إطلاق نار على حاجز قلنديا شمال القدس

logo
العالم العربي

بعد اغتيال عناصره في لبنان.. هل يحتفظ "حزب الله" بـ"قيادة بديلة" في سوريا؟

بعد اغتيال عناصره في لبنان.. هل يحتفظ "حزب الله" بـ"قيادة بديلة" في سوريا؟
عناصر من حزب الله في سورياالمصدر: رويترز
15 أكتوبر 2024، 6:34 ص

كشفت مصادر سورية عن معلومات تفيد بوجود عدد من قادة حزب الله في سوريا، وذلك في الوقت الذي يخوض فيه الحزب حرباً "مصيرية" مع إسرائيل في لبنان.

وكانت انتشرت، خلال الفترة الأخيرة، تسريبات عن أن "حزب الله" قام بنقل عدد من القادة الميدانيين إلى سوريا عقب بدء الهجوم الإسرائيلي على قياداته واغتيال عدد كبير منهم، وذلك لحمايتهم من الاستهداف والاستعانة بهم لاحقاً كقيادات بديلة فيما لو تمت تصفية المزيد من القادة، في إطار استعداده لمعركة استنزاف طويلة مع إسرائيل، قد يحتاج فيها إلى هؤلاء القادة في مراحل فاصلة.

لكن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب تتعلق بسلامتها، لم تكشف عن أسماء بعينها، مكتفية بالقول إن هؤلاء القادة ليسوا موجودين في سوريا بمهمات تتعلق بدعم الجيش السوري على جبهات القتال مع "داعش" أو غيرها من المهام التي تتعلق بالساحة السورية، كما أنهم لم يحلوا مكان قادة موجودين بالأساس على رأس المجموعات التي تتمركز في سوريا منذ سنوات.

وترى المصادر أن وجود هؤلاء القادة في هذا التوقيت يثير التساؤلات، خاصة أن حزب الله يخوض معركة "حياة أو موت"في لبنان، بعد أن وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات القاتلة للحزب وقادته العسكريين والسياسيين، وآخرهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله  في 27 سبتمبر أيلول الماضي.

كما أنها تواصل محاولات التوغل في جنوب لبنان بهدف معلن هو تفكيك بنية الحزب وضرب مخازن أسلحته بعد اغتيال أمينه العام  والقضاء على العديد من قادته العسكريين والسياسيين.

الضربات الإسرائيلية تكشف قادة حزب الله

وكانت الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، كشفت عن وجود عدد كبير من قادة حزب الله على الأراضي السورية، وأثارت في نفس الوقت تساؤلات بين السوريين عن سبب إقامتهم في سوريا، في وقت تشتعل فيه جبهات القتال بين الحزب والقوات الإسرائيلية التي تحاول التقدم داخل الجنوب اللبناني.

وكان حضور هؤلاء القياديين سريًا في سوريا، إلى أن كشفته الضربات الإسرائيلية، خاصة في العاصمة دمشق، والتي تكثفت بعد قصف القنصلية الإيرانية في إبريل نيسان الماضي، وخاصة في الأسابيع الأخيرة التي شهدت مقتل العديد من القادة.

وأحدث الضربات كان القصف الذي تعرضت له منطقة المزة، في 8 من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، حيث لم يُعرف المستهدف فيه حتى اليوم، في حين أسفر القصف عن ضحايا مدنيين.

وفي 1أكتوبر/ تشرين الأول، أغارت طائرات إسرائيلية على موقع بمحيط حي المزة فيلات غربية، بجانب الحديقة الفرنسية في العاصمة السورية دمشق، من اتجاه الجولان، ما خلف ثلاثة قتلى وتسعة جرحى، دون معرفة القيادي المستهدف.

بينما قتل حسن جعفر قصير، صهر الأمين العام السابق لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في ضربة استهدفت نفس الحي، في 2 من تشرين الأول. وسبق ذلك العديد من الغارات التي استهدفت قادة للحزب أو مستشارين في الحرس الثوري الإيراني.

أخبار ذات علاقة

إثر هجوم "بنيامينا".. هل استعاد "حزب الله" قدراته؟

 

وتتمركز قوات من "حزب الله" اللبناني في سوريا منذ سنوات، لكن وجودها لم يكن مرتبطًا بالحرب ضد إسرائيل، إنما كانت بهدف مساعدة الجيش السوري على القتال ضد الفصائل المعارضة المسلحة وتنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام".

