أسوشيتد برس: وزير الخارجية الفرنسي في الصين لمناقشة أوكرانيا وقضايا التجارة
يتصاعد الغموض حول مستقبل غزة ومصير حركة حماس، في ظل الجدل المحتدم حول معضلتي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وبينما تترقب الأوساط السياسية والشعبية في إسرائيل وغزة إسدال الستارة على المرحلة الأولى من اتفاق الرهائن، بتنفيذ الدفعة الأخيرة من تبادل جثث الرهائن المتبقية، اعتبرت مصر اليوم الأربعاء، اقتراح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بأن تتولّى القاهرة إدارة قطاع، "مرفوضاً وغير مقبول".
وكان لابيد اقترح الثلاثاء، أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة للسنوات الثماني المقبلة على الأقل، عقب نهاية الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، لقاء سداد المجتمع الدولي الديون الخارجية للقاهرة.
وهذا الطرح الأقل حدة من المعارضة الإسرائيلية حول مستقبل غزة، يقابله طرح التيار المتشدد في إسرائيل والذي دعا، مساء الأربعاء، إلى تصحيح الوضع هناك عبر "العودة إلى القتال".
وقال وزير المالية الإسرائيلي المتشدد، بتسلئيل سموتريش، إن "صفقة التبادل سيئة، والأسرى الفلسطينيون المطلق سراحهم سيعودون لقتل اليهود".
وأضاف سموتريتش أن "السبيل الوحيد لتصحيح الوضع هو العودة إلى القتال في غزة، وتدمير حماس".
وكانت حماس وافقت على تسليم آخر جثامين لرهائن ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في تقدّم يأتي بينما تشهد إسرائيل حالة حزن على أسرة بيباس التي تم تشييع جثامين أفرادها بعد تسليمهم، مؤخراً، من غزة.
وتم الإعلان، اليوم الأربعاء، عن نهاية أزمة استمرت أياماً حول تسليم جثامين الرهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، في الوقت الذي أقامت فيه إسرائيل جنازة أسرة بيباس.
وبموجب الاتفاق، وافقت حماس على تسليم 33 من الرهائن الإسرائيليين مقابل نحو 2000 سجين ومعتقل فلسطيني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة، بالإضافة إلى تدفق هائل للمساعدات.
أكد وسطاء مصريون، اليوم الأربعاء، أنهم أحرزوا تقدماً كبيراً يسمح بتسليم آخر 4 جثث لرهائن ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق بعد جمود استمر أياماً.
وأكدت "حماس" أنه تم التوصل إلى اتفاق لمبادلة جثث الرهائن بسجناء فلسطينيين، لكنها قالت إن موعد إطلاق سراحهم سيُعلن "في الوقت المناسب"، وفق آلية جديدة.
ورفضت إسرائيل إطلاق سراح أكثر من 600 سجين ومعتقل فلسطيني يوم السبت، بعدما اتهمت "حماس" بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عن طريق ما اعتبرته تسليماً علنياً مهيناً لجثث رهائن.
وتعطل الاتفاق لفترة وجيزة قبل أيام عندما سلّمت "حماس" رفات امرأة مجهولة الهوية لإسرائيل بدلاً من جثمان شيري بيباس، قبل أن تسلّمها الجثة الصحيحة في اليوم التالي.
وأعلنت "ألوية الناصر صلاح الدين"، وهي فصيل فلسطيني مسلح في غزة متحالف مع "حماس"، عبر قناتها على "تيليجرام"، أنها ستسلم، غداً الخميس، جثة الرهينة الإسرائيلي أوهاد يهلومي. ولم يتضح بعد موعد تسليم الجثث الثلاث الأخرى.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق يوم السبت، بعد استمرارها 42 يوماً، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم الاتفاق على تمديدها أو ما إذا كان من الممكن البدء في مفاوضات المرحلة الثانية التي من المقرر أن تشهد إطلاق سراح آخر 59 رهينة متبقين في غزة.
وقالت "حماس" إنها لم تتلقَّ حتى الآن أي مقترح بشأن المرحلة الثانية.
ولا يزال اتفاق وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير حتى الآن رغم تعرضه للعديد من العثرات، لكن الانتقال إلى المرحلة الثانية منه يتطلب اتفاقات على أمور ثبت استحالة التوصل إليها في الماضي، مثل مستقبل غزة بعد الحرب، ومصير "حماس"، التي تعهدت إسرائيل بإنهاء حكمها للقطاع.
