فرنسا تؤكد معارضتها للتهجير القسري لسكان غزة
يرى خبراء بالشأن الفلسطيني، أن حركة حماس تعاني أزمة قيادة تضعف دورها في التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل، وهذا واضح في فشل الحركة بانتخاب رئيس مكتب سياسي جديد لها.
ومنذ مقتل رئيس المكتب السياسي السابق، يحيى السنوار، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لم تعلن حماس عن خليفته، وسط أنباء متضاربة حول طبيعة قيادة الحركة في الوقت الحالي، وتشكيل مجلس قيادي لها بدلًا من اختيار شخصية جديدة للمنصب.
أزمة كبيرة
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، إن "حماس تعاني أزمة كبيرة بعد مقتل السنوار، قد تؤدي إلى انشقاق قيادات بارزة في صفوفها خلال الفترة المقبلة".
ولفت إلى أن الحركة عاجزة عن اختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي.
وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه المسألة أضعفت قدرة حماس على التفاوض مع إسرائيل، من أجل التوصل لصفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب بغزة، وقد تكون سببًا رئيسًا في إطالة أمد الحرب لفترة أطول من المتوقع".
وأضاف "الحركة لن تتمكن من اختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي بالوقت الراهن، وستكون أمام خيارات صعبة للغاية؛ بسبب الحسابات الشخصية لقياداتها العسكرية والسياسية".
ورجّح هواش، أن تكون الخلافات على المناصب بحماس على أشدها.
وأشار إلى أن "إسرائيل ستعمل على استغلال ذلك لإطالة أمد الحرب في غزة، وتنفيذ مخططات الأحزاب اليمينية".
وشدد على أن الحركة لن تتمكن بدورها من اتخاذ موقف حاسم من أي مقترح للتهدئة مع إسرائيل بالوقت الحالي.
كما أن الحركة لن تتمكن بسبب هذه الخلافات من العودة لحكم غزة، وستكون مضطرة لتقديم تنازلات مهمة بهذا الملف"، على حد تعبيره.
واستدرك بالقول "إلا أن تلك التنازلات يمكن أن تؤدي لانفجار بمختلف مؤسسات حماس"، وفق تقديره.
قرار مؤجل
ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، إن "حماس اتخذت قرارات غير معلنة بتأجيل اختيار خليفة السنوار إلى ما بعد انقضاء الحرب والتوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل"، مبينًا أن القرار يعيق التوصل لتهدئة.
وأوضح العيلة، لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة تعمل في الوقت الحالي لاستعادة نفسها وإعادة ترتيب هيكلها الداخلي، من أجل اتخاذ قرار واضح بملف التهدئة مع إسرائيل، إلا أن ذلك يصطدم بأمرين أساسين يتعلق بقيادات الحركة".
وبين أن "الأمر الأول يتمثل في أطماع القيادات الشخصية بالمناصب والحصول على امتيازات جديدة على المستويين الداخلي والخارجي، والثاني يتمثل في عدم رغبتهم في تحمل أعباء أي بنود لاتفاق التهدئة مخالفة للمتوقع والمأمول فلسطينيًّا".
ولفت إلى أن "قيادة الحركة تؤجل الصدام العلني بينها إلى ما بعد انقضاء الحرب، وتأمل أن يكون اليوم التالي للحرب في غزة وفق رؤيتها السياسية والعسكرية"، مشددًا على أن للقيادة العسكرية بغزة دور مهم في اختيار خليفة السنوار.
وختم "عدم قدرة قيادة الحركة بالخارج على التواصل مع القيادة العسكرية بالداخل، عامل مهم أيضًا في تأجيل اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي لحماس، وبلورة رؤية واضحة للتهدئة مع إسرائيل في إطار أي مبادرة جديدة".