الصين: مستعدون للقيام بدور بناء لإنهاء حرب أوكرانيا

logo
العالم العربي

بين "فاقد للشرعية" و"ضمن المأمول".. مؤتمر الحوار يوسع الشرخ بين السوريين

بين "فاقد للشرعية" و"ضمن المأمول".. مؤتمر الحوار يوسع الشرخ بين السوريين
لوحة إعلانية لمؤتمر الحوار الوطني - دمشقالمصدر: وسائل إعلام سورية
26 فبراير 2025، 8:36 ص

يبدو أن مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي استضاف قصر الشعب في العاصمة دمشق نقاشاته وبيانه الختامي، زاد من حدة الانقسامات بين السوريين، فقبل حتى أن يجف الحبر الذي كُتبت فيه بنود مخرجات المؤتمر، خرجت الكثير من الأصوات التي ترفض المؤتمر وبيانه الختامي، مقابل أخرى أثنت على المؤتمر "بعجره وبجره"، فيما وجد البعض أن ما خرج عنه مقبول، من مبدأ "ليس بالإمكان أفضل مما كان".

أبرز ردود الفعل الرافضة للمؤتمر بمجرياته ومخرجاته جاءت من "الإدارة الذاتية الكردية" كما كان متوقعًا، حيث أعربت عن رفضها لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في دمشق، معتبرة أنه "لا يمثل الشعب السوري"، وأنها "لن تعترف بمخرجاته أو تنفذها".

وفي بيان رسمي، أكدت "الإدارة الذاتية" أن "الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية المؤقتة نحو الحوار والشراكة كانت مخيبة للآمال وغير متوافقة مع تطلعات السوريين"، مشيرة إلى أن العملية "هيمنت عليها سياسات إقصائية تتناقض مع مبادئ الحوار الوطني الحقيقي".

وقال البيان إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر "تفتقر إلى التمثيل الشرعي للمجتمعات السورية المتنوعة"، وأن التصريحات التي أدلى بها أعضاؤها "فشلت في تعزيز الحوار أو تقريب وجهات النظر المختلفة".

بالمقابل، وجد العديد من المدعوين للمؤتمر والداعمين للإدارة الجديدة، أن مخرجات المؤتمر تؤسس لمرحلة جديدة تحتاجها سوريا اليوم، وأن البنود التي خرج بها المؤتمر فيها الجيد الذي يلبي المطلوب شعبيًا، وبعضها يكتنفه الغموض.

أخبار ذات علاقة

"مؤتمر الحوار" يؤكد وحدة أراضي سوريا ويدعو لرفع العقوبات الدولية

 

توصيات رديئة

رئيس حركة البناء الوطني، السياسي السوري أنس جودة قال لـ"إرم نيوز" إن "الحوار الوطني كما يفترض هو مسار تفاوضي حواري وطني يجمع مختلف الأطراف والتوجهات السياسية للوصول إلى توافقات وطنية عن هوية البلاد وشكل الحكم والسلطات وصلاحياتها والحقوق والحريات وينتج عنه مبادئ تأسيسية يتم صياغة الدستور على أساسها".

ويضيف أن "ماجرى أمس لايخرج عن كونه ورشة عمل محلية أنتجت توصيات رديئة يعرفها أي ناشط في الشأن العام ولامعنى لعقدها ولاقيمة مضافة لها إلا إخراج صورة مسرحية عن حضور وحوار وتيسير رديء لم يعكس حتى ماجرى من مداولات،" حسب قوله. 

وأشار جودة إلى أن النظام السابق سخّف كل المصطلحات والأفكار المهمة فتحولت المصالحة الوطنية لتسويات عسكرية، وتحول المسار السياسي لجلسات عناد، واقتصر الحوار الوطني على مسرحية هزلية في سوتشي، واليوم تعود نفس الصورة ليتحول الحوار الوطني لورشة عمل، والانتقال السياسي لتوافق المنتصرين من الفصائل".

ووجه السياسي السوري انتقادًا عنيفًا للإدارة السورية قائلًا "لايمكن أن تستهبلوا الناس ولا الدول، ومن شبه المستحيل الخروج من مصيدة العقوبات ومن مصيدة التصنيف على لوائح الإرهاب، ومن خطر التقسيم وتوسع الاحتلال دون انتقال سياسي تشاركي عبر التفاوض مع الجميع دون إقصاء أحد، وكل تأجيل لذلك هو زيادة في الخراب، أما ورشات العمل فلا تتجاوز قيمة مخرجاتها ثمن الأوراق التي كتبت عليها" على حد تعبيره.

وقال جودة: "لم نكن نقبل أن نكون ضمن مشهدية النظام المزورة، ولن نكون ضمن أي مشهدية تتقصد اختصار الإرادة العامة بما تقوله هي وحدها، وسنبقى ضمن المشهد العام للتعبير عن مطالب السوريين".

وأعلن المحامي والسياسي السوري أن "شهر العسل انتهى، ولم يعد هناك مجال للتسويف والمماطلة، توضحت المواقف والنوايا والغايات، وتوضحت خطورة الاستمرار بهذا المنهج وعلينا الاستمرار بالعمل فالمسار طويل والتحديات كبيرة وليس للسوريين إلا أنفسهم ووحدتهم الوطنية."بحسب أنس جودة

مؤتمر "مُعد مسبقا"

من جهته، الناطق باسم حركة التغيير الديمقراطي، د. منذر خدام كشف بأنه لم يحضر المؤتمر، مشيرًا خلال تعليق لـ "إرم نيوز" إلى أن "ثمة ملاحظات  كثيرة على المؤتمر، فهو سواء لجهة الإعداد والتحضير أو لجهة المدعوين، لا يختلف عن المؤتمرات التي كان يدعو لها النظام السابق  فكل شيئ معد مسبقًا".

أما بالنسبة للبيان الختامي، فيقول خدام بأنه "جيد بصورة عامة كإنشاء، إذ شمل أغلب القضايا التي تهم السوريين، لكن اللافت خلوه من أية إشارة إلى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة". ويلفت خدام إلى عبارة مريبة وردت في البيان تتعلق بالعزل السياسي إذ يمكن أن ترتكب تحتها موبقات سياسية كثيرة، حسب قوله. مضيفًا أن كل فقرة منه تحتاج لاحقًا إلى تأسيس قانوني وبرامج تنفيذ بآجال معلومة.

وأوضح الناطق باسم حركة التغيير الديمقراطي أن "الشرع حصل على ما يريد من هذا المؤتمر، والأنظار الآن متوجهة صوب الحكومة الجديدة، فهي معيار جدية الحكام الجدد لجهة مدى تمثيلها وأهلية أعضائها."

أخبار ذات علاقة

مؤتمر الحوار الوطني السوري.. محطة فاصلة أم منصة شكلية؟

 

ضمن المأمول

من جهتها، تقول عضو المجلس الاستشاري النسائي السوري "أسماء كفتارو" في تعليق لـ "إرم نيوز" إنه لم يكن مأمولًا أكثر مما تم طرحه في البيان الختامي للحوار الوطني، وذلك أمام الاستعجال والسرعة في التحضير للمؤتمر والشخصيات المدعوة.

وترى كفتارو أنه "أمام الحركة السريعة والاستعجال في الحوار الوطني واللجنة المعنية بالتحضير للحوار الوطني، فإننا لم يكن لدينا تطلعات أكثر مما قد ظهر يوم أمس في البيان الختامي.

وأشارت إلى وجود "بعض العناوين الفضفاضة التي نستطيع من خلالها أن نبني بعض الأسس التي يمكن أن تجعل سوريا أكثر حرية وأكثر مرونة في قوانينها وتشريعاتها، لكن هذا يحتاج إلى وقت وإلى أشخاص يدركون المعنى الحقيقي لمستقبل سوريا" 

 وأوضحت الداعية وحفيدة مفتي سوريا السابق أحمد كفتارو أن "ما رأيناه من العناوين الفضفاضة يمكن أن يتيح المجال للعب بهذه المساحات من أجل أن تكون سوريا أكثر أمانًا وأكثر استقرارًا في المستقبل.

وتمنت كفتارو، "في حال الوصول إلى (إعلان مبادئ) أن يكون هناك لجان حقيقية تشميلية لصياغة مبادئ نستطيع من خلالها ضمان الحقوق والحريات والمواطنة والقانون لهذه الدولة العظيمة".

وختمت عضو المجلس الاستشاري النسائي السوري، بالتأكيد على تفاؤلها: "لازلنا في طور التفاؤل، ولكن نأمن من الحكومة القادمة أن تعي مسؤوليتها، وترجمة المحاور التي تم طرحها بالبيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني بطريقة أكثر فاعلية وأكثر إيجابية لضمان حقوق الشعب السوري وسيادته على أرضه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC