logo
العالم العربي

بينما فشلت أسراب المسيرات الإيرانية.. كيف نجح هجوم "بنيامينا"؟

بينما فشلت أسراب المسيرات الإيرانية.. كيف نجح هجوم "بنيامينا"؟
سيارة إسعاف تنقل مصابي هجوم "بنيامينا"المصدر: رويترز
14 أكتوبر 2024، 9:36 ص

شرح مصدران، لـ"إرم نيوز"، الأسباب التي أدت إلى نجاح هجوم نفذته ميليشيا حزب الله بطائرة مسيرة على قاعدة بنيامينا التابعة للواء "غولاني" في جنوب حيفا أمس الأحد، بينما فشلت العديد من الهجمات التي احتوت على أسراب كبيرة من الطائرات المسيرة أطلقتها إيران والحزب في أوقات سابقة، مشيرين إلى "خلل" في تنبه الدفاع الجوي وأنظمة الرصد الجوية الإسرائيلية، وكذلك النوع الجديد من المسيرات التي استخدمها حزب الله.

ومساء أمس، نجحت طائرة مسيرة أطلقها "حزب الله" في إيقاع خسائر فادحة في صفوف جنود لواء "غولاني" في حيفا. حيث قتل 4 جنود وأصيب 70 آخرين، جراح بعضهم خطيرة.

وبحسب المعلومات المتوافرة، حلقت مسيرتان فوق البحر المتوسط على علو منخفض لتجنب الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتالي لم يتوفر إنذار لجنود "غولاني" بالاحتماء (بعض التقارير تقول إن طائرة واحدة جرى اعتراضها فوق البحر وأخرى وصلت لهدفها).

طائرات أقل.. اختراق أفضل

وقال مصدر عسكري خاص لـ"إرم نيوز"، إنه "بالمقارنة مع هجمات سابقة أطلقت فيها أعداد كبيرة من المسيرات ولم توقع إصابات (مثل الضربة الإيرانية في 13 أبريل/نيسان، وكذلك ضربة "حزب الله" في 25 أغسطس/آب)، تبين أن إطلاق أعداد قليلة للغاية، بما في ذلك إطلاق مسيرة أو مسيرتين فقط، يزيد بشكل كبير من احتمال اختراق الدفاع الجوي الإسرائيلي".

وأوضح المصدر أن "إسرائيل تحاول رصد عمليات الإطلاق عبر طائراتها المسيرة التي تحلق بشكل شبه دائم فوق المجال الجوي اللبناني عبر رصد الأثر الحراري الذي تتركه الطائرات المسيرة عند انطلاقها من منصاتها".

وأشار إلى أن "إطلاق أعداد كبيرة من الطائرات يترك بصمة أكبر ويزيد بالتالي من احتمال كشف الهجوم ومن ثم يتم تنبيه الدفاع الجوي وسلاح الجو لإرسال طائرات مقاتلة لاعتراض الطائرات المسيرة".

ولفت إلى أن "عدم تنبه الدفاع الجوي وأنظمة الرصد الجوية يعني أيضاً عدم إصدار تحذير للتوجه للملاجئ".

مضيفا أن "إسرائيل ضاعفت في السنوات الأخيرة من عدد الملاجئ المحصنة بحيث يمكن للإسرائيليين أن يعثروا خلال دقائق على ملجأ للاحتماء به".

وذكر المصدر أن "أهمية هذا العامل ظهر خلال الضربة الإيرانية في 1 أكتوبر/تشرين الأول؛ فأكثر من 200 صاروخ بالستي، تحمل أكثر من 200 طن من المتفجرات لم تترك أي جرحى أو قتلى، لأن الإسرائيليين كان لديهم إنذار قبل فترة كافية -وإن كانت بضع دقائق - للاحتماء في الملاجئ. بينما طائرة مسيرة واحدة لا تحمل أكثر من 50 كيلوغراماً من المتفجرات قتلت جنديين وجرحت 24 آخرين في الجولان في 2 أكتوبر، وطائرة مسيرة مشابهة تركت أكثر من 70 جندياً بين قتيل وجريح مساء الأحد، لأنه لم يكن هناك إنذار مسبق".

أخبار ذات علاقة

حزب الله يقصف قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية الإسرائيلية (فيديو)

 

وقال المصدر العسكري إن "هذه الضربة هي تكرار للضربة التي حصلت مساء 11 أكتوبر/تشرين الأول عندما وصلت طائرتان مسيرتان لمنطقة "هرتسيليا" في تل أبيب، وكذلك هي تكرار للضربة التي حصلت فجر 2 أكتوبر/تشرين الأول عندما وصلت طائرة مسيرة انطلقت من العراق إلى الجولان السوري المحتل لتصيب موقعاً للواء "غولاني" حيث قتل جنديان وجرح 24 آخرين. وأيضا للمسيرتين اللتين أطلقتهما ميليشيا الحوثي ووصلتا إلى تل أبيب فجر 3 أكتوبر/تشرين الأول".

ويعتقد المصدر أن "دروس ضربات 2 و3 و11 و13 أكتوبر/تشرين الأول ترجح أن "حزب الله" سيحاول في الفترة المقبلة تخفيض عدد الطائرات المسيرة التي يطلقها في كل دفعة لزيادة احتمال اختراق الدفاع الجوي ووصول الطائرات لأهدافها".

الفرق في نوعية الطائرة 

ومن جهته، يقول الخبير العسكري السوري كمال الجفا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "نوع الطائرات التي استخدمها حزب الله في الهجوم على القاعدة العسكرية الإسرائيلية في بنيامينا، هو نوع جديد من المسيرات لم يستخدم قبل ذلك".

وكشف الجفا أن الطائرة هي من نوع "مرصاد 1" ويبلغ وزنها 500 كيلو غرام، مشيرا إلى أنها "تستطيع إطلاق صواريخ كروز وهي تُستخدم أيضا  كطائرة انتحارية "كاميكاز"، وأكد الحبير العسكري أن الطائرة هي إيرانية الصنع ويتم تجميعها وتطويرها داخل ورش في لبنان من قبل حزب الله".

 وأوضح الجفا أنه "خلال عام كامل من الصراع، منذ انطلاق حرب غزة في 7 أكتوبر تشرين الأول العام الماضي وحتى اليوم، جرى استخدام عشرات الطائرات، ومن قبل أطراف متعددة ( حزب الله والحشد الشعبي العراقي والحوثيون)، لكن نوعية الطائرة التي استخدمت هو العامل الأهم".

وأضاف الجفا بأن الطائرة التي أطلقها حزب الله كان لديها القدرة لإطلاق قذيفة صاروخية قبل الوصول إلى الهدف، وبعد ذلك بدقائق قليلة لا تتجاوز 5 دقائق تحولت إلى "كاميكاز" انتحارية، وهو ما أوقع عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح .

وأضاف الجفا سببا آخر ساهم في نجاح المسيرة بتحقيق هدفها، وهو أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وخاصة "القبة الحديدية" تم إشغالها برشقة من الصواريخ، أي كان هناك خطة تقوم على إشغال منظومات الدفاع الجوي ومن ثم الدفع بهذه الطائرة.

أخبار ذات علاقة

بعد هجوم "بنيامينا".. "حزب الله" يتوعد بتحويل حيفا إلى "كريات شمونة" والمطلة

 

وشرح الخبير الجفا بأن منظومة "القبة الحديدية" لديها القدرة على التعامل مع الصواريخ لأن مسارها انقضاضي، بينما هناك صعوبة في التصدي للمسيرات لأنها تسير ضمن "كاريدورات" جوية آمنة ومنخفضة.

وأوضح بأن كل ما تمتلكه إسرائيل من منظومات تعمل عبر إطلاق صواريخ لاعتراض صواريخ أخرى، حيث تنطلق لمسافات مرتفعة في الجو، بينما المسيرات تحلق كما يحلق صاروخ كروز على ارتفاعات منخفضة، وهذه المستويات المنخفضة تصعب من مهمة الرادارات في اكتشاف المسيرات.

ما العامل الحاسم؟

يعتقد الخبير كمال الجفا أن نجاح الرادارات في كشف الهدف يعتمد على نوعية ومواصفات وقدرات الطائرة المسيرة، ذلك أن هناك طائرات مسيرة تسير بسرعات منخفضة وأخرى تسير بسرعات عالية.

ويشير إلى أن عدد الطائرات المستخدمة في الهجوم ليس أمرا حاسما، فالرادارات الإسرائيلية يمكنها اكتشاف طائرة واحدة أو مجموعة طائرات، لا سيما أن إسرائيل تعتمد بشكل واسع على الذكاء الاصطناعي، إلا أن ما يُحدث الفارق وفقا للجفا، هو نوع الطائرة المستخدمة وسرعتها وقدرتها على المناورة وأجهزة التشويش والإعماء المتوفرة فيها، وأيضا نوع الوقود المستخدم.

وعن نوع الطائرة التي استخدمها حزب الله في الهجوم على قاعدة "بنيامينا"، يقول الخبير العسكري إن الطائرة من نوع جديد وبمواصفات مختلفة عما عرفناه حتى الآن، وهي "مرصاد 1"،وهي نسخة جديدة ومطورة من قبل حزب الله، وتستخدم في هذه الحرب للمرة الأولى.

وعن مواصفاتها، يشرح الجفا أن "لديها القدرة على تنفيذ عدة مهام، بما فيها الاستطلاع وضرب الأهداف بدقة عالية، كما تستطيع التخفي عن الرادارات وإصابة الأهداف عن بعد، والتحليق على ارتفاع 5000 متر عن سطح البحر، ويمكن أن تحمل رأس حربي زنة 30 إلى 50 كيلو غرام شديد الانفجار، وفقا للخبير العسكري السوري.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC