قيادي بحزب الله عن مصير صفي الدين: إسرائيل لا تسمح بتقدم عملية البحث في الأنقاض

logo
العالم العربي

"الرهينة الطفلة" تكشف التّمييز الغربي ضد أطفال غزة

"الرهينة الطفلة" تكشف التّمييز الغربي ضد أطفال غزة
27 نوفمبر 2023، 5:14 م

حظي إفراج حماس عن الطفلة الأمريكية أبيغال إيدان باهتمام بالغ وتغطية خاصة في الغرب، بدأ بالإعلام وصولا إلى الرئاسة الأمريكية إضافة لباقي القادة في العالم، اهتمام لم يحظ به أي من الستة آلاف طفل فلسطيني الذين قتلوا في حرب غزة في حصيلة كشف عنها قبل أيام.

ومن بين ال39 رهينة الذين أفرج عنهم الأحد كانت الطفلة أبيغال التي أطفأت شمعتها الرابعة محتجزة لدى حماس.

وأكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد أن الطفلة التي فقدت والديها، تم إطلاق سراحها وأنها "بأمان في إسرائيل .. ونحن نواصل الضغط ونتوقع إطلاق سراح مزيد من الأميركيين. ولن نتوقف عن العمل حتى إعادة كل رهينة إلى أحبائها".

وقال بايدن "اليوم هي حرة، أنا وجيل (زوجته) والكثير من الأميركيين نصلي من أجل أن تكون على ما يرام".

هذه المشاعر الفيّاضة التي تحدّث بها بايدن، تتناقض مع تلك الحدّة التي ظهرت في كلامه وهو يشدّ على يد إسرائيل حاضًّا إياها على الانتقام والمضي قدما في القصف، الذي خلف آلاف القتلى الفلسطينيين، جزء كبير منهم أطفال.

وتشير حصيلة أعلنتها حكومة حماس في القطاع مؤخّرا أن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة تجاوز ال 14 ألفا و532 قتيل، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة وهو ما يشكّل قرابة 70% من الضحايا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويتعرض طفل للقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة، وفق ما أعلنه تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال مخاطبته لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

فيما أعربت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بعد زيارتها لغزة عن صدمتها، مؤكدة أن "هناك أطفالا مفقودين في غزة ويُعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض والمنازل المنهارة وهي النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة".

أخبار ذات صلة

فقدت ساقها بقصف غزة.. الطفلة قمر: لن يُجهضوا حلمي بأن أصبح طبيبة أطفال

           

نتنياهو .. مشاعر جيّاشة

بدوره أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه تحدث مع بايدن "بعاطفة كبيرة" بشأن إطلاق سراح الطفلة الأمريكية الإسرائيلية أبيغيال، وأضاف: "يا لها من فرحة أن نراها معنا، لكن من ناحية أخرى، كم هو محزن أن تعود إلى واقع ليس لها فيه أهل.. لديها أمة بأكملها تحتضنها وسنرعاها ونلبي جميع احتياجاتها".

ولم يأت نتنياهو على ذكر آلاف الأطفال الذين تيتّموا في لحظة قصف، وباتوا يقيمون في الشارع، بعضهم فقد كل أفراد عائلته، بعد أن مسح القصف الإسرائيلي عائلات بأكملها من السجل المدني.

 تضاف لليتم مآسٍ أخرى يواجهها الطفل في غزة، أهمّها الجروح والإصابات التي لا تجد دواء، فالأطفال الأكثرحظّا توجّهوا برفقة أهاليهم إلى مصر أو الإمارات لتلقي العلاج، في حين من نجا وظل في القطاع، فأمامه -في حال ظل حيّا_ مسيرة عذاب أخرى بحثا عن فرصة علاج.

وقال الرئيس الأمريكي متحدّثا عن الرهائن المفرج عنهم "تحملوا محنة رهيبة"، ويمكنهم الآن بدء "الرحلة الطويلة نحو الشفاء". حديث يستحضر حال القطاع الصحي المدمر عن بكرة أبيه في غزة جراء الحرب، حيث كانت المنظمات الإنسانيّة أعلنت "الانهيار شبه الكامل والهجمات على الخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء القطاع، لاسيما المناطق الشمالية، تهدد حياة كل طفل".

 

أخبار ذات صلة

خبراء لـ"إرم نيوز": الحرب تترك آثارًا مدمرة على أطفال غزة

           

بين صدمة أبيغال وصدمات الأطفال الفلسطينيين

وقال الرئيس بايدن إن أبيغايل "حرة وهي في إسرائيل"وأضاف: "إنها تعاني صدمة رهيبة"، مشيرا إلى أنها أتمت عامها الرابع فيما كانت قيد الاحتجاز.

ويحيل كلامه هذا عن الصدمة إلى واقع صادم لأطفال غزة الذين يعيشون الصدمة كجزء ثابت في يومياتهم.

وبينما تلقى أبيغال الرعاية الصحية والإحاطة النفسية لتجاوز فقدها لوالديها وما مرّت به من تجربة احتجاز تفوق سنّها، يترك أطفال غزة بمفردهم في مواجهة المشاكل النفسية، حيث يلفت خبراء الصحة العقلية والنفسية لمخاوف من مواجهتهم أمراض انفصام الشخصية والانسحاب العاطفي ونوبات الغضب، في مكان تصنفه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".

التغطية الإعلامية والفرحة والتصريحات التي لقيتها عودة أبيغال لأهلها سالمة معافاة، تجاوزت بكثير ما لقيه آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم غارات إسرائيل، من اهتمام. رغم أن أبيغال وصلت إلى بيتها لتنعم بنوم هادئ وتتناول طعاما ساخنا، في الوقت الذي يواصل فيه آلاف الأطفال في غزة مسيرة شاقة طويلة نحو المجهول، بدون مأوى ولا طعام، متروكون فريسة للبرد والأمطار، في فصل يزداد قرّه مع فقدان دفء العائلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC