بوتين يستقبل الزعيم الصربي ميلوراد دوديك المطلوب بمذكرة توقيف
درج الجيش الإسرائيلي خلال عملياته الحربية في غزة ومن ثم في جنوب لبنان، إلى إصدار أوامر الإخلاء للمدنيين، بذريعة "الحفاظ على أرواحهم" قبيل المباشرة في استهداف منطقة ما يتمركز فيها مقاتلو حماس أو حزب الله، وفقًا لروايته، فيما تثار تساؤلات حول سر هذه السياسة وجدواها.
تكررت هذه الأوامر منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم مئات المرات في غزة، وعشرات المرات في جنوب لبنان .
الخبير العسكري السوري كمال الجفا، يقول إن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بذلك حرصًا على أرواح المدنيين، كما يزعم، بل لسبب آخر مختلف تمامًا يتماشى مع أهدافه الحربية.
"تابع..راقب.. دمّر"
يؤكد الجفا في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "السبب الأساسي خلف أوامر الإخلاء، هو تحديث المعطيات ومعلومات الداتا لدى الإسرائيليين"، مشيرًا إلى أن "المسؤول عن هذا القسم من المتابعة هو جهاز تتمثل مهمته في ثلاث كلمات (تابعْ، راقبْ، دمّرْ)".
أما لماذا يتم الإبلاغ بأوقات محددة، فالسبب واضح بحسب الخبير العسكري. يقول: عند إطلاق الإنذار، يجب أن يكون فوق المنطقة قمران اصطناعيان مع ثلاث مسيّرات استطلاع تقني. وفور إطلاق الإنذار، يباشر الجهاز العمل، فيتم رصد السيارات، الأشخاص، التلفزيونات، الكومبيوترات والهواتف وكل الأجهزة المرتبطة بشبكات التواصل.
عقب ذلك، يتم إحصاء عدد السيارات التي وصلت مسرعةً إلى المكان والأخرى التي غادرت، وهنا يقوم أحد الدرونات المرتبطة بالـ (GPS) بعملية "تمييز و تعرّف".
الذكاء الاصطناعي يبدأ العمل
ويشرح الجفا ما يحصل بعد ذلك بالقول: "بظرف عدة دقائق يكون (الذكاء الاصطناعي) قد استطاع مقارنة المعلومات المستحصَل عليها مع بيانات الشركات المصنِّعة وبيانات الدولة اللبنانية، فإذا تبين أن السيارة تعود لرب منزل، تحال المعلومات إلى جهاز متابعة؛ أما إذا لم يتم التعرّف على صاحب السيارة، فإنها تتحوّل الى هدف".
وتابع: "خلال ست دقائق يستحصل "IA" من القمر الاصطناعي على تاريخ السيارة ومخطط تنقلاتها من ساعة وضعها في الخدمة؛ وهنا يقوم الـ "IA"بتتبّع الخط الزمني لمسير هذه السيارة خلال السنوات الماضية، فإذا تبين أن هذه السياره مرت أو توقفت عند واحد من أصل 2365 مركزًا، التابعة لحزب الله، والمعروفة لدى الإسرائيليين مسبقًا، فإنه يتم وضعها (هذه السيارة) ضمن لوائح الاغتيال".
ويتابع الخبير: في الوقت نفسه، يقوم "درون" ثانٍ بمسح الهواتف في المنطقة ويحاول أن يضع اسم صورة لكل هاتف، مع ربطه بسيارة. وتُستعمل تقنية السيارة نفسها، عبر الرجوع بالتنقلات إلى خارج المنطقة، وعند التأكد من أن صاحب الهاتف هدف، فإنه يتم القيام باختراق أتوماتيكي لتاريخ الـ GPS، و وسائل التواصل خاصته، كما يتم أحيانًا فتح الكاميرا مع صوت وصورة.
بعد ذلك - والكلام للخبير الجفا- ينتقل الهدف إلى جهازين، واحد لتحديد محيط الهدف، ويتم فحص كل المحيط باستخدام الأسلوب عينه. كذلك الأمر، فإن أحد "الدرونات"، يرسل إشارة اختبار لكل التلفزيونات الذكية والحواسيب / الكومبيوترات، ويتم تشغيل الكاميرات والميكروفون ؛ هذا عدا المتابعة الحرارية لكل المنطلقين الفارين حتى وصولهم إلى مأوى جديد.
تحديد الهدف
بعد كل المراحل السابقة، يقول الخبير العسكري، إن المسيرة تكون جاهزة للانقضاض على الهدف، حيث لديها نظام تتبع، وبمجرد الحصول على معلومات عن هدف ما تم برمجته سابقًا تطلق الصاروخ دون العودة الى غرفة العمليات أو المشغل الرئيسي، وأحيانًا يقوم المشغل بتنفيذ أمر الإطلاق.
ووفقًا لمعلومات الجيش الإسرائيلي، ينتج عن كل إنذار بالإخلاء ما بين 300 إلى 400 هدف جديد، ما يبينّ أهمية الذكاء الاصطناعي والفارق الكبير الذي أسهم فيه، في الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل في غزة ولبنان.