وعلى مدار السنوات الماضية، عمّقت الحرب من وجود "حزب الله" في سوريا، حتى بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وصار هذا الوجود يشكل خطرًا بالنسبة لإسرائيل، التي كررت استهداف "الحزب" على الخارطة السورية.

خوفا من الملاحقة الاستخباراتية الإسرائيلية

ويقول مصدر عسكري سوري من قادة الفصائل المعارضة التي دخلت في تسويات مصالحة مع الجيش السوري والتي قاتلت لاحقا إلى جانب الجيش السوري وحزب الله في جبهات متعددة منها غوطة دمشق وجنوب سوريا، إن "حزب الله" ما زال يتمركز في العديد من المناطق الحيوية بسوريا، وهذا ليس جديدا، لكن الجديد هو وصول عدد من قادته من لبنان في الفترة الأخيرة، وتحديدا بعد حملة الاغتيالات التي طالت قادته في الضاحية الجنوبية لبيروت.

واستبعد المصدر أن يكون هذا الوجود المستجد للقادة بهدف المبادلة مع القادة الموجودين من قبل، وإنما مبني، وفق توقعاته، على التخوف الكبير من حجم الملاحقة الأمنية والاستخباراتية التي تمنح للجانب الإسرائيلي وصولًا إلى أماكن تموضع قادة "الحزب" داخل الجغرافيا اللبنانية، لذلك يحاولون تغيير مكان إقامتهم على صعيد الدولة، وليس الموقع.

وفي وقت يخوض فيه "حزب الله" حربا ضد إسرائيل في لبنان، لا يعتبر من المنطقي أن تنسحب قواته أو مجموعاته باتجاه سوريا، وتترك جبهات القتال مع الإسرائيليين هناك، لكن ما يحصل أن بعض قادته يلجؤون مؤخرا إلى سوريا، وفقا لقائد الفصيل .

واستبعد المصدر سحب قوات حزب الله باتجاه سوريا، بل على العكس، توقع أن يسحب قواته من سوريا إلى لبنان لتعزيز جبهة لبنان، لكن قد يلجأ "حزب الله" لإخفاء قادته في سوريا حفاظًا عليهم، وفق ما قاله المصدر.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات بحزب الله

 

وكانت تقارير ذكرت أن "الحزب" قد يخفي بعض القادة غير الميدانيين في سوريا، الذين يعتبرون خطًا عسكريًا خلفيًا، وقد يلجأ مستقبلًا لخلق نوع من "المشاغلة العسكرية" على الجبهة السورية إن اضطر لذلك، بهدف سحب القوات الإسرائيلية باتجاه الجنوب السوري لإغراقهم في معركة مع "ميليشيات متعددة الجنسيات" مجهزة مسبقًا هناك، وفق التقارير.

 خبير عسكري لبناني يستبعد نقل "حزب الله" قياداته إلى سوريا

 من جهته، يستبعد الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد، هشام جابر ، ما تردد من تسريبات عن نقل "حزب الله" قادة ميدانيين في صفوفه إلى سوريا، لحمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي، ومن ثم الاستعانة بهم مستقبلا، ليكون لهم أدوار أخرى في مراحل مقبلة فاصلة خلال المواجهة مع إسرائيل.
 
وأوضح "جابر" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نفي أو تأكيد مثل هذه التسريبات، ليس بالأمر السهل في هذه المرحلة المليئة بالأحداث المتسارعة، ولكن حتى مع استمرار استهداف إسرائيل للقيادات في "حزب الله" بالداخل اللبناني، فإنه من المستبعد أن يكون هناك خطة ممنهجة من "حزب الله" لنقل قياداته إلى سوريا بغرض حمايتهم.
 
وشدد "جابر" على أنه لا يوجد أي سبب يدفع "حزب الله" إلى الذهاب بقيادات له في هذا التوقيت إلى سوريا، لحمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي.

وفسر ذلك، بأن الحماية المتوفرة لقيادات "حزب الله" في لبنان بالوقت الحالي أفضل في حال مقارنة ذلك بإمكانية نقلهم إلى سوريا بغرض حمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC