المجلس العسكري: ارتفاع حصيلة الزلزال في بورما إلى 1644 قتيلا

logo
العالم العربي

وسط تطور الهجمات.. على ماذا يراهن الحوثيون للصمود أمام واشنطن؟

وسط تطور الهجمات.. على ماذا يراهن الحوثيون للصمود أمام واشنطن؟
آثار القصف والدمار في اليمنالمصدر: رويترز
25 مارس 2025، 12:58 م

مع استمرار العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، وتطوّرها النوعي على صعيد بنك الأهداف، يبرز تساؤل حول مدى قدرة الحوثيين على الصمود في مواجهة إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "استعادة حرّية الملاحة الدولية"، بالاعتماد على أسلوب الردع الهجومي.

ومنذ السبت قبل الماضي، نفّذت الولايات المتحدة أكثر من 100 غارة جوية على مناطق سيطرة الحوثيين، مستهدفة بنى تحتية عسكرية ولوجستية، بما في ذلك مواقع القيادة والسيطرة، ومستودعات استراتيجية لتخزين الأسلحة، ومنشأتين مدنيتين، إضافة إلى الضربات التي طالت مخابئ قيادات حوثية في صنعاء وصعدة.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

يرى العميد عبدالرحمن الربيعي، المحلل العسكري، أن العمليات العسكرية الأمريكية في عهد ترامب تختلف جذريا عن سابقاتها، إذ يمكن ملاحظة التحوّل الكبير في نوعية الأهداف ومدى تأثيرها وأضرارها على الحوثيين.

وقال الربيعي في حديث لـ"إرم نيوز"، إن حزم الإدارة الأمريكية في هذه العمليات يعود إلى عدة أسباب، أهمها: توجيه رسالة قوية إلى إيران، عبر تحجيم دور الحوثيين في البحر الأحمر واليمن، ومنعهم من لعب أي دور مستقبلي يخدم طهران.

وأشار إلى أن اليمن أصبح اليوم "فرس الرهان" بين الولايات المتحدة وإيران، بعدما راهنت الأخيرة على الحوثيين لتعويض خسائر وكلائها الآخرين في المنطقة. وهو ما دفعها إلى تزويدهم بأسلحة وصواريخ متطورة.

وأضاف أن واشنطن أرسلت أحدث طائرات الاستطلاع لرصد الأهداف الحيوية الحوثية، ثم استهدافها بدقة وضراوة، مما أدى إلى أضرار لا تقتصر فقط على بنيتهم العسكرية، بل تمتد إلى المستوى القيادي، الذي يتكتمون على خسائره.

من جهته، يرى عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن استهداف قيادات متخصصة في الصواريخ والمسيرات ومنظومات الاتصالات، بالإضافة إلى مخازن الأسلحة الاستراتيجية، يشكل ضربة نوعية للحوثيين، لكنه لا يزال غير كافٍ.

وبحسبه، فإن هذه الضربات تربك الحوثيين لكنها لا تضعفهم بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن "الهجمات الجوية وحدها لا تحسم أي حرب، ما لم يكن هناك قوات برية تتوغل في مناطق الخصم".

في المقابل، يواصل الحوثيون شنّ عملياتهم العسكرية ضد الأصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، حيث نفذوا 9 هجمات خلال أسبوع ونصف، إلى جانب 6 ضربات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية.

ويرى الباحث السياسي حسام ردمان، أن الحوثيين لا يزالون يتجنبون استهداف السفن التجارية الأمريكية والإسرائيلية بشكل مباشر، مفضلين استعراض القوة عبر هجمات ذات تأثير محدود.

وقال ردمان لـ"إرم نيوز"، إن هذا السلوك يعكس التزاما مؤقتا من الحوثيين بقواعد الاشتباك التي فرضها عليهم ترامب، وحرصهم على عدم دفعه إلى إجراءات أكثر قساوة.

وأضاف أن الحوثيين يسعون إلى شراء الوقت، مع الحرص على الحفاظ على ماء الوجه، واستكشاف خياراتهم المقبلة بحذر.

آثار الضربات الأمريكية

وأشار إلى أن هناك مؤشرات متباينة حول خطوتهم التالية، فمن جهة قد ينفذون نصيحة إيران بخفض التوتر، خاصة مع زيارة عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إلى صنعاء مؤخرا.

كما لم يستبعد أن يكون الهدوء النسبي للحوثيين جزءا من خطة خداع، تهدف إلى امتصاص آثار الضربات الأمريكية، وإعادة هيكلة بنيتهم الأمنية والعسكرية استعدادًا لمرحلة "كسر العظم".

وبحسب ردمان، فإن الموقف النهائي للحوثيين سيتحدد بناءً على التوازن بين موقف إيران الإقليمي وقوة الردع الأمريكي، حيث أن كلا العاملين حاليا لا يسمحان لهم بالتقدم عسكريا أو التراجع سياسيا؛ ما يدفعهم إلى المماطلة عبر "الغموض البناء".

انهيار مرتقب؟

يعود عبدالرحمن الربيعي للتأكيد على أن الحوثيين قد يصمدون لعدة أشهر أمام الضربات الجوية، لكن استمرار واشنطن بهذه الوتيرة النوعية والحادة، سيؤدي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالميليشيا، ويمهّد لعملية برية محتملة.

وأشار إلى أن العمليات البرية لن تكون مهمة واشنطن أو أي دولة حليفة لها، بل ستُسند إلى القوات الحكومية اليمنية، التي ستحصل على دعم لوجستي دولي وإقليمي مباشر، مما سيعزز قدرتها على حسم المعركة، بعد تجريد الحوثيين من أسباب قوتهم العسكرية.

وأكد الربيعي على أهمية تأثير الإجراءات الاقتصادية الأمريكية، خاصة بعد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، حيث سيبدأ حظر استيراد المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة في أبريل المقبل.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات، جنبا إلى جنب مع الضربات الجوية المكثفة والتقدم البري المتوقع، ستؤدي إلى انهيار الحوثيين في نهاية المطاف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات