ترامب يصف الصين بأنها "المستفيد الأكبر" من الرسوم الجمركية
أكد خبراء في العلاقات الدولية، لـ"إرم نيوز"، أنه بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة، تواجه كل من الأردن ومصر تحديات كبيرة في التعامل مع هذا المقترح.
ورأى الخبراء، أنه بينما تسعى الإدارة الأمريكية لفرض حلول عبر الضغط، تضع كل من الأردن ومصر أمام تحديات دبلوماسية صعبة، حيث يسعى البلدان للحفاظ على مواقفهما الثابتة من القضية الفلسطينية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية.
ويرى المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أنه من الصعب على الأردن ومصر تفادي الضغوط الأمريكية، خاصة في ظل إدارة جديدة تسعى لإثبات موقفها وحلولها.
ويوضح السبايلة في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن حلول الإدارة الأمريكية غير مكتملة، مما يوفر للأردن مجالًا للمناورة وتقديم حلول بديلة لا تتضمن تهجير سكان غزة.
ويضيف السبايلة: "من الصعب مواجهة إدارة أمريكية متعنتة، خاصة إذا كانت ترغب في فرض حلول من خلال الضغط"، حسب قوله.
واعتبر أن "المطلوب اليوم من الأردن هو التعامل الدبلوماسي بمرونة، وإيجاد مساحات من المصالح مع الإدارة الأمريكية، ما يتيح تأثيرًا على قرارات البيت الأبيض".
ويشير السبايلة إلى أن "الأردن يواجه مرحلة صعبة، خاصة مع قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب، التي قد تعقد الوضع في الضفة الغربية. ويُحتمل أن يواجه الأردن تحديًا جديدًا من خلال تهجير سكان الضفة الغربية إليه، ما قد يفاقم من الأزمة".
ويختتم السبايلة بالقول: "ما يفعله ترامب يعكس بداية عاصفة قادمة في المنطقة، وعلى الأردن تبني سياسات عقلانية جديدة للتعامل معها. يجب على الأردن استغلال موقعه الجغرافي لتعزيز المنافع الاقتصادية مع الحليف الأمريكي، وطرح أسئلة منطقية حول قبول سكان غزة بالتهجير بعد حرب عنيفة".
من جانبه، يقول السياسي المصري وأستاذ العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، إن مصر لديها خيار واحد في التعامل مع مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو الرفض التام ومواجهة ذلك بكافة الطرق عبر السبل والقنوات الدبلوماسية والقانونية من خلال مؤسسات الشرعية الدولية والأممية، وحشد المجتمع الدولي الرافض لهذا المخطط، في ظل سعيها المستمر للوصول إلى حل الدولتين".
ويوضح حسين، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "تصريحات ترامب بشأن دعوته لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، هي دعوات استفزازية للقاهرة وعمان لوضع الضغوط عليهما أمام جهودهما في دعم القضية الفلسطينية، خاصة أن البلدين لهما موقف بارز في العمل على وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار، وهو الأمر الذي يضر بمستقبل نتنياهو المدعوم من ترامب".
وتابع حسين أن "ترامب، بهذه التصريحات، يريد أن يشوش ويغطي على فشل الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية، سواء في القضاء على حركة حماس أو إعادة الأسرى عنوة بدون صفقة أو السيطرة على القطاع كليًا".
وأضاف حسين أن "ترامب، من خلال هذه التصريحات، يعمل على حماية نتنياهو من السقوط داخليًا هو وائتلافه الحكومي المهدد بالانهيار بعد أن أصبح "كارتًا محروقًا" أمام الداخل الإسرائيلي، وباتت محاكمته ومحاسبته مجرد وقت، مرتبطة بانتهاء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل وجود دعوات حقيقية يدعمها رأي عام واسع في إسرائيل لمحاسبة كل من قام بالتقصير في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأكمل حسين بالإشارة إلى أن "مصر لديها ثوابت راسخة، حيث رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أكاذيب الإعلام الأمريكي وما تم الادعاء به بشأن اتصال الرئيس الأمريكي مع نظيره المصري حول تهجير الفلسطينيين".
وأكد أن "الرد سيظل هو الرفض القاطع وعدم المشاركة وعدم إتاحة أي ظروف لذلك، كما أضاف الرئيس السيسي بشكل حاسم أنه لن يشارك في ظلم يقع على الفلسطينيين، مما جعل الموقف المصري جامعًا لدعم الدولة والشعب وكافة التوجهات".