logo
العالم العربي

غير متطابق مع محطاته لتوليد الكهرباء.. كيف تحول الغاز الجزائري إلى صداع للبنان؟

غير متطابق مع محطاته لتوليد الكهرباء.. كيف تحول الغاز الجزائري إلى صداع للبنان؟
سفينة الوقود الجزائرية تصل لبنانالمصدر: موقع "إل بي سي أي"
31 أغسطس 2024، 10:49 ص

وجدت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية نفسها في مأزق؛ بسبب شحنة الغاز الجزائرية التي تهدف إلى إنقاذ لبنان من أزمة إنتاج الكهرباء، ولكن تبين أن طبيعة الغاز الجزائري غير متجانسة مع محطات لبنان لتوليد الطاقة.

وأمام النقص الخطير في الطاقة الذي يعانيه لبنان، قررت الجزائر التبرع بـ 30 ألف طن من الوقود، ولكن وزارة الطاقة والمياه اللبنانية أعادت طرح الشحنة للبيع بعد أن تبين أن الوقود لا يتلاءم مع محطاتها لتوليد الطاقة، وفق تقرير نشرته مجلة "جون أفريك".

وكان لبنان قد غرق في الظلام في 17 أغسطس 2024 بعد إغلاق محطات توليد الكهرباء كاملة بسبب نقص الوقود، وهو وضع يؤثر تأثيرًا خطرًا في عمل المطار وميناء بيروت والمستشفيات ومحطات ضخ المياه، وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حينئذٍ أن الجزائر ستهب لمساعدة لبنان، وأمر مجموعة شركة النفط "سوناطراك" بالتدخل الفوري، وإمداد محطات توليد الكهرباء اللبنانية بالوقود اللازم لإعادة تشغيلها.

أخبار ذات علاقة

وزير لبناني يثير الجدل بطريقة استقباله سفينة الوقود الجزائرية (فيديو)

 

ووُفِي بالوعد فعلًا، وفي 27 أغسطس، بعد خمسة أيام من مغادرة ميناء سكيكدة، رست سفينة الشركة الجزائرية "عين إيكر" محملة بـ 30.049.377 طنًّا من الوقود في ميناء طرابلس اللبناني. 

وأوضحت شركة "سوناطراك" أن هذا الوقود الذي تنتجه مصانعها في سكيكدة، يتميز بـ "جودة الطاقة العالية" و"محتواه المنخفض من الكبريت، وهو شرط ضروري لإنتاج الكهرباء" قُدمت شهادة إثبات الجودة للسلطات اللبنانية.

وتابع تقرير "جون أفريك" أنه "من المفارقة أن هذا التبرع من الجزائر يتحول إلى صداع للبنان".

وبحسب خبير تجاري لبناني طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الوقود الجزائري، وهو في الواقع ذو جودة عالية للغاية، ويصل سعره إلى نحو 550 دولارًا للطن، ليس هو نفسه المستخدم في محطات الطاقة اللبنانية، وهو أقل جودة، ويصل سعره إلى نحو 450 دولارًا للطن الواحد.

وأكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الثلاثاء 28 أغسطس، وصول السفينة الجزائرية وأشار إلى أن "إمدادات الكهرباء يجب أن تتحسن بنسبة 4 إلى 6 ساعات يوميًّا" بفضل وقود "سوناطراك"، ولكن توجد مشكلة، فرغم جودته العالية، فإن الوقود الجزائري لن يكون متوافقًا مع محطات توليد الكهرباء في لبنان، التي تعمل بالديزل. 

وبحسب الصحافة اللبنانية، فإن شركة كهرباء لبنان (مؤسسة عامة تسيطر على 90% من أنشطة إنتاج الكهرباء ونقلها وتوزيعها في البلاد)، وجهت كتابًا إلى وزارة الطاقة اللبنانية تؤكد فيها حاجتها إلى المازوت، وليس المحروقات، لتشغيل محطتي الزهراني ودير عمار المتوقفتين منذ منتصف أغسطس الماضي بعد نقص مخزون الوقود.

ووفقًا للوثائق التي اطلعت عليها مجلة "جون أفريك"، فقد بِيْع زيت الوقود الجزائري بالمزاد العلني في السوق العامة، بدءًا من 26 أغسطس، وحينئذٍ لم تكن سفينة "سوناطراك" التي تنقل هذه الـ 30 ألف طن قد رست بعد في لبنان. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC