وزير الخزانة الأمريكي: ننصح الدول بعدم الرد على الرسوم تجنبا للتصعيد
يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن التوصل لاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعزز مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرامي لتفكيك إستراتيجية "وحدة الساحات" التي سعت إيران عبرها لربط حلفائها بالمنطقة، وذلك لرفع حالة التوتر على الجبهات الإسرائيلية المختلفة.
يأتي ذلك في قراءة لما تردد عن بوادر اتفاق وشيك ينهي التوتر العسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع لبنان، الذي سيأتي في إطار اتفاق منفصل عن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، ما سيؤدي إلى تفكيك وحدة الساحات الإيرانية.
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن "أي اتفاق منفصل بين إسرائيل ولبنان عما يجري في قطاع غزة سيعزز إستراتيجية نتنياهو في فصل جبهات القتال مع حلفاء إيران عن بعضها البعض، وبالتالي تفكيك الاستراتيجية الإيرانية".
وقال عوكل، لـ"إرم نيوز"، إن "مفهوم وحدة الساحات التي روجت له حركة حماس وحلفاء إيران على مدار السنوات الماضية أثبت فشله الذريع، خاصة وأن حزب الله أعلنت منذ بداية الحرب على غزة انخراطها في المواجهة مع إسرائيل كجبهة إسناد".
وأوضح أن "هذا المصطلح أكد عدم رغبة إيران في الحفاظ على حلفائها الاستراتيجيين بعيدًا عن الحرب مع حماس، وعدم رغبتها في التضحية بحزب الله الذي يعتبر الذراع الأقوى والأهم بالنسبة لها في أي مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل".
وأشار إلى أن "ذلك ساعد نتنياهو في تنفيذ مخططه المتعلق بإنهاء الاستراتيجية الإيرانية، وأدى إلى نجاحه بذلك بنسبة كبيرة"، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية لن تقبل أي اتفاق مع لبنان وحزب الله إلا إذا كان منفصلًا عن غزة وحماس.
وبين أن "نهاية الحرب ستكون الفصل الأخير في وحدة الساحات الإيرانية، وستعيد تشكيل التحالفات في المنطقة"، مرجحًا أن تجري حماس مراجعات جوهرية بشأن علاقتها بإيران، وأن يكون لها موقف من التراجع الإيراني عن استراتيجية وحدة الساحات.
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، علي السرطاوي: "هدفان إستراتيجيان لدى إسرائيل من تصعيدها العسكري ضد حزب الله، الأول يتمثل في إبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود الشمالية لها، وتحديدًا إلى ما وراء نهر الليطاني".
وقال السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الثاني يتمثل في فصل جبهتي لبنان وغزة عن بعضهما البعض والحيلولة دون جعل الجبهة الشمالية نقطة انطلاق للقتال بين حماس والجيش الإسرائيلي، خاصة وأن الجيش نجح في تدمير القدرات العسكرية للحركة داخل غزة".
وأضاف "تفكيك إستراتيجية وحدة الساحات يمكن إسرائيل من قطع الطريق أمام حماس لتشكيل مجموعات مسلحة على الحدود مع لبنان ونقل المواجهة من غزة للجبهة الشمالية"، مشددًا على أن القتال على الجبهة الشمالية سيكون خيار حماس الوحيد بعد الحرب.
وتابع "لن يكون بمقدور حماس استعادة قوتها العسكرية في غزة بسهولة، الأمر الذي سيدفعها نحو اختيار جبهة قتال جديدة مع إسرائيل، والحدود مع لبنان هي الجبهة الأنسب"، مبينًا أن نتنياهو لن يوقف الحرب إلا إذا ضمن عدم حدوث ذلك.
وختم "ستنتهي الحرب بنجاح نتنياهو في تفكيك وحدة الساحات وفرض واقع جديد على الشرق الأوسط من النواحي الأمنية والسياسية والعسكرية"، مبينًا أن إيران وحلفاءها سيضطرون للقبول بالشروط الإسرائيلية ولو بشكل مؤقت، وفق تقديره.