إصابة إسرائيلي بجروح من شظايا صاروخ أطلق من لبنان على مستوطنة نهاريا

logo
العالم العربي

غارات غير مسبوقة ودائرة الصراع تتسع.. أي دور للجيش اللبناني؟

غارات غير مسبوقة ودائرة الصراع تتسع.. أي دور للجيش اللبناني؟
عناصر من الجيش اللبنانيالمصدر: رويترز
23 سبتمبر 2024، 12:52 م

مئات الغارات على مناطق مختلفة في جنوب لبنان وشرقه، وأكثر من 180 قتيلاً ومئات الجرحى خلال ساعات قليلة، دفعت الساحة اللبنانية إلى تصعيد غير مسبوق منذ نحو سنة، ما يثير تساؤلات عن دور الجيش اللبناني في هذه المرحلة.

وتصبح هذه التساؤلات أشد إلحاحاً لسببين، أولهما اتساع نطاق الغارات الإسرائيلية وعدم اقتصارها على معاقل ميليشيا "حزب الله" من جهة، وثانيا اختراق شبكة الاتصالات اللبنانية، ما يمثل تعديا على سيادة الدولة اللبنانية، يتجاوز طبيعة العمل الاستخباراتي التي تنفذه تل أبيب في تعقب عناصر "حزب الله".

حرب نفسية

وقد تلقى سكان في بيروت ومناطق لبنانية أخرى، اليوم الإثنين، اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها اسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن تواجدهم، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

ولم تستثن هذه الاتصالات جهات رسمية حكومية، وأكد مكتب وزير الإعلام زياد المكاري تلقيه اتصالا تمّت خلاله "تلاوة رسالة مسجلة جاء فيها: نطلب منكم أن تخلوا المبنى لئلا تتعرضوا للقصف".

وفي نفس السياق، قال مكتب وزير الثقافة اللبناني، محمد وسام المرتضى، إنه "تلقى اتصالاً تحذيرياً من شخص يتكلم العربية الفصحى بلكنة غريبة، بوجوب مغادرة المكتب فورا لأنه مستهدف"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

أخبار ذات علاقة

"تصعيد غير مسبوق".. غارات إسرائيلية على لبنان تهدد بحرب شاملة

 وبصرف النظر عن مصادر تلك المكالمات وعن حقيقة اختراق إسرائيل لشبكة الاتصالات اللبنانية، فإنّ هذا التطوّر يضع لبنان، كامل لبنان، أمام حرب حقيقية تشنها إسرائيل، رغم أن الجيش الإسرائيلي مهّد لغاراته المكثفة اليوم بقوله، إنّ "حزب الله" يستخدم منازل لتخزين الأسلحة، قبل ساعات من تنفيذ تلك الغارات، ما يمنحه "ضوءا أخضر" لقصف تلك الأهداف واعتبارها أهدافا "مشروعة"، ويأتي استهدافها في سياق "الدفاع عن النفس".

لا تعليق

وحتى الساعة لم يصدر الجيش اللبناني أي تعليق على تطورات الوضع الميدانية، لكن السلطات اللبنانية تقول إنها تتابع الوضع من كثب، وإن الرسائل التي تلقاها اللبنانيون بإخلاء مواقعهم "لا ينبغي إعارتها أكثر مما تستحق، علما أنها محل متابعة من الجهات المعنية"، وفق وزير الإعلام اللبناني.

وينأى الجيش اللبناني بنفسه عن المواجهات مع الجانب الإسرائيلي، منذ انتهاء حرب لبنان عام 2006 ونشر قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة على طول الخط الأزرق لضمان وقف إطلاق النار، والحفاظ على "قواعد الاشتباك" عند حدّها الأدنى من المواجهات.

ويقول محللون إن الجيش اللبناني لا يزال يعاني تبعات ما بعد الحرب الأهلية واتفاق الطائف، الذي لم تقتصر تعقيداته وتوازناته الدقيقة على المستوى السياسي فحسب، بل طالت المؤسسة العسكرية، وصار "حزب الله" شيئا فشيئا يزاحم الجيش النظامي الرسمي للدولة اللبنانية وينازعه في انتشاره على الأرض، وفي اتخاذ قرار السلم والحرب مع إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

100 قتيل في لبنان خلال يوم.. رقم غير مسبوق منذ بدء الحرب

 واقع جديد

لكن المشهد في لبنان اليوم يبدو مختلفا عمّا كان عليه منذ 8 أكتوبر من العام الماضي، تاريخ بدء القصف المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل، مشهد يخيم فيه شبح الحرب بكل تفاصيله: حركة نزوح شملت آلاف السكان من مدينة صور ومناطق جنوبي البلاد، باتجاه صيدا بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة، مدارس تُعلّق فيها الدروس وتُفتح كملاجئ مؤقتة أمام سيل الهاربين من جحيم القصف، واستنفار كامل في القطاع الصحي استعدادا للأسوأ.

وتشهد شوارع مدينة صيدا الرئيسية وطرقها ازدحاما مروريا خانقا بعدما قلصت المدارس والمعاهد فيها ساعات التدريس، وطلبت من الأهالي اصطحاب أبنائهم؛ بسبب تطور الأوضاع في الجنوب، وفق وكالة أنباء لبنان الرسمية.

وتثير هذه التطورات الخطيرة على الأرض تخمينات بشأن تدخل الجيش اللبناني لحماية الأهالي والدفاع عن السيادة اللبنانية، وتساؤلات عن استراتيجية التحرك التي حددها الجيش للتدخل، دون الانجرار إلى المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC