عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
العالم العربي

مهمة "معقدة" وخلافات تنتظر الحسم في مفاوضات غزة

مهمة "معقدة" وخلافات تنتظر الحسم في مفاوضات غزة
الدمار في قطاع غزةالمصدر: رويترز
11 يوليو 2024، 12:57 م

يواجه الوسطاء الإقليميون والدوليون في ملف التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن حرب غزة، مهمة معقدة للغاية قد تستمر عدة أسابيع قبل التوصل لاتفاق مبدئي بين الجانبين، خاصة في ظل عدم حسم عدد من الخلافات.

وانطلقت، أمس الأربعاء، في العاصمة القطرية، مفاوضات جديدة من أجل التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب وصول عدد من الوفود لاستئناف المباحثات التي تُوصف بـ"المعقدة".

واستؤنفت المفاوضات بين إسرائيل وحماس، عقب رد اُعتبر إيجابيًا من الحركة على مقترح للتهدئة، إذ تجري المفاوضات بشكل متزامن في الدوحة والقاهرة، بالرغم من مواصلة الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مختلف مناطق القطاع.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الخلافات بين إسرائيل وحماس لم تحسم بعد، وأن المفاوضات لم تحقق تقدمًا جوهريًّا حتى الآن، خاصة الخلاف المتعلق باستمرار وقف إطلاق النار إلى ما بعد المرحلة الأولى.

ويشارك في المفاوضات وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، بجانب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان".

وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ"إرم نيوز"، إن "الوسطاء قدموا ثلاثة مقترحات وصيغا بديلة لما تطلبه حماس وإسرائيل بشأن استمرار التهدئة بعد المرحلة الأولى".

وبينت المصادر أن "حماس رفضت بشكل مطلق فكرة وجود قوات دولية أو عربية في غزة خلال المرحلة الثالثة من الاتفاق أو بعدها"، خلافًا لما ذكرته تقارير بشأن ذلك.

وأكدت أن "إسرائيل رفضت تقديم أي تعهد بضمان استمرار وقف إطلاق النار إذا لجأت حماس لما تعتبره تل أبيب مماطلة في تنفيذ مراحل الاتفاق".

ceef2749-9276-4c78-ad60-9f5ca06a18a7

وبحسب المصادر، فإن "حماس تتمسك بالحصول على ضمانات من الوسطاء بشأن استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الرهائن"، موضحة أن مفاوضات اليوم الخميس في القاهرة ستكون حاسمة في المفاوضات.

وشهدت الدوحة عقد اجتماع رباعي بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد برنياع.

وغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض للتشاور إلى تل أبيب، مساء الأربعاء، على أن يتوجه اليوم الخميس، مجددًا إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات.

ملفات عالقة

ولا يزال هناك عدد من الملفات العالقة التي تحول دون الإعلان عن اتفاق للتهدئة بين طرفي القتال في غزة، أبرزها الجدول الزمني لوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وعددهم.

ومن الملفات العالقة أيضاً، سعي إسرائيل لإيجاد آلية تمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة وقطع الإمدادات العسكرية عن حركة حماس، فيما لا تعارض تل أبيب الانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا وعودة العمل في معبر رفح، لكن دون أي وجود لعناصر حماس فيه، وفق تقارير عبرية.

ويتضمن جدول أعمال المفاوضات الدائرة حالياً في الدوحة والقاهرة تثبيت وتعزيز الاتفاقيات التي تمت الموافقة عليها كجزء من مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بجانب بناء آلية لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس.

ومن المرجح أن تناقش أطراف المفاوضات أسماء الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم، إلى جانب ملفات تتعلق بالبند الـ 8 و14 من صفقة التبادل، إلى جانب إلزامية وقف إطلاق النار بين طرفي القتال في غزة.

ويشير البند الثامن إلى أن المفاوضات بين حماس وإسرائيل ستبدأ خلال نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق، وأنه في الوقت الذي تطالب فيه الحركة أن تقتصر المفاوضات على أعداد وهوية الأسرى الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم، تؤكد إسرائيل أنه يجب أن تكون هناك قضايا أخرى مثار بحث أبرزها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة.

أما البند الرابع عشر، فيتعلق بتمديد العمل باتفاق وقف إطلاق النار خلال المرحلة الثانية، حيث إنه في الوقت الذي تريد فيه الولايات المتحدة أن يكون التمديد مرهونًا باستمرار المفاوضات، حتى لو لم تسفر عن تقدم حقيقي، تؤكد إسرائيل أن استمرار وقف إطلاق النار خلال المرحلة الثانية يجب أن يكون مرهونًا بحدوث تقدم، والعودة للقتال إذا رفضت حماس أيًا من بنود الاتفاق.

فشل المفاوضات سيؤدي إلى اشتعال جبهات أخرى.

هاني العقاد، محلل سياسي

ويرى المحلل السياسي، هاني العقاد، أن "المفاوضات الدائرة حاليًّا بشأن التهدئة ستكون حاسمة"، لافتاً إلى أن فشلها سيؤدي إلى ارتفاع وتيرة القتال واشتعال جبهات أخرى وتدمير أكبر للقطاع.

وقال العقاد، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الطرفين سيقدمان في هذه الجولة تنازلات غير مسبوقة، خاصة في ظل ضغط الوسطاء والولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق للتهدئة في إطار مقترح الرئيس الأمريكي".

وأوضح أن "حماس ستتنازل عن مطالب وقف إطلاق النار بشكل دائم وستقبل بالوقف المؤقت، كما أنها ستقدم تنازلات في ما يتعلق بالعودة التدريجية للنازحين وإعادة الإعمار وأسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية".

وأضاف: "أما إسرائيل فيمكن أن تقدم تنازلات بشأن خطط الانسحاب العسكري من القطاع وخاصة محوري نتساريم وفيلاديلفيا، كما أنها قد تقبل بتقديم تنازلات جزئية في ما يتعلق بقائمة الأسرى الفلسطينيين وأعدادهم".

وأشار إلى أن "ذلك سيؤدي إلى انفراجة في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل؛ إلا أن ذلك يحتاج لأسابيع من أجل التوصل إليه، خاصة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة المفاوضات والحيلولة دون التوصل لاتفاق".

أخبار ذات علاقة

تفاؤل أمريكي حذر باتخاذ "مسار صحيح" خلال محادثات التهدئة بغزة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC