الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر

logo
العالم العربي

كيف ستتعامل واشنطن مع التطورات في الشمال السوري؟

كيف ستتعامل واشنطن مع التطورات في الشمال السوري؟
مقاتلون يقودون شاحنة صغيرة محملة بسلاح في بلدة سراقب بمحا...المصدر: رويترز
02 ديسمبر 2024، 11:17 ص

عصام العبيدي

أثيرت تساؤلات عن طبيعة تعامل الولايات المتحدة مع الفصائل المسلحة في الشمال السوري، خاصة وأنها تعتبر الأزمة الحالية نتاجًا مباشرًا لاعتماد الحكومة السورية على روسيا وإيران.

وفي الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة إلى وقف التصعيد في سوريا، وحماية المدنيين والبنية التحتية الأساسية، أكدت الحاجة إلى حل سياسي للنزاع، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، الذي أقر عام 2015 لدعم عملية السلام في سوريا.

وقبل أيام، فقدت قوات الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد، بعد هجوم شنته فصائل المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 410 أشخاص.

تقييمات للميدان

بدوره، أكد غبريال صوما، عضو المجلس الإستشاري للرئيس المنتخب دونالد ترامب، أن "الولايات المتحدة تجري تقييمات بشأن ما حصل، والأهم لديها في هذه المرحلة عدم ظهور داعش مرة أخرى، والدفع باتجاه انخراط النظام في سوريا ضمن عملية سياسية، لإنهاء التوتر القائم".

وأوضح صوما لـ"إرم نيوز" أن "واشنطن قلقة من تلك التطورات، خاصة وأن هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم تعتبر بالنسبة لها منظمة إرهابية"، لافتًا إلى "ضرورة إنهاء الحرب والتوجه نحو تسوية سياسية تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وأشار إلى أن "القوات الأمريكية في سوريا، ستواصل الدفاع عن الأفراد والمواقع العسكرية التابعة لها، وهو مسار ضروري لسوريا أيضًا".

 ومع تعقد الأمور في إدلب وحلب، يرى خبراء أن الخيارات أمام إدارة بايدن قد تتنوع، فربما تسعى واشنطن إلى تجديد الحوار مع تركيا حول المسألة السورية لتعزيز موقف المعارضة، بالإضافة إلى إعادة تقييم مستويات الدعم المقدم للفصائل المسلحة.

وتتجه الأنظار نحو مساعي واشنطن لتعزيز موقفها الإقليمي عبر حلفائها، خاصة مع وجود تفاهمات بين تركيا وبعض الأطراف المؤثرة في النزاع، وهو ما سيعمل على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

واشنطن تبحث مع أنقرة "ضرورة خفض التصعيد" في سوريا

  أدوات ضغط

وتشير تقارير إلى أن السياسة الأمريكية ربما تستخدم أدوات ضغط، مثل العقوبات الاقتصادية، على الأفراد والكيانات المرتبطة بالنظام السوري، ما يضيف بعدًا للصراع، يمكن أن يؤثر على توازن القوى، لا سيما مع عودة ترامب إلى السلطة، وهو ما قد يدفع واشنطن لتقييم إستراتيجياتها تجاه سوريا.

بدوره، يرى مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن نزار حيدر، أن "الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت موقف المتفرج إزاء ما يحصل من تطورات أمنية خطيرة في سوريا، باعتبارها لا تمتلك تدخلًا سياسيًا مباشرًا هناك"، لافتًا إلى أن "تركيا تستغل تلك الفجوات، لإضعاف دمشق وإجبارها على التفاوض بما يحقق مصالحها القومية في الشمال السوري".

وأوضح حيدر لـ"إرم نيوز" أن "أنقرة تسعى كذلك لتقليل دور الانتشار العسكري الأمريكي في الشمال السوري والذي يحمي القوات الكردية المتمركزة في المنطقة".

ومع قرب تسلم إدارة دونالد ترامب زمام السلطة في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى إستراتيجيات قد تكون أكثر حزمًا تجاه تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما سيؤثر بالضرورة على ديناميكيات القوى الإقليمية.

وتعتمد واشنطن على إستراتيجيات عدة للتأثير على المشهد السوري، أبرزها دعم قوات سوريا الديمقراطية، وإدخال المساعدات الإنسانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات