بعد انسداد الطرق.. هل يحال الملف السوداني إلى مجلس الأمن؟

عدَّ ساسة سودانيون، أن "الخيار الوحيد" أمام المجتمع الدولي هو التدخل عبر آليات مجلس الأمن بحق الجيش السوداني، للتوصل إلى حل للأزمة التي تعانيها البلاد ولإيصال المساعدات، وذلك بعد انسداد الطرق أمام بقية الحلول.

وأشاروا إلى أن "المجتمع الدولي بات على بينة بأن الجيش لا يريد الحوار أو السلام، وبالتالي يجب أن تتحمل المؤسسات الأممية مسؤولياتها، والعمل على فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان والميليشيات المتحالفة معه".

 

مجلس الأمن

وقال خبير قضايا السلام وفض النزاعات إبراهيم زريبة، إن "الأسرة الدولية ليس أمامها أي خيار لتقديم العون الإنساني للنازحين والمشردين السودانيين، سوى اللجوء إلى تطبيق التدابير الجبرية على الجيش السوداني، والجهة الوحيدة المنوطة بذلك هي مجلس الأمن، تحت البند السابع".

وذكر زريبة لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش السوداني وحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، يضعان شروطًا تعجيزية للوجود في أي منبر يعمل على إتمام مفاوضات لوقف الحرب، وللوصول إلى اتفاق إنساني يتعلق بتقديم المعونات وحماية المدنيين".

وأضاف "يوجد كارثة إنسانية كبيرة في السودان، تتمثل بالجوع والأمراض والكوليرا التي تواجه النازحين، بالتزامن مع توقف الأنشطة الاقتصادية والزراعة".

بدوره، تحدث رئيس "تجمع كردفان للتنمية" الطيب الزين، عن "احتمالية إحالة الملف السوداني إلى مجلس الأمن، لا سيما أن قوات الدعم السريع استجابت للدعوة الدولية برعاية أمريكية بعد مفاوضات في جنيف، أُفْشِلَت من جانب الجيش بعد المشاركة.

وقال الزين لـ"إرم نيوز"، إن "المجتمع الدولي بات على بينة بأن الجيش لا يريد الحوار أو السلام، وبالتالي يجب أن يتحمل المجتمع الدولي، ممثلًا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول ذات العضوية الدائمة فيه، تقديم مشروع فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، وأن يكون في صدارة هذا المشروع، فرض حظر الطيران في السودان حفاظًا على أرواح المدنيين، وتخفيف المعاناة عن الضحايا في السودان".

وأكد "ضرورة سعي الدول التي لها مصلحة في استقرار السودان، بالتقدم بمشروع لمجلس الأمن لإصدار قرار بوقف الحرب، وبالتالي من الممكن تخفيف معاناة الشعب السوداني التي باتت في أسوأ أحوالها في ظل مجاعات واستهداف مباشر للمدنيين".

 

"صعوبة الخيارات"

من ناحيته، رأى المحلل السياسي السوداني سليمان عيسى، وجود "صعوبة في الخيارات المطروحة حاليًّا أمام المجتمع الدولي بعد انسداد طرق المفاوضات كافة"، محذرًا من توجه الجيش السوداني في المدة المقبلة إلى التصعيد أكثر مما عليه الوضع حاليًّا.

وتوقع سليمان في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إحالة الملف السوداني إلى مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن "هذه الإحالة لها خطوات وأبعاد تتعلق بأوضاع سيئة في الداخل السوداني من مجاعات وتشريد ونزوح".

وعدَّ "العملية السياسية تحتاج إلى إرادة، والمجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي بعدما انفضح أمامه الطرف الممانع للسلام، وهو الجيش".