logo
العالم العربي

بين الدوحة ومجلس الأمن.. حراك دبلوماسي "متشائم" بشأن سوريا

بين الدوحة ومجلس الأمن.. حراك دبلوماسي "متشائم" بشأن سوريا
مسلحون شمال سورياالمصدر: رويترز
04 ديسمبر 2024، 6:25 ص

يستمر التصعيد بالتزامن مع اجتماعات الدوحة لبحث اشتعال الشمال السوري، وعقد مجلس الأمن الدولي جلسات لبحث وقف النزاع المتجدد في سوريا. ويشكل عائقًا أمام إمكانية التهدئة، وترجيح إعلاء اللاعبين الإقليميين والدوليين لمصالحهم أو تحسين أوضاع جبهاتهم، بحسب خبراء.

وأفاد خبراء أن محاولات التهدئة وما يدور من حراك دبلوماسي نشط لبحث الأوضاع وإمكانية وقف التصعيد في سوريا، ستكون نتائجها مؤقتة، ومرتبطة وسط أوراق متداخلة، بربط الجبهة السورية بالحرب الأوكرانية من جهة، ومن جهة أخرى، المواجهة القائمة بين إيران وإسرائيل التي انتقلت إلى سوريا وقد تعود إلى لبنان، وأن تكون أراضي العراق ساحة صدام تبعًا لذلك.  

ورأى خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أي حلول واقعية لوقف التصعيد والوصول إلى ترتيب الأوراق القائمة على المقايضات والمصالح التي ذهبت إلى الساحة السورية وجعلها مرتبطة بالحرب الاوكرانية، يتعلق بشكل كبير باستلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مقاليد السلطة في البيت الأبيض.

ولفتوا إلى أن ما يجرى في سوريا، عبارة عن حبكة جهز لها بين حلف الناتو وإدارة الرئيس الديمقراطي الذي سيغادر منصبه قريبًا، جو بايدن، لعرقلة الصفقات التي يجهز لها ترامب مع  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول الحرب في أوكرانيا.

ويظهر الحراك الدبلوماسي الدولي والإقليمي، في ظل عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الأوضاع فى سوريا، بالتزامن مع ما خرج من دعوات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى وقف التصعيد فى سوريا وحماية المدنيين.

ومن جهة أخرى، من المنتظر أن تجتمع الأطراف الأساسية في الأزمة السورية، إيران وتركيا وروسيا بالعاصمة الدوحة الأسبوع المقبل، بمشاركة قطر دون إعلان حتى الآن بحضور من الدولة السورية، لبحث الوضع بسوريا في إطار عملية آستانا، وذلك بحسب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش مؤتمر صحفي في أنقرة مع نظيره التركي هاكان فيدان.

وبالتزامن مع ذلك، كان أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد في شمال غرب سوريا، ودعا إلى وقف القتال فورًا، والعودة للمسار السياسي.  

ويقول الخبير في الشؤون الدولية، أصلان الحوري، إن أي حلول واقعية لوقف التصعيد والوصول إلى ترتيب الأوراق القائمة على المقايضات والمصالح التي ذهبت إلى الساحة السورية وجعلها مرتبطة بالحرب الاوكرانية، يتعلق بشكل كبير باستلام ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض.

ويرجح الحوري في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن ما جرى في سوريا عبارة عن حبكة جُهز لها من إدارة بايدن مع حلف الناتو لعرقلة الصفقات التي يجهز لها ترامب مع بوتين بخصوص الحرب في أوكرانيا، ووضع الأوروبيين في المواجهة مع الروس وخروج واشنطن عن هذه المعادلة أو على الأقل، تخفيف التزاماتها المالية والعسكرية.

وأضاف أن أي تهدئة في سوريا باتت معلقة بإعادة ترتيب الأوراق والمصالح من جانب حكومة ترامب القادمة بعد استلام كافة مقاليد السلطة والمؤسسات والتعامل على ما ينتظر من مستجدات.

واستكمل الحوري بالقول إن سوريا ساحة مهمة ذهبت إليها الإدارة الديمقراطية لخلط الأوراق وتوسيع الجبهات أمام ترامب الذي جاء ليعمل على خروج أمريكا من أماكن الصراعات، ولكن ما حدث يجعل هناك التزامًا من الرئيس الجمهوري، بالتواجد هناك لحماية أمن اسرائيل والتعامل مع التوسع الإيراني.

ولفت الحوري إلى أن إشعال الجبهة السورية، يعرقل ما تجهز له الإدارة الجمهورية في الوقت الحالي أيضًا مع طهران بتهدئة جبهات بالشرق الأوسط مقابل برنامج حوافز إلى إيران، والذي ظهرت بوادره في وقف إطلاق النار في لبنان، في ظل ما هو مطلوب أيضًا من طهران بتجميد مفعول أذرعها في بضع مناطق، وهو ما يتعقد حاليًّا بعد أن ذهبت المواجهة مباشرة إلى سوريا وما يترتب على ذلك في العراق.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية نبيه واصف، أن الحراك الدبلوماسي على مستويات آستانا ومجلس الأمن، سيأخذ جولات واقتحامًا من أطراف جديدة، في وقت ستعمل فيه الأطراف الأساسية، سواء روسيا وإيران والناتو وإسرائيل، على تعميق المواجهات وتوجيه أثقال عسكرية إلى مناطق اخرى في سوريا؛ ما يطور المعارك إلى مناطق أخرى تتجاوز الشمال السوري ومناطق دير الزور.

ويؤكد واصف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الحديث عن مفاوضات بشكل مباشر يتعلق بالانتشار الإيراني ومدى حجم الإمدادات للميليشيات إلى الداخل السوري لاسيما بعد الموقف المعلن من داخل العراق وما سيصاحبه من تحرك عسكري من جانب قوى موالية لطهران، في مقابل تعامل إسرائيلي سيصل إلى مستويات تصعيدية مكثفة مع الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ومن الممكن أن يصاحب ذلك عملية "قلب الطاولة" بتوجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية.

وبيّن واصف أن أي مسار تفاوضي وتقليل حدة المواجهة، سيكون مؤقتًا بهدف إعادة تأهيل من الأطراف الدولية والإقليمية المتصارعة وما تمتلكه من قوى وتيارات بالداخل، للانتقال إلى معركة أكبر ستكون ساحتها بين أوكرانيا وسوريا وربما تنتقل إلى العراق وتعود معها جبهة لبنان إلى الاشتعال وصولًا إلى قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

بسبب معارك سوريا.. مواجهة روسية أمريكية في مجلس الأمن

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات