآلة المساعدات التي تم توزيعها خلال وبعد الحرب، بينما حظيت عائلات معينة وخاصة عائلات قادة الحزب بأموال ومساعدات كبيرة، خصوصا أولئك الذين تم نقلهم إلى سوريا والعراق.
وذكر منصور أن حزب الله سيواجه معضلة كبيرة إذا ما قرر فعلا إعادة فتح مكاتب مؤسسة القرض الحسن وذلك بسبب المعارضة على صعيد واسع من الأهالي في عدة مناطق خوفا منهم من أن تعيد إسرائيل استهداف هذه المراكز، ما سيعرض المدنيين للخطر بالإضافة إلى أن الغارات التي ستستهدف هذه المكاتب سينتج عنها المزيد من الدمار.