ترامب: سيكون هناك اتفاق بشأن "تيك توك"
أثارت تصريحات السفيرة الأمريكية لدى بغداد، آلينا رومانوسكي، بشأن حماية أجواء العراق، تساؤلات عما إذا كانت واشنطن تنصلت عن بعض بنود اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين، خاصة المتعلقة بحماية الأجواء من الاختراقات.
وتنص الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة العام 2008 على أنه في حال وقوع أي خطر يهدد العراق وسيادته ونظامه الديمقراطي، وبعد طلب من الحكومة العراقية، يقوم الطرفان بالشروع فورًا في مداولات إستراتيجية، ووفقاً لما قد يتفقان عليه، تتخذ الولايات المتحدة الإجراءات المناسبة للرد، بما في ذلك العسكرية.
لكن الدبلوماسية الأمريكية، قالت في حوار صحفي: إن "اتفاقية الإطار الإستراتيجي تلزم الولايات المتحدة ببناء القوات العراقية وتطوير قدراتها، ولكنها لم تتطرق إلى الدعم العسكري للعراق أو القتال بالنيابة عن قواته العسكرية، أو دعم العراق في الدفاع عن أجوائه".
ويأتي تصريح السفيرة الأمريكية على وقع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات تستهدف مواقع داخل العراق، بسبب انخراط ميليشيات مسلحة، في الحرب الإقليمية الدائرة، بين إيران وإسرائيل، في وقت أعلنت فيه القوات العراقية، حالة التأهب القصوى لتشكيلاتها العسكرية كافة، مؤكدة استعدادها لمواجهة أي عدوان خارجي والتصدي له.
وقال المحلل السياسي، محمد عامر، إن "الاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، تنظم العلاقات بين الطرفين، إذ تعد واشنطن هي الراعية للديمقراطية ومؤسسات الدولة، في العراق، ولا تتضمن حالة الدفاع عن العراق".
وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الطائرات المسيرة، والصواريخ إذا انطلقت من العراق، وأصبح مصدر تهديد، وانخرط في الصراع الإقليمي الدائر، أو انخرطت جماعات فيه، فإن الاتفاقية الأمنية بين الجانبين لا تنص على حماية الأجواء من دولة تعرضت لاستهداف من الداخل العراقي".
ضربات مُحتملة
وتذهب التسريبات بشأن الضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق، إلى أبعد من المقرات العسكرية للفصائل، إذ تشير إلى استهداف موانئ ومنشآت طاقة، وحقول نفط، فضلًا عن مؤسسات رسمية.
وعندما استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية تابعة لميليشيات عراقية، العام 2019، وكذلك العام 2021، فإن الولايات المتحدة، لم تمنع ذلك، وهو ما أثار ضجة واسعة حينها، حيث طالبت قوى سياسية عراقية، واشنطن بحماية الأجواء، والالتزام بالاتفاقية المبرمة بين الجانبين.
ويحتل العراق المرتبة 97 عالمياً من أصل 103 دولة، في تصنيف للدليل العالمي للطائرات العسكرية الحديثة، في تصنيف عام 2023.
قلبت الموازين
بدوره، رأى الخبير في الشأن الأمني، رياض الجبوري، أن "الاتفاقية المبرمة بين بغداد وواشنطن، لم تنص على حماية الأجواء صراحة، ولكنها أكدت ضرورة تدخل الولايات المتحدة، عند تعرض العراق لأي خطر"، مشيرًا إلى أن "التطورات الأخيرة، قلبت الموازين، وأجبرت الجميع على إعادة النظر بالتزاماته تجاه الآخر".
ولفت الجبوري لـ"إرم نيوز" أن "السلطات العراقية والقوى السياسية المرتبطة بالفصائل المسلحة، تنادي بشكل متكرر بإخراج القوات الأمريكية، وضغطت لتحقيق هذا الهدف، وبالفعل حصل اتفاق الخروج نهاية العام المقبل، ولكننا نراها اليوم تطالب الولايات المتحدة بحمايتها، وهذا تناقض كبير في المواقف".
