إذا تأكد مقتله.. هل تتأثر قدرات حماس بغياب الضيف؟‎

استبعد محللان عسكريان تأثير اغتيال زعيم الجناح المسلح لحماس، محمد الضيف، على الحركة عسكريا، وتوقعا أن ترفع الحركة وتيرة الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي للانتقام في حال تأكيد الخبر.

 وقال الخبير العسكري، الفريق قاصد محمود لـ"إرم نيوز" إنه "لا يوجد أي دليل حتى اللحظة على نجاح  إسرائيل في اغتيال محمد الضيف"، مشيراً إلى أن محاولات اغتياله قائمة دائمًا، وهي أحد أبرز أهداف الحرب ضد حماس بغزة.

وذهب محمود في تحليله إلى أن "حادثة الاغتيال أمام فرضيتين رئيستين الأولى نجاح محاولة الاغتيال؛ وبالتالي التأثير على مسار الحرب بشكل كامل، أو فشل إسرائيل في ذلك، وبالتالي مكاسب سياسية وعسكرية لحماس جديدة خاصة بمفاوضات التهدئة".

ويعتقد أن اغتيال الضيف في حال تأكده "لن يؤثر في الحركة عسكريًا على اعتبار أنه قائد ميداني واستراتيجي للجناح المسلح".

وأضاف: "التنظيم العسكري لحماس ليس هرميًا بل عنقوديا، وهو نظامي لا مركزي، وفي كل منطقة جغرافية هناك وحدة وقيادة ولها مربع قتال وهناك ألوية ولديها كتائب وسرايا ومجموعات، والضيف ليس مقاتلًا".

 

وأشار محمود، إلى أن 90% من المقاتلين في غزة لم يروا الضيف بحياتهم، ولا يعرفون قادتهم العسكريين الرئيسين؛ الأمر الذي يجعل عملية اغتياله غير مؤثرة بشكل ميداني ومباشر على القتال بين حماس وإسرائيل، وفق تقديره.

"صورة نصر"

ويرى الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "إسرائيل تسعى لاغتيال الضيف في إطار القيمة المعنوية له بالنسبة لحماس وجناحها المسلح، وفي إطار بحثها عن أي صورة للنصر في ظل ارتفاع أوج حدة الخلافات العسكرية".

وقال عريقات، لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الخلافات جعلت من البحث عن صورة النصر بالنسبة للجيش الإسرائيلي أمراً مهماً جدًا"، مرجحاً أن ينتهي أمر محاولة اغتيال القائد العام للجناح المسلح لحماس دون تأكيد رسمي.

وأضاف: "محمد الضيف من أكثر القادة العسكريين والسياسيين الذين تعرضوا لمحاولة اغتيال، وهو أيضًا لديه من الوعي التام بهذا الموضوع، الأمر الذي يجعله يتواجد في الأنفاق الأعمق"، مبيناً أن هذا المكان الطبيعي لشخصية مثله.

وتابع: "قد تتأثر العناصر المسلحة لحماس معنويًا بحادثة اغتيال الضيف حال نجاحها؛ إلا أن ذلك يمكن أن يؤدي لارتفاع وتيرة القتال بغزة، وزيادة حدة الاشتباكات المسلحة، في إطار سعي الحركة للرد على اغتيال أبرز رموزها العسكريين".

وبين المحلل العسكري، أن "إسرائيل في حالة إعاقة عملياتية وعسكرية واضحة، وتتعرض لضغوط غير مسبوقة بالمفاوضات"، متوقعا أن يؤدي "اغتيال الضيف أو فشل المفاوضات سيؤدي لموجة قتال هي الأعنف بين الطرفين".

وتابع: "لا يمكن الحديث عن تراجع قدرات حماس العسكرية في حال اغتيال الضيف، خاصة وأنه قائد رمزي للجناح المسلح، والأوامر العسكرية تصدر عن مجلس أعلى لكتائب القسام"، مبينا أن الحادثة ستزيد من حدة المواجهة العسكرية فقط.