نيويورك تايمز: أمريكا وأوكرانيا قد تعقدان جولة إضافية من المحادثات بالرياض اليوم
غاب الثنائي الشيعي في لبنان، ميليشيا حزب الله وحركة أمل، اليوم الأربعاء، عن الجولة الأولى من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي باشرها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في مجلس النواب، وسط مناخات من شدّ الأعصاب ترافقت مع رسائل التهديد ودعوات التهدئة، في حين تنتظر بيروت وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غد الجمعة.
وبرر "الثنائي الشيعي" غيابه بأنه تعرض لعملية غدر في انتخابات رئاستي الجمهورية والحكومة، وتحديدا بتكليف سلام الذي وصف حيثياته بأنه "جاء بعد انقلاب واضح على تفاهمات مسبقة، وأن الحكومة المكلفة مخالفة للدستور".
وقالت مصادر وثيقة الصلة بالثنائي الشيعي، إن "مصدر الأزمة الحالية هو إحساس حزب الله وحركة أمل بأن الأسلوب الذي حدث فيه الانقلاب على التفاهمات خلق مشكلة ثقة فُقدت، ومن الصعب إعادة ترميمها".
وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن "أسلوب هذا الانقلاب يرفع كلفة المطالب بالنسبة للثنائي مقابل المشاركة في الحكومة".
وأشار إلى أن "حديث الثنائي الشيعي عن أن تكليف سلام غير دستوري، وأن المكوّن الشيعي الذي يمثلانه قد لا يشارك في الحكومة، أحدث صدمة كبيرة".
ولفتت إلى أن هذه الصدمة "دعت رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون إلى التدخل والتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، معززا باتصالات لتبريد الأجواء من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان بري أبلغ عون، في اجتماع حضره رئيس الحكومة المكلف، أن ما حصل في تكليف رئيس الحكومة يناقض ما نصّ عليه الدستور في ما يخص الميثاقية والعيش المشترك.
وبحسب التفاصيل، التي توثقت منها "إرم نيوز"، فقد أوصل بري وحزب الله رسائل تقول إن "الأمور ليست مقفلة، لكن الثنائي غير مستعد لتقديم أي تنازلات، مع تأكيد حصوله على ضمانات جدية تتصل بمشاركته الحقيقية في الحكومة".
وفي المقابل، وضمن هذا المشهد اللبناني المحتقن، بعثت قيادات مارونية وازنة رسائل صباح اليوم الأربعاء، تدعو فيها للتهدئة وتمثيل مختلف الأطراف ضمن الحكومة الجديدة.
لكن قيادي التيار الوطني جوزيف باسيل، طلب أن لا تكون المشاركات في الحكومة بأسلوب الكوتا، وإنما ممثلة للقوى البرلمانية ومن اختصاصيين.
ودعا باسيل إلى تضمين بيان الحكومة التعهد بتنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وهو مطلب يعرف باسيل أن حزب الله يرفض معالجة موضوع السلاح بهذا المنطق.
وذكرت المصادر أن "طرفي الأزمة الراهنة لم يغلقا الباب حتى نهاية اليوم الأول من مشاورات تشكيل الحكومة".
وأضافت: "لكن المطالب التي يشترطها كل منهما تبدو أصعب من أن يتم التوافق عليها، في ضوء التدخلات الخارجية المنظورة وفي مقدمتها وصول الرئيس الفرنسي إلى بيروت بعد غد الجمعة".