البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط
حدد خبراء جملة من التحديات تواجه الحكومة السورية الجديدة، تتوزع بين القطاعات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، أهمها "تحصيل الشرعية" من المجتمع الدولي.
وأشاروا إلى أن هذه التحديات تم حصرها بناءً على التعهدات التي أعلنتها قيادة "هيئة تحرير الشام"، التي قادت عملية إسقاط نظام بشار الأسد، إضافة إلى البنود التي تضمنها البيان الختامي للقمة المنعقدة في مدينة العقبة الأردنية، بمشاركة دول إقليمية وغربية، للتوافق على أجندة موحدة بشأن سوريا.
الدكتور عبد السلام نعمان، أستاذ العلوم السياسية أوضح، أن أبرز هذه التحديات يتمثل في "تحصيل الشرعية"، مشيرًا إلى أن هوية النظام الجديد ما تزال غير واضحة بما يكفي لتوفير أساس شرعي قوي للقيادة الجديدة.
وأضاف نعمان، لـ"إرم نيوز"، أن القيادة الجديدة أظهرت اهتمامًا كبيرًا بمناقشة هذه التحديات داخليًا قبل انتقالها من حكم إدلب إلى حكم دمشق، وهو ما يفسر التروي في إطلاق التطمينات والالتزامات التي ركزت على الأولويات العاجلة مثل تعزيز الأمن، وتطبيق العدالة، وتحقيق التشاركية الوطنية، ونزع السلاح غير المرخص.
كما لفت نعمان إلى أن القيادة الجديدة أعلنت عن خطط لتحسين رواتب الموظفين، ومكافحة الفساد، وإعادة تأهيل الجيش والأجهزة الأمنية، إلى جانب تأمين تمويل دولي لإعادة الإعمار، وإعادة المهجرين إلى ديارهم، وهي وعود يجب أن تتحقق لنيل المصداقية.
المحلل السياسي أنور أبو سيدو ركز على أن أحد أبرز التحديات يتمثل في الغموض الذي يحيط بسمعة "هيئة تحرير الشام"؛ بسبب التحولات الجذرية التي مرت بها قيادتها من الانتماء لتنظيم القاعدة، مرورًا بجبهة النصرة، وصولًا إلى تشكيلها الحالي.
وأكد أبو سيدو، لـ"إرم نيوز"، أن هذا الغموض يمثل عقبة أمام تحقيق الاعتراف الدولي بالنظام الجديد، وهو ما يشكل شرطًا ضروريًّا للحصول على المساعدات الدولية اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية، واستعادة مصادر الدخل الوطني التي آلت إلى جهات خارجية كإيران وروسيا والولايات المتحدة.
وأضاف أبو سيدو أن من ضمن التحديات الكبرى استرجاع وتشغيل المؤسسات والمرافق الإنتاجية التي سيطرت عليها قيادات النظام السابق.
بدوره، أوضح المحامي المتخصص في النزاعات الدولية نجيب الأزور أن الاعتراف الدولي بالحكومة الجديدة يعد الأولوية القصوى للتغلب على العقوبات المفروضة ليس فقط على النظام السوري، بل على كل من يتعامل معه.
وأكد الأزور، لـ"إرم نيوز"، أن استمرار العقوبات سيعطل جهود الحكومة الجديدة لإثبات قدرته على إدارة البلاد، وسيلحق ضررًا كبيرًا بسمعته محليًّا ودوليًّا.
وأشار إلى أن التغلب على هذه التحديات يتطلب من الحكومة الجديدة خطوات واضحة ومحددة لكسب ثقة المجتمع الدولي والمحلي، سواء عبر الالتزام بالشفافية أو تنفيذ إصلاحات جذرية تعزز صورة القيادة الجديدة.